في مشهد سريالي عميق. رام الله تحتضن الدورة 31 للمجلس المركزي بينما الرشاشات تدك البيوت وتدوي في مدينة الخليل بطريقة لم نشهدها من قبل خلال شجار يتجدد بين العائلات .
وبين صمت العاصمة الأردنية عمان مقر رئاسة المجلس الوطني ، وبين صخب رام الله مدينة القرار السياسي للسلطة ، وبين لعلعة الرصاص في مدينة الخليل العاصمة الاقتصادية للمجتمع الفلسطيني .. تراقب القدس المشهد مشدوهة تارة ، وحزينة تارة أخرى .
وما يزيد المشهد غموضا ، أنه كلما خسرت السلطة تخسر المعارضة . معادلة تؤكد وحدة الحال ووحدة المصير لهذا الشعب البائس ، الذي تتكالب عليه كل الظروف . وفي كل يوم تخسر السلطة نفوذا وهيبة ، وتخسر المعارضة حضورا ونفوذا .
لا تسألني عن أحوال غزة . فاحكي لك عن حال جنين .
لا تسالني عن الخليل . فأروى لك حكايات الجليل .
لا تسألني عن المخيمات . وانا أراقب المستوطنات .
لعلني أغبط السيد سليم الزعنون ، وهو يترك منصب رئاسة المجلس الوطني بعد 26 عاما بالتمام والكمال . فهو الرابح الوحيد من انعقاد دورة المجلس المركزي حيث يختم مهمته .
لم تكسب منظمة التحرير لأنها تخسر أثرها في كل دورة تنعقد .
ولم تكسب الحركات الإسلامية لان الجميع اعتاد على غيابها .
ولم تكسب القوى المعارضة لأنها خسرت منبر التصحيح و التغيير .
ولم تكسب فتح لان برنامجها النضالي أعلى بكثير مما يجري .
لم يكسب الرئيس عباس لأنه يفقد نسبة التأييد الشعبي في كل دورة .
لم يكسب روحي فتوح لأنه سيحمل رمادا مليئا بالجمر المتقد في راحتي يديه.
ولم يكسب حسين الشيخ لأنه سيدفع أثمانا باهظة لمرحلة التيه الكبير .
ولا بد من برلمان .. مهما طال الزمان .