الأحد 20 شباط 2022 11:44 ص |
تحذيرات أممية من يأس الشباب اللبناني! |
* جنوبيات أجبرت حالة الإحباط واليأس التي تسيطر على قطاعات واسعة من فئة الشباب في لبنان، على الابتعاد أكثر عن أحلامهم وآمالهم بمستقبل ينعش حياتهم ويساهمون من خلاله ببناء وتنمية وطنهم. أجبرت حالة الإحباط واليأس التي تسيطر على قطاعات واسعة من فئة الشباب في لبنان، على الابتعاد أكثر عن أحلامهم وآمالهم بمستقبل ينعش حياتهم ويساهمون من خلاله ببناء وتنمية وطنهم. فقد انعكست الأزمات المتراكمة في لبنان، سلبا على قطاعات الشعب اللبناني المختلفة، ولم يكن قطاع الشباب بمنأى عن تداعياتها التي أوصلت البلاد إلى حد الانهيار، ما أدى إلى تفشي خطاب الكراهية وظاهرة المخدرات والأمراض النفسية والعصبية وارتفاع موجات الهجرة غير الشرعية إلى جانب تفاقم البطالة وتدني المستوى التربوي وتراجع الوعي الوطني العام.
الفئة العمرية التي يمكن أن تعتمد للشباب اليوم (15-24 عاما) وفي لبنان واحد من كل ستة أشخاص بين سن 15 و 24 عاما، ويقدّر عدد الذين هم في هذه المرحلة العمرية بـ520000 بينهم 305000 من اللبنانيين، أما الباقي فهم من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. ويعدّ الشباب واقعا اجتماعيا قويا في المجتمع اللبناني، يُستدل على ذلك من خلال: ارتفاع سن الزواج، إذ يتراوح معدل عمر الزواج بين 28 سنة للإناث و33 سنة للذكور. وتتراوح نسبة العازبين والعازبات بين 97.4 في المئة و100 في المئة في عمر 15-19، وما بين 82.7 في المئة و97.7 في المئة في عمر 20-24. بل أصبح الزواج المبكّر أمرًا مستنكرًا في الثقافة اللبنانية. -انخفاض نسبة النشاط الاقتصادي، ففي حين أنّ 18 في المئة فقط ممّن هم في عمر 15-25 عامًا ناشطون اقتصاديًا، فإنّ نسبة الناشطين اقتصاديًا بين الرجال ترتفع إلى 90 في المئة في عمر 25 وما فوق. -ارتفاع معدلات الالتحاق الخام إلى 82 في المئة والصافي إلى 49 في المئة في المرحلة الثانوية وإلى43 في المئة في التعليم العالي وهي من أعلى النسب في العالم العربي. ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية وازدياد الصعوبات المعيشية، وجد شبان لبنانيون أنفسهم أكثر بعداً عن أحلامهم، بعدما شعروا أن مستقبلهم في البلد، حيث ولدوا وترعرعوا، بات مهددا. في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 انتفض مئات الآلاف من اللبنانيين على واقعهم، بعدما تسارعت تبعات الانهيار الاقتصادي، الذي لم يبق الشباب بمنأى عن تداعياته على الصعد الاجتماعية والمهنية والأكاديمية والنفسية. ولا يعتري القلق الطلاب الذين يستعدون لبدء تحصيلهم العلمي الجامعي فحسب، بل يطال أيضاً عائلاتهم التي تراجعت قدراتها الشرائية وقيمة مدخراتهم، ودفعت حالة الانهيار والظروف المعيشية الصعبة التي يتعرض لها لبنان الشباب، إلى ترك التعليم والبحث عن فرص عمل تعينهم وتعين أسرهم، سواء كانت داخل لبنان أو خارجه. وحسب تقييم جديد صدر عن مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» في لبنان، فإن الأزمة اللبنانية دفعت 4 من كل 10 شباب وشابات إلى تخفيض الإنفاق على التعليم في سبيل شراء المستلزمات الأساسية من غذاء ودواء ومواد أساسية أخرى، كاشفا عن أن 3 من كل 10 أشخاص انقطع عن التعليم كليا.
في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 انتفض مئات الآلاف من اللبنانيين على واقعهم، بعدما تسارعت تبعات الانهيار الاقتصادي، الذي لم يبق الشباب بمنأى عن تداعياته على الصعد الاجتماعية والمهنية والأكاديمية والنفسية. ولا يعتري القلق الطلاب الذين يستعدون لبدء تحصيلهم العلمي الجامعي فحسب، بل يطال أيضاً عائلاتهم التي تراجعت قدراتها الشرائية وقيمة مدخراتهم، ودفعت حالة الانهيار والظروف المعيشية الصعبة التي يتعرض لها لبنان الشباب، إلى ترك التعليم والبحث عن فرص عمل تعينهم وتعين أسرهم، سواء كانت داخل لبنان أو خارجه. وحسب تقييم جديد صدر عن مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» في لبنان، فإن الأزمة اللبنانية دفعت 4 من كل 10 شباب وشابات إلى تخفيض الإنفاق على التعليم في سبيل شراء المستلزمات الأساسية من غذاء ودواء ومواد أساسية أخرى، كاشفا عن أن 3 من كل 10 أشخاص انقطع عن التعليم كليا. وتقييم «يونيسف» الذي صدر أخيرا تحت عنوان «البحث عن الأمل» يشير إلى أن 31 في المئة من الشباب والشابات خارج دائرة العمل أو التعليم أو التدريب، وأن نسبة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية انخفضت من 60 في 2020-2021 إلى 43 في المئة في السنة الدراسية 2022. وفي جلسة افتراضية تحدث الشباب عن شواغلهم وقلقهم إزاء المستقبل، وقالت حنين، البالغة من العمر 17 عاما، إن «الأموال التي نجنيها الآن لم تعد كافية للحياة» وأضافت «التضخم مرتفع جدا وما نحصل عليه لا يكفي لمواجهته. لذا، علينا شهريا تحديد الأولويات- إيجار المنزل، الأدوية، والغذاء- ولا يمكننا الحصول على جميعها في آن واحد». أما هند، البالغة من العمر 22 عاما، فقالت: «نظرتي للمستقبل قاتمة. لأول مرّة في حياتي أريد أن أرحل، أريد أن أغادر بلدي، أريد أن أهاجر من لبنان». ولفتت «يونيسف» الانتباه في بيان صدر عنها أخيرا إلى أن انقطاع الشباب والشابات عن التعلّم يمكن أن «يؤثر بشكل كبير على مستقبلهم وعلى آفاق العمل الذي قد ينخرطون فيه على المدى البعيد». وشددت على أنه «ما لم يتم العمل بشكل سريع لتغيير الاتجاهات الحالية واتخاذ الإجراءات المناسبة، فستتفاقم الأمور أكثر وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على النمو المستقبلي والتماسك الاجتماعي في لبنان». وذكر البيان أن متوسط دخل الشباب والشابات العاملين الشهري يبلغ 1.600.000 ليرة لبنانية، وهو ما يعادل 64 دولارا أمريكيا تقريبا، حسب سعر السوق السوداء الموازية. ووفق تقييم «يونيسف» فإن 7 من كل 10 شباب- إناث وذكور- عاطلين عن العمل، وأن هؤلاء لم يجنوا دخلا ما خلال الأسبوع الذي سبق إجراء التقييم. كما خفّض واحد من كل شابين تقريبا النفقات الصحيّة، وتلقى 6 من كل 10 شباب فقط الرعاية الصحيّة الأولية عندما احتاجوا إليها. وفي هذا السياق، قالت إيتي هيغينز، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالإنابة في لبنان، أن شباب وشابات لبنان بحاجة ماسة إلى الدعم، وشددت على «الحاجة الملحة لإيجاد استثمارات تحول دون أن تكون المخاوف المالية مانعا من حصولهم على التعليم والمهارات التي يحتاجون إليها لإيجاد العمل اللائق في نهاية