الجمعة 4 آذار 2022 10:11 ص |
عرض مكتوب من هوكشتين: البلوك 8 لإسرائيل... وقطر للحقول المشتركة |
* جنوبيات
ليس صدفة، في خضمّ الغليان الذي يعيشه العالم في ضوء الحرب الروسية ــــ الأوكرانية، أن تُعطي الولايات المتحدة إشارات على استمرار اهتمامها بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. فالضجّة المثارة حول الملف سياسياً وإعلامياً في العلن، و«التخبيص» في إدارته سراً لأسباب لا يُستطاع التستّر عليها وانشغال الجميع بمخاطر الحرب شرق القارة الأوروبية، أوحى بإمكانية تجميد الملف في الوقت الراهن. إلا أن الرسالة التي حملتها السفيرة الأميركية دورثي شيا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أول من أمس، وتضمّنت عرضاً مكتوباً ترجمة للعرض الشفهي الذي حمله كبير المفاوضين في وزارة الطاقة الأميركية غاموس هوكشتين، بناءً على طلب لبنان، بدّد التساؤلات مؤقتاً.
هذه الخطوة، بحسب مصادر معنية بالملف، هي «رسالة تؤكّد في الشكل قبل المضمون أن الأميركيين مستمرون في عملية التفاوض»، ويؤكد ذلك، تطرق مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند إلى الملف في اتصال مع عون أخيراً، علماً بأن الأميركيين استعاضوا بهذه الرسالة عن الزيارة التي كانت مقررة لهوكشتين إلى بيروت قريباً. إذ أكدت المصادر أن «التصعيد الذي حصلَ أخيراً في ما خص ملف الترسيم والخطين 23 و29، والكلام عن صفقات مشبوهة ستؤدي الى تخلّي لبنان عن جزء من ثروته النفطية»، فضلاً عن الموقف الأخير لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كلها دفعت إلى تأجيل الزيارة وتسليم الرسالة كنوع من «جس النبض»، وإذا تعامل لبنان معها بإيجابية فسيحدد الوسيط الأميركي موعداً جديداً للزيارة، وإلا فإنه «لن يُضيّع وقته». إذا تعامل لبنان مع العرض بإيجابية فسيحدّد هوكشتين موعداً جديداً لزيارة بيروت
ووفقَ مطّلعين على جو الاتصالات، فإن «الأميركيين مصرّون على أن يكون البلوك الرقم 8 من حصة العدو الإسرائيلي من دون توضيح الأسباب»، مرجحة أن «يكون العدو قد أجرى مسوحات أظهرت وجود كمية كبيرة من الثروة فيه، أو أنه يريد أن يضمن عدم المس بحقل كاريش، وأن يكون هذا البلوك ممراً لخط الغاز الممتدّ من إسرائيل إلى قبرص، وصولاً إلى تركيا». المصدر :الاخبار |