بالفيديو: لحظة إعتقال المجموعة الإرهابية من قبل شعبة المعلومات
* جنوبيات
عادت الأجواء الأمنية لتخيّم على لبنان. على مسافة قريبة من الانتخابات النيابية، أعلن وزير الداخلية والبلديات، بسام المولوي، عن تمكن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من كشف ثلاث شبكات إرهابية كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات على الأراضي اللبناني. مشدداً على أن هناك إصراراً على إجراء الانتخابات في موعدها.
عقد المولوي مؤتمره الصحافي اليوم الأربعاء في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن التي وصفها بأنها بيت الأمن والأمان للبنانيين، لأنها صاحبة الإنجازات الأمنية، ومعتبراً أن قوى الأمن الداخلي ومديرها يردّون بالإنجازات وليس بالكلام.
وكشف وزير الداخلية والبلديات، بسام مولوي، عن إحباط عملية إرهابية وتوقيف جماعة إرهابية كانت تعمل على تنفيذ عمليات انغماسية تستهدف ثلاثة أماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلن مولوي في مؤتمره الصحافي، بحضور كل من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس فرع المعلومات العميد خالد حمود، أنّ العملية تمّت بإشراف ومتابعة كل من عثمان وحمود، وتم من خلالها "تفكيك شبكة تكفيرية إرهابية من الجنسية الفلسطينية كانت تجنّد شباباً لتنفيذ عمليات تفجيرية بأحزمة ناسفة وصواريخ لتوقع العديد من الضحايا". وحسب عرض مصوّر، كانت الأماكن المستهدفة هي مجمّع الكاظم، حي ماضي، مجمّع الليلكي وحسينية الناصر–الأوزاعي. وبنتيجة التحقيقات تمّ توقيف شخصين والتعرف على هوية ثلاثة آخرين من المشاركين في الإعداد للعملية، وعملية نقل الأسلحة والمتفجرات والسترات الناسفة.
المولوي
وأعلن الوزير مولوي عن "إنجاز كبير لشعبة المعلومات ومديرية قوى الأمن الداخلي والمدير العام من خلال إحباط ثلاث عمليات تفجير كانت سترتكبها شبكة إرهابية تكفيرية على الأراضي اللبنانية". فهنّأ "أبطال قوى الأمن الداخلي، ورئيس شعبة المعلومات والمدير العام لقوى الأمن الداخلي التي تمّت هذه الإنجازات بإشرافه، إضافة إلى الإنجازات الكبيرة في ضبط المخدرات وإنجاز تفكيك شبكات التجسس، وإنجاز اليوم لو -لا سمح الله- تمّت التفجيرات كانت لتأخذ البلد إلى مكان مختلف". وقال مولوي إنّ "جماعة إرهابية تكفيرية تجنّد شباناً في لبنان من الجنسية الفلسطينية لتنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة بأحزمة ناسفة ومتفجرات تحتوي على قذائف صاروخية كانت -لا سمح الله- لتوقع الكثير من الضحايا، والفضل في هذه العملية لأبطال قوى الأمن الداخلي وسهرهم على لبنان كله وعلى كل المواطنين وأمنه ومستقبله وأيضاًعلى الانتخابات التي نؤكد أنها تريد تنظمياً وأمناً، لذا سبق شدّدت على أهمية هذه المؤسسة الأمنية وتلبية حاجاتها".
