انطلاق العام الدارسي، كيف يبدو هذه السنة وسط التحضيرات التي تسير على قدم وساق لمواكبة المتغيّرات العلمية والمخاوف من الأوضاع الأمنية في المنطقة وسوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية.
«اللـواء» استطلعت آراء عدد من التربويين في صيدا ومنطقتها وعادت بالانطباعات التالية...
النقيب
{ رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا المهندس يوسف النقيب، أشار إلى أنّه «بتفاؤل كبير نبدأ عاماً دراسياً جديداً، سائلين الله عز وجل أنْ يجعله عاماً مباركاً حافلاً بالإنجازات والعطاءات، ومؤكدين استمرار العمل بعزم وثبات على تحقيق المزيد من التقدّم والنجاح، وذلك بفضل الجسم الأكاديمي والإداري والعمالي وشركائنا طلاب مدارس المقاصد الذين هم المصدر الأساسي للإنجاز والتميز والتفوّق».
وقال: «التعليم له دور أساسي في بناء المجتمع وتطوّره، وهو الذي يرسّخ ثقافات الشعوب ويحول دون ضياعها، ويشكّل الحصن لصيانة الحضارات، لذا تعمل «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا على جعل التعليم أداة فاعلة في مسيرة التنمية العلمية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع والوطن، وذلك عبر غرس أهمية العلم والتعلّم في نفوس الطلاب، وبناء شخصياتهم مزوّدين بالقيم الإسلامية الحميدة، وتعزيز روح الانفتاح الواعي لديهم، والإيمان بقيم العمل والإنتاج».
وأضاف: «يسعى المجلس الإداري للجمعية ويعمل بجهد من أجل تحقيق جودة عالية في التعليم المقاصدي عبر اتباع الخطط والبرامج والأساليب التربوية المتقدمة، وتوفير الفرص التعليمية المتكافئة لجميع أبناء مدينة صيدا وجوارها، في المدارس الأربع لـ»جمعية المقاصد الخيرية» في صيدا (ثانوية المقاصد الإسلامية، ثانوية حسام الدين الحريري، ومدرسة عائشة أم المؤمنين المجانية، ومدرسة دوحة المقاصد)، متبعين أسلوب العمل الجاد المسؤول بروح الفريق وفق التخطيط السليم لتحقيق الأهداف والغايات التربوية».
وختم المهندس النقيب: «أتمنى في بداية العام الدراسي 2016 – 2017 دوام النجاح والعطاء لـ «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا، وأتوجه بالتحية والشكر والعرفان لكل من دعم ويدعم مسيرة ورسالة الجمعية، وإلى جميع الطلاب والعاملين فيها الذين يعملون بجد دؤوب للارتقاء والاستمرار بالرسالة المقاصدية لخدمة المجتمع والوطن. وكل عام و»جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا بخير وتقدم وازدهار».
داود
{ بدوره، رئيس «مدرسة الفنون الانجيلية للبنين والبنات» في صيدا الدكتور جان داود رأى أنّه «مع بداية كلّ عامٍ دراسي يمتلئ قلبي بالفرح والسعادة. فهذه المناسبة التربوية هي امتداد لعلاقة عضوية وطيدة بين صيدا والإنجيلية، تماماً مثل علاقة النهر بالبحر. كيف لا والإنجيلية ترفُدُ هذا البحر الرحب بأفواج وأفواج من المرشّحين الأكفّاء للمواطنية الحقّة في صيدا والجنوب الذين برزوا على الصعيد الوطني والإقليمي وحتى الدولي».
وقال: «الإنجيلية تعتز بالمجتمع الصيداوي المضياف الذي حضن الإنجيلية وكل مؤسّسة تربوية أخرى صادقة، حتى أصبحت صيدا عن حق مدينة العلم والنضج الاجتماعي الذي حلّق عالياً فوق الصغائر والحساسيات».
وأضاف: رغم الشدائد والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، ملؤنا أملٌ ورجاء بأنّ مقولة رفيق الحريري لا تزال الأصلح للبنان، ألا وهي: «بالتربية نبني، وبالتربية نعمّر لبنان». لا يوجد أيُّ بديل لهذا الخيار الذي تبنّته الإنجيلية في وجه كل التحديات العاتية. نضع يدنا بيد كل المربّين ويد كل المدارس ويد كل الجمعيات الأهلية البطلة، معاهدين الله ألا نيأس ولا نستسلم، بل أنْ نبني جيلاً بعد جيلٍ ونزوّدهم بالقِيَم والأخلاق الأصيلة ونحثّهم على الاتّكال على الله تعإلى كلٌّ حسبَ إيمانِه».
