الاثنين 26 أيلول 2016 09:41 ص

"حبْس أنفاس" في لبنان.. وأسبوع ساخن جداً


اذا كانت عودة زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الى بيروت شكّلت عامل تَوهُّج إضافياً في المناخ الذي يحاول "التيار الوطني الحر" إشاعته بقوّة عبر تركيز الأنظار على إمكان حصول انقلاب سياسي يأتي بزعيمه العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد غد الاربعاء، فان دون ذلك الكثير من الوقائع المعقّدة التي لا تزال تتحكّم بأزمة الفراغ الرئاسي.

ذلك ان الحريري عاد منتصف ليل السبت - الاحد الى بيروت وفق ما كان متوقَّعاً بمعزلٍ عن رهانات التيار العوني وسواها، كما تقول أوساط معنية اعتبرت ان لا ارتباط مباشراً او غير مباشر لهذه العودة بالجلسة 45 لانتخاب رئيس الجمهورية التي تُعقد الاربعاء، علماً ان موقف زعيم «المستقبل» وكتلته من الاستحقاق الرئاسي لم يطرأ عليه أي تغيير يبيح تكبير الأمور او تصغيرها ربطاً بأجندة هذا الفريق أو ذاك.

واذ «تتفهّم» الأوساط ان تُنسج حسابات مبالَغ فيها لدى البعض على هذه العودة في ظل تضخيمٍ دعائي يجري توظيفه لتبرير التحرك التصعيدي الذي يخطّط له «التيار الوطني الحر»، فإنها تؤكد ان مجمل المعطيات القائمة تنفي ما ذهبتْ اليه بعض الاجتهادات والمعلومات التي تحدّثت عن اتجاه الحريري الى تأييد انتخاب عون رئيساً في جلسة الاربعاء والتي واكبت عودته بغية المساهمة في مناخٍ يراد له زيادة حشْر زعيم «المستقبل» وتحميله تبعة مواقف معطّلي الانتخابات الرئاسية او استثمار أزمة الحريري المالية في «بنك أهداف» هؤلاء المعطّلين، الأمر الذي لا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً في المسار الذي يتبعه الحريري في تعامُله الهادئ مع الأزمة السياسية. حتى ان الأوساط عيْنها تؤكد ان الحريري ماضٍ في الانفتاح والتمسك بمبادراته لفتح مسلكٍ أمام الأزمة من دون ان يتخلى عن دعمه المستمرّ لترشيح النائب سليمان فرنجية حتى الآن كما هو معروف.

وتلفت الأوساط الى مصادفة عودة كلّ من الحريري ورئيس الحكومة تمام سلام الى بيروت في وقتٍ متزامن، علماً ان سلام سيتعيّن عليه في الساعات المقبلة بتّ الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل اي في اليوم الأخير من ولاية العماد قهوجي ورئيس الاركان في الجيش اللواء وليد سلمان وهي جلسة تَحشر سلام بين حديْن متناقضيْن: فاذا دعا الى جلسة سيقاطعها وزيرا «التيار الوطني الحر» مجدداً، يكون بذلك يعطي التيار العوني حجة اضافية للتصعيد. واذا لم يدعُ الى الجلسة وتَرَك وزير الدفاع سمير مقبل يصدر منتصف ليل 29 الجاري قرار التمديد لقائد الجيش سنة ورئيس الأركان ستة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة كما يُتوقع، سيكون الأمر بمثابة انصياع للضغوط العونية، ولكن ذلك لن يؤدي الى نتيجة ايجابية مماثلة لدى الفريق العوني الذي يرفض التمديد للقيادات العسكرية.

وفي مجمل الاحتمالات والمعطيات الماثلة كما ارتسمت في الساعات الأخيرة، يبدو واضحاً ان الاسبوع اللبناني الطالع يتّسم بسخونة ستعود بقوة الى مفاصل المشهد السياسي من دون انتفاء احتمال ترك باب المفاجآت مشرّعاً على الغارب.

المصدر : جنوبيات