أتعجب بل أستهجن من بعض اللبنانيين والعرب الذين يحشرون أنفسهم في قضايا عالمية لا محل لهم فيها لا من قريب أو بعيد.
بعضهم مثلاً يندّد بالحرب على اوكرانيا، ولم نسمع منهم تنديداً أو عملاً ما ضد العدو الصهيوني لما يرتكبه من جرائم ضد الانسانية على أرض فلسطين وما يمارسه من عنصرية ليل نهار.
لم نسمع من هؤلاء موقفاً من مقاطعة الأسرى الاداريين الفلسطينيين للمحاكم الاسرائيلية، ولا تصريحاً ضد الاعتقال الاداري، والقتل ألعمد للاخوة الفلسطينيين، وما يرتكب في القدس بحي الشيخ جراح من جرائم غير مسبوقة عالمياً.
أطرح على هؤلاء السؤال التالي لمصلحة مَن تنديدكم وحشر انوفكم في قضية عالمية ما؟؟ هل هناك مصلحة انسانية أو عربية أو لبنانية في ذلك؟؟
أجيب عنكم "تنديدنا كلام بكلام، فليستفد منه مَن يستفيد ولو كان أميركي أو صهيوني!!!"
وأطرح عليكم أيضاً وأيضاً ودولكم بحاجة للقضاء على الفساد وقيام الاصلاح والنهوض فهل في تصريحاتكم يمكن أن يحصل الاصلاح والتغيير المطلوب؟؟ طبعاً لا وألف لا...
ألا تعلمون وتدركون أن الفقر يزداد بسبب أن مشاريع الاصلاح غير موجودة، وإن وجدت فهي غير جاهزة، وإن تمّ تجهيزها مَن سينفذها، هل الطغمة الفاسدة الحاكمة في أكثر من دولة؟
ماذا عملتم للتغيير، فبدل أن تتفرغوا للشعب وتقوموا بالتشبيك المطلوب في الفكر والتنظيم للوصول الى تغيير من خلال صناديق الاقتراع، فإنكم تغضون الطرف عن فقر الشعب وجوعه، وفقدان أمنه، ومستقبله المجهول، فيبقى فاقد الارادة، ومنصاعاً بدون وعي لمن أوصله وأوصل أوطانه لهذه الحال التي هو عليها.
على المفكرين والمتنورين والإعلاميين والوطنيين والقوى الحية من شعبنا الكبير العمل للارتقاء بالشعب لتحقيق الاصلاح والتغيير والوحدة والتحرير، وان يكون راسخاً في عقولكم ما فعلته اسرائيل عام 1982 في لبنان، وما فعلته اميركا عام 2003 في العراق واحتلاله دون تفويض من الامم المتحدة، وفي خرق واضح لميثاقها وللقانون الدولي، وهي وربيبها الكيان الصهيوني الذي لم يحترم ولم يطبق اي قرار من قرارات الامم المتحدة، كما وأنهم قتلوا مئات العلماء العراقيين وشردوا الملايين، كما عليكم ان تدركوا ما فعلت اميركا في هجومها على ليبيا عام 2011، ودعمها الرسمي للمجموعات الارهابية المسلحة في العراق وسوريا.
عليكم في توجهاتكم الخارجية ان يكون اساسها قول الزعيم القائد جمال عبد الناصر "نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا". وفي توجهاتكم الداخلية عليكم أن توجهوا جهودكم لمتابعة التدقيق الجنائي، ولترسيم الحدود للتمسك بالخط 29، وإستعادة الأموال المهربة والمنهوبة وحفظ حقوق المودعين، وللمساءلة والمحاسبة لكل الفاسدين دون إستثناء، وعليكم إعتماد النقد والنقد الذاتي لنجاح الأهداف وبأن يكون التغيير لتحقيق الاصلاح المنشود في ورقة الاقتراع، فنظموا الصفوف الشعبية لتنتصر.
الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب