الأربعاء 2 آذار 2022 09:38 ص |
الدفاع عن "الحلم" يحفّز العطاء |
* جنوبيات يُحكى أنّه في إحدى المدارس ومع بداية العام الدراسيّ الجديد، وقفَ أحدُ المُدرّسينَ ليسألَ كلَّ طالبٍ: "ماذا تتمنّى أن تُصبح حينما تكبر؟"
فمنهم مَن قال ضابطًا ومنهم مَن قالَ طبيبًا ومنهم من قالَ مهندسًا، وهكذا. وفي اليوم الثاني أعادَ المُعلّمُ توزيعَ مقاعد الطلّاب حسبَ "مِهَن" أحلامهم، فيجلسُ الضبّاط مع بعضهم البعض، والأطبّاء والمهندسون كذلك، وهكذا. وقد كتبَ المعلّم لكلّ واحدٍ فيهم لقبَه على دفترهِ: الضابط فادي. الطبيب عماد. المهندسة سعاد. وأخذَ يمارسُ مهنتهُ كمعلِّمٍ لهؤلاء الطلّاب، وبالطبع فإنّ بعضهم كان يُخطئ في تعاملهِ مَع المُدرّس، ومنهم من كانَ يُقصّرُ بأداءِ واجباتهِ، ومنهم مَن كان يتأخّرُ عن قاعة الدّرس، إلخ. عندها جاءَ دورُ العقابِ "ولكن بطعمٍ مختلفٍ"، فلم يسحبِ المُعلّم عصاهُ عليهم، ولم يضربهم (مثل معظم المُدرّسين)، ولا أهانهم بلسانهِ أو قلّلَ مِن احترامهم، ولكن كان يسحبُ منهمُ اللقبَ ويجلسُهم في غير أماكنهم المخصَّصة لهم. كان يسحبُ منهم حلمهم فقط، وبهذا الشكل ارتفع مستوى الطلّاب في صفِّ الدراسةِ وأخذوا يتمّمون واجباتهم الدراسيّة، مع تقدّمٍ ملحوظٍ في أسلوبِ خطابهم وأخلاقهم وتعاملهم مع بعضهم ومع معلّمهم. وببساطة كلّيّة، فقد جعلَ هذا المعلّم كلّ واحدٍ منهم يُدافع عن "حلمه". وعليه، فإنّ تغيير وسائلِ التّربية "أحيانًا" يكونُ ضرورةً للرقيّ بسلوكِ أبنائنا، واختبارِ أنجعِ الأساليبِ التي تُحفّزهم ليكونوا مُبدعينَ وفاعلين في مجتمعهم. فالدفاع عن "الحلم" يحفّز العطاء. المصدر :جنوبيات |