لأصحاب الكلمة الصادقة المزيد من الأشواق، والشوق في الله أعظم.
ومع أصحاب الكلمة الطيّبة حبل من وصال، ووصال الدعاء أدوم.
فمن روائع المحبّة في الله، أن يتذكّر المرء أنّ له في كلّ لحظة إخوانًا أوفياء ينتظرون منه الدعاء.
أسأل الله لي ولكم قطرات من سحائب كرمه، لا تبقي لي ولكم ذنبًا، ونظرة من رضاه لا تترك لي ولكم كربًا، ورحمة من خزائن جوده لا تدع لي ولكم همًّا ولا حزنًا.
أفضلُ لك ألف مرّة أن تُجالسَ الصادقين على الحصير، مِن أن تُجالسَ المنافقين على الحريرِ.
فمجالسة الصالحين كنز ثمين لا ينفد، ومجالسة المنافقين نار لا تنطفئ وتتوقّد.
فعقدة المنافق قراءة نيّات الغير، والاعتكاف لهذا الغرض. لذا، فهو يعيش في عزلة وكره للجميع.
أمّا الصادق فلسانه رطب بذكر الله، وتهدأ معه النفوس، وتطرب الآذان لسماع جمال كلماته، والشعور بالطمأنينة وراحة البال.
وقد جاء في محكم التنزيل قوله عزّ من قائل: "إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا". صدق الله العظيم.
ولنتوجّه جميعًا بالقول الصادق في كلّ مرة نطلب من الله أن يديم علينا النعم ويزيل عنّا النقم.
وبملخّص القول المفيد، أقول ولا أزيد: "رضيتُ بما قسم الله لي وفوّضتُ أمري إلى ربّي، كما أحسنَ الله فيما مضى كذلك يُحسن فيما بقي".