تفاصيل العملية
وتم استعراض كامل تفاصيل العملية منذ بداية عام 2021، حيث تم ربط المصدر بأحد كوادر تنظيم داعش في سوريا، وفريق مختص من الشعبة باشر توجيه المصدر وأعطي لقب أبو خطاب. تواصل المشغل أسد الشامي مع المصدر مرات عدة وسأله عن استعداده لتنفيذ عملية استشهادية مع خبرته في مجال استخدام السلاح الخفيف وقدرته على قيادة السيارات. تم توجيه المصدر بالإيجاب بأنه على استعداد لتنفيذ عملية استشهادية وأنه يمتلك الخبرات اللازمة لاستخدام الأسلحة الخفيفة وقيادة السيارات. أعلم أسد الشامي أنه سيتم إرسال حزام ناسف له لتنفيذ عملية استشهادية لصالح تنظيم داعش، وقام بربطه بمشغل ملقّب بأبي جعفر، مهمّته تدريب المصدر على استخدام الحزام الناسف. وحدد أبو جعفر مكان وتاريخ تسليم الحزام الناسف في منطقة السعديات بتاريخ 14 أيار 2021. وتمّت عملية أمنية في المكان والتاريخ المحددين لاستلام حزام ناسف وقنبلة يدوية ومبلغ 500 ألف ليرة لبنانية. من قام بالتسليم شخص يقود سيارة من نوع مرسيدس لونها أخضر، انطلق من مخيّم عين الحلوة إلى السعديات بهدف تنفيذ مهمة التسليم وعاد إلى المخيم ولم يتمّ توقيفه لضرورات استكمال المهمة.
الكشف على الحزام
نتيجة الكشف عن الحزام الناسف، حزام بلون أزرق معدّل يدوياً، مع جيب وسحاب لإخفاء العبوة وتركيبها على الخاصرة، الوزن 2.7 كيلوغرام، يحتوي على متفجرات من نوع "سي فور"، وقطع معدنية وفتيل صاعق مشغل رمانة يدوية، أسلاك كهربائية ومفتاح كهربائي، قوة التدمير -شعاع الموت- يصل إلى ما يقارب 50 متراً، شعاع الإصابات يصل إلى ما يقارب 250 متراً. بتاريخ 20 أيار 2021، تواصل المشغل أسد الشامي مع المصدر أبو خطاب وأعلمه بما يلي: انتظار أمر من قيادة التنظيم في ما يخص مكان وتاريخ التنفيذ، وسيتم إرسال بندقية كلاشينكوف وجعبة صدر ومماشط وقنابل يدوية للمصدر، لاستخدامها مع الحزام الناسف في عملية انغماسية. بعد استلام البندقية والجعبة، تصوير مقطع فيديو مبايعة لتنظيم داعش على أن يكون فيه المصدر مرتدياً الحزام الناسف وحاملاً البندقية بهدف رفعه إلى قيادة التنظيم واستخدامه في تبني العملية. ومن المفضل تنفيذ العمل خلال فترة عاشوراء عبر استخدام مجلس عزاء.
التريّث في التنفيذ
بتاريخ 27 أيار 2021، تواصل المشغل أسد الشامي مع المصدر وأعلمه بما يلي: أوامر بالتريّث كونه يتم التخطيط لتنفيذ عملية كبيرة. محاولة تجنيد شبان مؤمنين يحملون فكر التنظيم للاشتراك بالعملية. قام الفريق المتابع للعملية باختلاق هوية كاملة ولقبين لشخصين وهميين من الجنسية السورية، وتوجيه المصدر لإعلام المشغل أسد الشامي عن معرفته بشخصين من الجنسية السورية مقيمان بالقرب منه وهما من مؤيدي فكر تنظيم داعش ومحل ثقة عالية من قبله.
بتاريخ 28 أيار 2021، تواصل المشغل أسد الشامي مع المصدر أبو خطاب الذي أبلغه بما تم توجيهه به واستعداد الشخصين للعمل لصالح التنظيم وزوّده بألقابهما. بتاريخ 29 أيار 2021، أرسل المشغل أسد الشامي، للمصدر أبو خطاب استمارة وطلب منه أن يقوم بتعبئتها مع الشخصين الآخرين وإرسالها له وتمّ ذلك. وبتاريخ 4 حزيران 2021، طلب المشغل تصوير مقطع فيديو للمصدر أبو خطاب، والشخصين الآخرين مجتمعين يتضمّن مبايعة للتنظيم وتمّ ذلك.
