الثلاثاء 1 آذار 2022 14:24 م |
مضيق البوسفور في تركيا يدخل حرب روسيا وأوكرانيا.. ما أهميته؟ |
* جنوبيات الصراع الروسي الأوكراني المستمر، حرّك معه مياه البحر الأسود، فتلاطمت أمواجه، مؤذنة بمرحلة جديدة من الأزمة عنوانها: مضيقا البوسفور والدردنيل. فمع بدء الأزمة الأوكرانية، انتقلت الأضواء إلى البحر الأسود بعد أن حثّت كييف تركيا على إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية. إلى أن أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس الإثنين، أن بلاده أخطرت جميع الدول بعدم عبور سفنها الحربية عبر مضائقها. فما أهمية البحر الأسود في هذه الأحداث المتواترة؟ للإجابة عن هذا السؤال، لابد أولا من الوقوف على الموقع الاستراتيجي للبوسفور والدردنيل، والأهمية الجغرافية لكل منهما. مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة، تلتقي فيه قارتا أوروبا وآسيا، بينما يصل الدردنيل بحر إيجه بمرمرة. ويبلغ طول مضيق البوسفور حوالي 19 ميلا، أما عرضه فيتراوح ما بين ثلث وميلين اثنين. فيما يصل طول مضيق الدردنيل إلى حوالي 35 ميلا ، وينخفض عرضه من 4 أميال في بحر إيجة إلى نحو0.7 ميل في أضيقها. البوسفور.. الشريان المزدحم مضيق البوسفور الذي يربط طرفي مدينة إسطنبول ببعضهما البعض (الآسيوي والأوروبي)، لعب دورا مهما في التجارة العالمية لعدة قرون، حيث تمر من خلاله حوالي 48000 سفينة، سنويا، ما يجعل هذه المنطقة واحدة من أكثر المداخل البحرية ازدحاما في العالم. كما يعد أيضا أحد أهم نقاط الاختناق في العالم لعبور النفط البحري، إذ يمر من خلاله أكثر من 3٪ من الإمدادات العالمية أو 3 ملايين برميل يوميًا ، معظمها من روسيا وبحر قزوين، عبر هذا الممر المائي. كذلك يعتبر طريقا لكميات هائلة من الحبوب القادمة من روسيا وأوكرانيا وكازاخستان إلى الأسواق العالمية. وبالنسبة إلى البحر الأسود الذي يقع بين قارتي أوروبا وآسيا ، تأتي روسيا في الشمال الشرقي، وأوكرانيا من الشمال، وتركيا من الجنوب ، وبلغاريا ورومانيا من الغرب، وجورجيا من الشرق. ومن اللافت للنظر هنا، أن ثلاثا من هذه الدول الست – تركيا وبلغاريا ورومانيا – أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتكمن أهمية البحر الأسود- وفق تقارير إعلامية- في الوصول الكبير الذي يوفره لروسيا – على وجه الخصوص، إلى خطوط الاتصال البحرية العالمية وفرص عرض الطاقة في مسافة استراتيجية وتوسيع دفاعاتها الجوية والساحلية. التجارة عبر البحر الأسود البحر الأسود الذي يوصف بأنه الشريان الرئيسي لحركة السلع عند مفترق طرق أوروبا وآسيا، يتم عبره نقل النفط الخام والنفط المكرر والمنتجات الزراعية والحديد والصلب. ووفق تقرير سابق نشرته بلومبرج، تُمثل أوكرانيا وروسيا معا أكثر من ربع صادرات القمح العالمية ، وما يقرب من خمس تجارة الذرة والجزء الأكبر من زيت عباد الشمس. اتفاقية مونترو وكانت أوكرانيا، قد طلبت، يوم الخميس الماضي، من أنقرة إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل ، المعروفين أيضًا باسم المضيق التركي ، بموجب اتفاقية مونترو. وبالنسبة لمن يتساءل عن ماهية هذه الاتفاقية التي تعني بنظام المضائق، وكيف تلعب في المعركة الجارية، فلابد من العودة للوراء قليلا. الاتفاقية المعروفة باسم مونترو، والتي جرى توقيعها في العشرين من يوليو/تموز عام 1936 في قصر مونترو بسويسرا، تمنح تركيا السيطرة على مضيق البوسفور والدردنيل وتنظم عبور السفن الحربية البحرية. ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1936 وتم تسجيلها في مجموعة معاهدات عصبة الأمم في 11 ديسمبر/كانون الأول 1936. وتضمن اتفاقية مونترو حرية مرور السفن المدنية لاستخدام المضائق التركية ، ما لم تكن من دولة تخوض تركيا حربا معها ، ما يمنح أنقرة سلطة إغلاق المضائق أمام جميع السفن التجارية إذا اختارت ذلك. وهو ما أوضحه وزير الخارجية التركي في تصريحاته، يوم أمس، بأن اتفاقية مونترو تمنح بلاده صلاحية مطلقة في إغلاق المضائق “إذا كانت طرفا في الحرب”. وفي حال لم تكن تركيا طرفا في الحرب، “فلديها صلاحية بعدم السماح لسفن الدول المتحاربة بالعبور من مضائقها” بحسب تشاووش أوغلو. ولا تسمح الاتفاقية بحاملات الطائرات ، لكنها لا تذكر السفن المصممة لأغراض أخرى ولكن يمكنها أيضًا حمل الطائرات. وفي هذه الحالة، فإن أنقرة هي صانع القرار النهائي اعتمادا على الحرب وأوقات السلم. كما لا يُسمح للغواصات بعبور المضائق التركية. لكن دول البحر الأسود – روسيا وأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا وجورجيا – يمكنها بناء غواصات خارج البحر ونقلها عبر المضائق. المصدر :شبكة أحفاد الاخبارية |