السبت 26 شباط 2022 12:07 م |
حفل التكليف.. واقع يكرّس طبقية القشور |
* جنوبيات يجتهد بعض المراجع في تحديد سن التكليف عند الفتاة ويرفعه إلى اثني عشر عاما لكن الأغلب يعتمد التسع سنين هجرية لتحديد سن البلوغ أو التكليف وما يعنيه من وجوب أداء الواجبات الدينية وتحمّل الفتاة لمسؤولية أفعالها... لكن المشكلة الكبيرة التي تواجه الأسرة التي تخضع لهذا الإستحقاق، بعد إقناع الفتاة بأهمية ارتداء الحجاب وأهدافه وتجاوز كل المغريات الدنيوية المتفاقمة في عصر الصورة والانحطاط الاخلاقي لا سيما فيما يتعلق بالستر والحفاظ على رزانتها وجدّيتها أمام الآخرين، تكمن تفاصيلها في الطبقية المريرة خارقةً أبسط المناسبات الدينية لتعمّق التفاوت بين شرائح المجتمع. في بعض المدارس الإسلامية كما بعض الجمعيات الكشفية تقام حفلات تكليف جماعية بحضور الأهل تكرّس روحية الحجاب وتعزز من فكرة المساواة بين كل المكلفات لتوحيدها الزيّ الرسمي للحفل والاكسسوارات البسيطة المرافقة له. هذا النوع من الحفلات يخفف عبئا ثقيلا عن كاهل الأهل ويريحهم خاصة إذا كانوا ينتمون إلى إحدى الطبقتين الفقيرة أو المتوسطة.
بيد أن النقيض يبرز جليا إذا ما قارنا بين حفلات التكليف الخاصة الخاضعة عفوا لشروط الطبقتين الإجتماعية والإقتصادية على حد سواء.
هذه المبالغة غير المبررة تضعنا أمام إشكالية هذا الحفل وأهميته. غير ان هذا التجسيد لانتقال الفتاة من مرحلة إلى أخرى ووصولها لمرتبة كمالية معينة لا يجب أن يحوي الكثير من مظاهر البهرجة والمغالاة في الإنفاق على الشكليات ولوازم "الصورة" على حساب الاهتمام بالمضمون الذي غالبا ما يهمّش اعتباطيا. في المحصلة، تُظهر التجربة الواقعية الحيز الكبير من الاهتمام الذي يأخذه هذا الحفل إسوة بالمناسبات الإجتماعية المتعددة التي نقيمها، بيد أنّ أهميته لا تكتمل إلّا بتعريف الفتاة على معنى التكليف والتقليد وحدود الحجاب وتفاصيله. إذ أن الأفضل هو التركيز على تثقيف الفتاة قبل هذه الخطوة وإرشادها إلى القدوة التي تسعى للتمثل بها في مسيرة حياتها يستتبعها حفل يكلّل هذه التجربة بعيدا عن التعقيد. المصدر :جنوبيات |