سترات ناسفة إضافية
استمرّ التواصل بشكل متقطع بين المشغل والمصدر، حتى أواخر العام 2021، من دون أي تعديلات جديدة، في حين كان المشغل يؤكد ويشدد على الدوام على مدى أهمية توخي الحذر الشديد بانتظار الأوامر. اعتباراً من أواخر 2021، وخلال عدة تواصلات وبتواريخ مختلفة، طلب المشغل أسد الشامي من المصدر أبو خطاب ما يلي: الاستعداد لاستلام 3 سترات ناسفة كبيرة ورمانات يدوية وأموال نقدية، البقاء على الجهوزية التامة كون موعد تكليفه ومجموعته بعملية لصالح داعش قد اقترب.
وبتاريخ الأول من شباط 2022، أعلن المشغل بأنّ عملية التسليم ستتمّ بتاريخ 3 شباط، في منطقة الاستلام السابقة في السعديات. بتاريخ 3 شباط، محلة السعديات، ليلاً. حضور شخص بسيارة من نوع مرسيدس لون أسود، برفقة شخص آخر وتم تسليم ما يلي: ثلاث سترات ناسفة كبيرة، قنبلتين يدويتين، مبلغ مليون و900 ألف ليرة لبنانية. وعرضت القوى الأمنية مقطع فيديو مصوّر عبر "درون" توثّق عملية التسليم.
الكشف على السترات
وبعد الكشف على السترات من قبل خبراء المتفجرات في شعبة المعلومات، تبينّ أنّ: السترة 1، قوة التفجير-دائرة الخطر 300 متر في الأماكن المفتوحة، والقطع المعدنية موجهة باتجاه الحشود لإحداث أكبر ضرر ممكن، عدد الضحايا يمكن أن يصل إلى 100. السترة 2، قوة التفجير، قطر دائرة الخطر لقذيفة الهاون يصل في معدل وسطي إلى 35 متراً، ودائرة خطر السي فور مع القطع المعدنية تصل إلى 300 متر في الأماكن مفتوحة، عدد الضحايا يختلف بحسب موقع الانفجار، ويتراوح بين العشرات ومئات الأشخاص. السترة 3، قوة التدمير، قطر دائرة الخطر لقذيفة Rpg7 يبلغ 13 متراً، ولقذيفة 75 ملم يبلغ حوالى 30 متراً، انفجار الحزام الناسف مع القطع المعدنية إلى 300 متر.
تحديد الأهداف
بعد استلام السترات الناسفة وخلال عدة تواصلات بتواريخ مختلفة في السابع والتاسع و11 شباط 2022، طلب أسد الشامي من المصدر أبو خطاب ما يلي: تنفيذ العمليات الانغماسية على 3 أهداف متفرقة وبالوقت نفسه. إعلام المصدر بأنه سيتم إفادته بالأماكن الثلاثة التي وقع عليها الخيار. بتاريخ 7 شباط، تواصل المشغل مع المصدر وأعلمه بما يلي: تم اتخاذ القرار بتنفيذ 3 عمليات انغماسية متزامنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وحدد الأهداف، وهي مجمّع القائم حي ماضي، مجمّع الليلكي وحسينية الناصر الاوزاعي، وطلب من المصدر استطلاع الأماكن الثلاثة وإعداد تقرير مفصل وتزويده به. بتاريخ 16 شباط 2022، تواصل أبو جعفر مع المصدر عبر تقنية الفيديو وشرح له كيفية تشغيل واستخدام السترات الناسفة على مدى 10 دقائق. وبالتاريخ ذاته، تواصل أسد الشامي مع المصدر وأعلمه بما يلي: سيتم إرسال 3 بنادق كلاشينكوف و13 مشطاً مع ذخائرها ومع 4 رمانات يدوية ومبلغ مليون و500 ألف ليرة وراية تنظيم داعش بتاريخ 17 شباط، على أن يتم التسليم في محيط المكانين السابقين. وطلب التسريع بالتحضير للعملية، مع التشديد على ضرورة التسريع في تنفيذ العمليات الثلاثة في الأيام الثلاثة المقبلة. كما طلب تسجيل مقطع فيديو للممثلين الثلاثة على أن تكون الراية خلفهم ويعلنون فيها أنّ العملية هي وفاء لدماء الخليفة أبو إبراهيم القريشي.
