الأحد 23 كانون الثاني 2022 20:24 م |
المتغيرات السنية والاحتياجات اللبنانية ترابط دقيق في زمن رديء |
* محمد الحسن لن يمر اي موقف يتخذه سعد رفيق الحريري مرور الكرام ، فليس من العقلاني القول ان اي توجه سيتخذه الرجل سيكون مجرد مسار سياسي او شخصي عادي. إننا ببساطة أمام حركة ارتكاز سياسي دقيقة للغاية ، فبمجرد القول باحتمال حصول اي تطور سياسي مرتبط بهذا الموقع الوازن سياسيا ووطنيا فهذا يعني أننا امام تغير في الصميم في حياة اللبنانيين . وليس التغيير المحتمل هذا كذاك الذي يرتبط بمرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل يمكننا ان نقول أننا سنكون في مواجهة مرحلة كالتي حملت رفيق الحريري الى السلطة. الان نحن نتمنى أن لا يكون التطور اللبناني المقبل دمويا فتحمل الفوضى الاسم البديل او الفريق الرديف للمستقبل الذي لم يكن حريريا كفاية ، نعم ان إنجاز اي انتقال الى الضفة الاخرى سواء كان مع سعد او غيره سيكون صعبا وبالتالي فان أرضية ذلك ستكون متحركة ، هنا تكمن المشكلة او لنقل الإشكالية. لذلك ينبغي ان يدرك اللبنانييون ان المتغيرات على الساحة السنية لا تتحقق بانسيابية كما يريد البعض ان يعتقد ، وهذا ما يؤكده التاريخ سواء مع دخول صائب سلام الى صلب العمل السياسي او حتى مع دخول رفيق الحريري اليه. بالطبع الآن ليس التوقيت مناسبا للاعراب عن الخشية ورفع مستوى التوقعات الى حد التبصير ، انما هو وقت تطويق اي متغيرات سنية سواء في بيروت او طرابلس او غيرهما بتفاهم وطني لا رابح فيه ولا منكسر والا فان نتائج مثل ذلك ستكون كارثية . طبعا لا يمكننا ان نتجاهل متغيرات الساحة السنية من اليمن الى العراق الى ليبيا وصولا الى سوريا فكل تلك المستجدات مهمة بقدر ما مصيرية خاصة في ظل رغبات تغيير النظام في لبنان، والتي لا تطرح الا على حساب السنية السياسي او لنقل انه يبدو ذلك، لذلك ينبغي البناء على المتغيرات لتأكيد الحاجة إلى التغيير ولكن تجنيب المكونات اللبنانية الشعور بالانكسار فلذلك نتائج صعبة على الحاضر والمستقبل . نعود الى سعد الحريري الذي يسدد وحيدا نتائج رداءة الاداء السياسي لقوى ما يسمى ١٤ آذار فقد أمن لها وحيدا التقدم وعجز عن تحقيق ذلك لنفسه انها المفارقة الكبرى . وسعد تنازل عن ميزات تفاضلية واكتسبها سواه ، ولكن ولكن .. و اذا بقي او اذا اعتكف سيترك ارثا صعبا حساسا يحتاج لمن سيركض لخلافته او لمشاركته حسن الاختيار بين الضرورات والاحتياجات البديهية للعمل الوطني السني الملزم هنا جدا في زمن التطرف العنفي وتفريخ الأفكار الغريبة . نعم غدا ليس يوما آخر بل سيكون موعدا مع أخطاء الماضي وعثرات الأعوام المتعاقبة منذ ٢٠٠٥ ومع مسار المصير اللبناني لا السني فحسب . لذلك ينبغي قبل ذلك وبعده ان يدرك الجميع في لبنان ان حماية الاعتدال السني جزء لا يتجزأ من مهمة الجميع بدء من الموارنة الذين يحتاجون الى المعتدلين السنة لحماية لبنان الكبير لبنان البابا فرنسيس والبطريرك مار بشارة بطرس . من هنا واذا ما بقي سعد او غادر فان حماية التجارب التي تريد الاعتدال السني مسؤولية جامعة هامة وهي حاجة وطبعا هي مسؤولية السنة أيضا وهي تنطلق من ادائهم وتستقر عند أداء غيرهم ولا نقول المسيحيين وحدهم فقط . ثم ان سعد الحريري رجل مقاوم صلب لا نبخثه حقه ولا نسقط حسناته ولا دوره حيث حمل عبء زمن الاغتيالات وما رافق ذلك ونا تبعه . و سيذكر التاريخ هذا الاداء ولو أشار الى أخطاء ما ، فمن هو هذا الذي لم يخطيء في لبنان قبل وبعد اغتيال الحلم الذي اسمه رفيق الحريري . اخيرا يبدو انه على سعد ان يكون جريئا كفاية لمواجهة هذه المحنة او هذه التجربة كما كان دائما هنا صلب المسألة. ثم انه ومع ما يمكن ان يصدر وما يمكن ان يحصل ومن سيرث الحريرية السياسية او يكمل رحلتها ، الخروج من الشخصنة هي الشحنة التي توقظ من الموت السريري لهذا الفريق او ذاك ، كما أن النظر الى مستقبل لبنان وضرورة بقائه تبقى الحاجة الملحة والا فان كل تجربة ستكون بلا فائدة اذا لم تتوخى بقاء وقوة لبنان . المصدر :الانتشار |