المطاف والإسهام في استقرار لبنان وازدهاره». وأشارت إلى أن الأزمة في لبنان تحرم فئة الشباب والمراهقين من عنصر الاستقرار الذي هو غاية في الأهمية في سنّهم، كونها تسلبهم حقهم في التعلّم والأحلام والمستقبل، داعية إلى الحفاظ على الاستقرار في حياتهم. ودفعت حالة الانهيار والأوضاع الصعبة التي يتعرض لها لبنان، عددا واسعا من الشباب إلى الانخراط والتطوع بالعمل الاجتماعي والإنساني من خلال جمعيات وروابط المجتمع المدني، وتشكيل مجموعات وأطر شبابية بهدف إشغال أوقاتهم ورفع معنوياتهم والتخلص من الملل وحالة اليأس والإحباط والاكتئاب التي يتعرضون لها. وقدرت نسبة الشباب الذين أفادوا بأنهم يقومون بعمل طوعي بحوالي النصف، ولكن نشاطاتهم تعكس محيطهم المتغير والمليء بالاحتقان في الكثير من الأحيان. يؤكد سامي طحان (18) عاما، أن شباب لبنان، يتأثرون بالأحداث وحالة الانهيار التي يتعرض لها البلد، لافتا لـ«القدس العربي» إلى أن هناك خوفا وقلقا على مستقبل هذا الجيل الحيوي من المجتمع اللبناني، خاصة بعد الانهيار العام الذي أصاب لبنان، والانفجار الكارثي الذي استهدف مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 ودمر أحياء واسعة من بيروت. تشير روز سليمان (22 عاما) إلى أنها توقفت عن دراستها الجامعية وتوجهت للعمل في محل تجاري مقابل مرتب بسيط من المال يساعد في تأمين لقمة العيش لأهلها. وقالت: «أعيش حالة توتر ويأس، بسبب الأوضاع العامة والانهيار الذي يمر به لبنان، لم أعد أتمكن من متابعة دراستي الجامعية، بسبب ارتفاع الأقساط، ومحاولة مساعدة والدي على تأمين احتياجات البيت». وكانت روز سليمان تخطط للتخصّص في هندسة الكومبيوتر والإلكترونيات في الجامعة، لكنها اليوم اضطرت للتوقف عن متابعة دراسته، ما أدى كما تقول إلى فقدان الأمل وبعدها عن أحلامها. يرتّب الوضع القائم في لبنان أعباء على المراهقين والمراهقات. وتشرح المعالجة النفسية الدكتورة نازك الخوري أنّ «الضغط النفسي ليس ناتجاً فقط عن عدم توجيه المراهقين بل أيضاً جراء الأزمة الاقتصادية التي تشكل عائقاً على درب طموحات الشباب. ويدفع ذلك من هم في سن المراهقة إلى طريق غير راغبين به، ما يؤدي إلى الاكتئاب ومحاربة النفس، فيدخلون في مرحلة التفكير المفرط وتشتّت الأفكار». وتنصح الشباب في هذه المرحلة بأن «يبوحوا ويصرّحوا ويعبّروا عما يزعجهم والمشكلات التي تعترضهم انطلاقاً من أن عملية البوح عن الهواجس تعطي المشكلة حجماً أصغر مما هو متوقع». وأمام المدرسة الانجيلية في بيروت، قال يوسف وهو طالب ثانوي، أنه وصل إلى مرحلة اليأس، وكل أمله أن يغادر البلاد، ويعيش في أي بقعة من العالم. وعندما سألته «القدس العربي» لماذا كل هذا الإحباط، رد قائلا» لأن ما يجري في البلد يقتل ويبعد الشباب عن تحقيق أحلامهم وهذا يعني أن المستقبل قاتم». ويشهد المجتمع اللبناني بروز العديد من المجموعات الشبابية، الرسمية وغير الرسمية، التي تعمل من أجل الحد من حالة الإحباط واليأس التي يعيشها الشباب في لبنان وتعمل على مشاريع مختلفة مثل مراقبة الخطابات التي تنشر الكراهية في وسائل الإعلام، ونشر الوعي البيئي، أو تزويد بعض المناطق والتجمعات بالخدمات. المصدر :لقدس العربي |