إنهاء العملية
بسبب تشديد وإصرار المشغل على التنفيذ خلال أيام قليلة ولكون العملية استفذت كافة النتائج المرجوة ومنها، وبعد عرض مستجدات العملية على المدير العام في قوى الأمن الداخلي، تم اتخاذ القرار بإنهاء العملية وفق الخطة التالية: استلام البنادق والقنابل والذخائر بالتاريخ المحدد، متابعة السيارة والمسلّمين بعد إتمام عملية الاستلام بصورة طبيعية، توقيف السيارة ومن بداخلها على أن يتم تحديد مكان التوقيف بحسب وجهة السيارة بعد مغادرتها. بتاريخ 17 شباط، في محلة السعديات، تمّت عملية الاستلام، من 4 أشخاص يستقلّون سيارة من نوع مرسيدس لون أسود. بعد إتمام العملية، تمّت متابعة السيارة من قبل فريق أمني وتم توقيفها ومستقلّيها بعد وصولها إلى منطقة الكولا. ونتيجة التحقيق مع الموقوفين (ع. ر) و (ب. ش) كلاهما من الجنسية الفلسطينية:
بتاريخ 17 شباط، توجها على متن سيارة مرسيدس لون أسود إلى محلة الطوارئ في مخيم عين الحلوة واستلما أكياساً سوداء تحتوي على بنادق ومماشط وقنابل يدوية ومبلغاً من المال لإيصالها إلى محلة السعديات، وتوصيلها إلى أشخاص ينسقون مع الفلسطيني م. ص. واصطحبا معهما من محلة الحسبة في صيدا القاصران ي.م. ول.م. فلسطينيان. وأفادا أنها المرة الثانية التي يقلّان فيها مواداً لصالح الفلسطيني م. ص. حيث قاما بتسليم 3 جعب ثقيلة داخل أكياس سوداء ورمانتين يدويتين بالطريقة نفسها وبالمنطقة عينها. وأفاد ع. ر. أنه ارتبط بـم.ص. من خلال جاره الفلسطيني ح.م.
نتائج التحقيق
ز.ن.ح. فلسطيني مواليد عام 1981، مقيم في مخيم عين الحلوة حي الصفصاف، مهمته تسليم الحزام الناسف في المرة الأولى بتاريخ 14 أيار 2021، (سائق سيارة المرسيدس لون أخضر).
م.ع.ص. فلسطيني مواليد عام 1991، مقيم في مخيم عين الحلوة، حي الطوارئ، ينتمي إلى تنظيم داعش ولا يغادر المخيم مطلقاً. مهمّته تنسيق تسليم البنادق والقنابل والذخيرة لكل من ع.ر. وب.ش.
ح.م.ع. ملقّب بحمزة مبارك، فلسطيني من مواليد عام 1991، مقيم في مخيم عين الحلوة ينتمي إلى تنظيم داعش ولا يغادر المخيم مطلقاً، مهمته صلة الوصل بين م.ع. وع.ر.
ح.ح.ح. فلسطيني ملقّب أبو خطّاب، مواليد عام 1993. ينتمي إلى تنظيم داعش، مقيم في مخيم عين الحلوة حيّ الصفصاف. عام 2019 انتقل إلى حيّ التعمير ولا يغادر المخيم مطلقاً. مهمته تدريب المصدر على كيفية تشغيل واستخدام السترات الناسفة.
م.أ.خ. فلسطيني من مواليد عام 1991، لقبه أسد الشامي، مأمأ، محمد غوطاني، مقيم في مخيم عين الحلوة الشارع التحتاني حي عرب الغوير. انتمى إلى تنظيم داعش بداية عام 2016 ولا يغادر المخيم مطلقاً. مهمته تشغيل المصدر في عين الحلوة وحلقة الربط بين المصدر والكادر الأمني في سوريا.
وقد أفادت القوى الأمنية أنّ كافة الخطوات والإجراءات تمّت بإشارة النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات.