جاء "رجب" شهر الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله. شهر رجب الخير، وقد سمّاه النبيّ الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم "بالشهر الأصبّ" لأنّ الله يصبّ فيه من الرزق والخير صبًّا. فكان الناس يجدون أنّ أرزاقهم تزيد في رجب. لذا، كانوا يكثرون فيه من الدعاء. 

كما كان يُسمّى "بالشهر الأصمّ" لأنّ المؤمنين كانوا يصمّون أسماعهم، ويصونون ألسنتهم، ويكفّون أيديهم عن فعل المعاصي. 
كما كان يُسمّى "بشهر البركة"، إذ كان النبيّ يدعو فيه بأن يبارك الله له في رجب وشعبان ويبلّغه رمضان. 

وقد كان نبيّنا الكريم يستقبل شهر رجب بالدعاء والطاعات، إذ إنّه من الأشهر الحرم.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا دخل شهر رجب يقول: "اللهمّ بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان. اللهمّ سلّمنا إلى رمضان وسلّم رمضان لنا وتسلّمه منّا متقبّلًا يا أرحم الراحمين. اللهمّ بلّغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين".

واقتداء بالنبيّ الكريم نقول: اللهمّ زدنا في شهر رجب نورًا في القلب، وضياءً في الوجه، وسعةً في الرزق، ومحبّةً في قلوب العباد، واغفر لنا ولوالدينا ولمن له حقّ علينا يا ربّ العالمين.

اللهمّ لا تحجبنا عنك بعصياننا، وتُبْ علينا وقرّبنا إليك، ووفّقنا لطاعتِك، وعلّمنا الأدبَ معك، ومع نبيّك، وارزقنا حُسْنَ اتّباعِهِ ومحبّتِه، واحشرنا تحتَ لوائِهِ. 

اللهمّ أرضنا بقضائك وبما قسمته لنا واجعلنا من الحامدين لك في السرّاء والضرّاء.
اللهمّ يا من لطفه بخلقه شامل، وخيره لعبده واصل، لا تخرجنا وذرّيّتنا وأهلنا وأحبابنا من دائرة ألطافك وآمنّا من كلّ ما نخاف. 
اللهمّ لا إله إلّا أنت وكفى بك وكيلًا، فأنت نعم المولى ونعم النصير.