وختم الدكتور دواد: «إنّ سرَّ نجاح التجربة الصيداوية هي عدم اتكالها على مقولة: ماذا تفعل الدولة لنا؟، بل ماذا نفعل نحن للدولة؟...
ومن هنا كانت الشبكة المدرسية وكان تجمّع الجمعيات الأهلية وغيرها من أصحاب الخير الذين ملأوا الفراغ وأبقوا شعلة صيدا مضاءة ومثالاً يُحتذى.
هنيئاً لنا نحن المربّين بهذه المدينة العريقة وهنيئاً لصيدا بمؤسّساتها التربوية وجمعيّاتها الخيريّة. نتمنّى لصيدا عاماً تربوياً جديداً ملؤه النجاح والعطاء، وتحية إكبارٍ إلى كل معلّم ومعلّمة يرون في أطفالهم مشاريع نجاح وتقدّم وازدهار».
كزبر
{ أما مدير «مدارس الايمان» كامل كزبر، فأشار إلى أنّه «رغم أنّ الواقع الذي نعيشه أصبح صعباً ومتخلّفاً إلى درجة مخيفة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة، وما يترتب على ذلك من تدهور وخراب في مناحٍ كثيرة: سياسية، تربوية، وحتى اجتماعية.. فإنّ التحدي الأكبر يتمثّل في إزالة هذا الخلل».
وقال: «أنا لا أدري كيف يمكن لباخرة تعجّ بالحمولة المتنوّعة، أنْ تبحر من غير رُبّان! أيكون مصيرها النجاة والسلامة أم الخراب والدمار؟! لا أقول ذلك متشائماً أو يائساً، فأنا ما زلت أرى فسحة أمل بعودة الحياة التربوية إلى عهد مجدها المزدهر والمواكب للحضارة والتطوّر».
وأضاف: «مع بداية العام الدراسي الجديد، بدأت تطل علينا أوائل بوادر الأمل من خلال ما أطلقه وزير التربية من قرارات جريئة تتعلّق بالمناهج الحالية، وحذف بعض الدروس لبعض المواد، على أمل إعادة صياغتها بما يتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين..
ولعل اهتمام الوزير بتحريك الركود الذي طغى على وزارة التربية، أمر لا يقل أهمية عن إعادة النظر بالمناهج، ذلك أن التربية جزء أساس في برنامج ودفتر يوميات كل مسؤول وعامل في هذا السلك الأهم في حياة الشعوب، وأتوجه إلى الوزير بالشكر على مبادرته، داعياً إلى أن يُعنى بتوجيه الشباب إلى التخصصات المطلوبة في الأسواق المحلية والعالمية، حتى لا يتسرب الخريجون – كما الطلاب – إلى مجالات ضررها أكثر من نفعها، ما يعني ضياع الهدف، وتشكيل حالة ركود جديدة في مجتمع انهكه سوء الإدارة والتخطيط».
وتابع: «هنا لا بدّ من التأكيد على وقوفنا مع كل خطوة تصحيحية جريئة يتخذها الوزير بهدف النهوض بالمسيرة التربوية، لكن في الوقت نفسه نحن مع بقاء عدد أيام التدريس على ما هي عليه ليتمكن المعلمون من ممارسة الأنشطة الحياتية الداعمة للمناهج، وليتثنى لهم القيام بالزيارات الميدانية بشكل أكبر، لما لذلك من أهمية لا يستطيع أيّ تربوي أن يغفل عنها أو ينكرها».
وختم كزبر: «في هذا الصدد أذكر لقاء ضمنيا مع بعض الشابات والشباب الخرّيجين ليستمعوا إلى تجربتي ونصائحي في مجالات تربوية متنوعة، فشدّدت في اجاباتي على تساؤلاتهم، على ضرورة وجود الإدارة المخلصة، والاستفادة من الخبرات المتنوّعة في الحياة التي لا تقبل إلاّ الأمور العملية، وأكدت لهم أن مدارسنا تكتظ سنوياً بالتحضيرات والاجتماعات والدورات والندوات لمواكبة العملية التربوية من كل جوانبها، ولتقييم ما سبق والاعداد لما هو آتِ، واستشهدت في نهاية اللقاء بما كان يقوله سقراط لتلامذته بأنّ أمه ولاّدة (قابلة) ولم تكن من مهماتها صنع الجنين، بل المساعدة في قدومه سالماً إلى عالم النور.
وأخيراً أقول كما قال العالم جون ديوي: «إذا كنّا نعلم اليوم كما علمنا البارحة فإننا نسرق من تلاميذنا غداً»».
|
|
|
يوسف النقيب: لجعل التعليم أداة فاعلة
|
|
كامل كزبر: التوجّه نحو التخصّصات المطلوبة
|
|
|
|
|
|
|
|
|
جان داود: نبني جيلاً نزوّده بالقِيَم
|