الخميس 27 كانون الثاني 2022 15:33 م

نباهة هارون، وفصاحة امرأة، وجمال لغة


* جنوبيات

يُروى في العصر العبّاسيّ أنّ امرأة دخلت ديوان الخليفة هارون الرشيد، وهي من قوم قد قتل الخليفة رجالهم "فرمّل نساءهم ويتّم أولادهم"، فقالت: أقرّ الله عينيك، وفرّحك بما أتاك، وأتمّ سعدك، لقد حكمت فقسطت. 

فسأل الخليفة أصحابه عن قصدها فقالوا: ما نراها قالت إلّا خيرًا. فانتهرهم الخليفة وقال: ما أظنّكم فهمتم ذلك. 
أمّا قولها: أقرّ الله عينيك أي أسكنها عن الحركة وإذا سكنت عميت. وأمّا قولها: وفرّحك بما أتاك فأخذته من قوله تعالى: "حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة". 

وأمّا قولها: وأتمّ الله سعدك فأخذته من قول الشاعر: إذا تمّ أمر بدا نقصه... ترقّب زوالًا إذا قيل تمّ. 
وأمّا قولها: لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى: "وأمّا القاسطون فكانوا لجهنّم حطبًا".
وفي ملخّص ما حصل نقول: "هي نباهة هارون، وفصاحة امرأة، وجمال لغة".

ولبعض السياسيّين الفاسدين في لبناننا الحزين نقول (وبفصاحة المرأة وتفسير هارون الرشيد):

"أقرّ الله عيونكم، وفرّحكم بما أتاكم، وأتمّ سعدكم، لقد حكمتم فقسطتم".

المصدر :جنوبيات