أثارت وفاة الطفلة تيا محمود رنو، إبنة الثماني سنوات، في ظروف غامضة، منذ أيام في «مستشفى حمود الجامعي» - صيدا، استنكارا عاما لدى أهل الطفلة والرأي العام، حيث صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة وائل أبو فاعور بيان أوعز فيه «بفتح تحقيق، وطلب من مدير العناية الطبية التواصل مع أهل الطفلة واستدعاءهم وإدارة المستشفى الى الوزارة».
أهل الطفلة يقطعون الطريق
واستنكارا لوفاة الطفلة رنو قام أهلها أمس، بقطع الطريق امام «مستشفى حمود»، مطالبين الوزير ابو فاعور او من ينوب عنه بالتواصل معهم قبل فتح الطريق.
وقد حمل اهالي الطفلة تيا صورها ويافطات كتب عليها: «ضحية الطب الفاشل»، وافترشوا الارض مانعين السيارات من العبور. كما حاول عدد من الاهالي الدخول الى المستشفى، لكن القوى الامنية منعتهم من ذلك وفرضت طوقا امنيا حول المستشفى.
بيان «مستشفى حمود»
من جهتها، اصدرت ادارة «مستشفى حمود الجامعي» في صيدا بيانا جاء فيه: «بعد تناول الصحافة لوفاة الطفلة تيا رنّو، تود إدارة مستشفى حمود الجامعي إصدار البيان التالي:
تتقدم إدارة المستشفى والطاقم الطبي والتمريضي بأحر التعازي لكل من أهل الطفلة المرحومة تيا رنّو وكل من عائلتها وأصدقائها كما نتفهم الامهم و حزنهم.
أحضرت الطفلة المريضة تيا رنّو إلى مستشفى حمود الجامعي بتاريخ 21/9/2016 مساء وهي تعاني من إلتهابات حادة في اللوزتين، وكانت قد تلقت في الأيام السابقة علاجاً بالمضادات الحيوية خارج المستشفى، ولكن بعد يومين من العلاج المذكور وبالنظر إلى تدهور ملحوظ في حالتها واكبها أهلها إلى طبيب الأطفال المعتمد لدى العائلة، تم تشخيص حالتها بأنها تعاني من حرارة وقيح باللوزتين وأعطيت وصفة بالعلاج اللازم، ولكن حالتها لم تتحسن، فطلب الطبيب من الأهل التوجه فوراً إلى طوارئ المستشفى خوفاً من أن تكون الإلتهابات قد انتقلت إلى الدم وأصبحت بحاجة للعلاج بالمضادات الحيوية بالمصل (IV)، بعد ساعتين من ذلك أحضرت الطفلة المريضة إلى قسم الطوارئ، حيث أجريت لها الفحوصات اللازمة وأدخلت إلى المستشفى تحت إشراف طاقم من أطباء الأطفال والأمراض الجرثومية وأعطيت العلاجات من مضادات حيوية وغيرها، لكنها لم تستجيب للعلاجات بالشكل المتوقع مما استدعى نقلها إلى قسم العناية المركّزة من أجل المراقبة الدقيقة وتلقي العلاج اللازم لحالتها..
وقد كانت المريضة في حالة حرجة من جراء الإلتهابات الحادة التي أدت إلى هبوط في ضغط الدم (Severe Refractory Septic Shock). وقد أجريت لها الإسعافات الضرورية والسريعة وتلقت العلاج الكامل، كما تمت متابعة كامل الفحوصات المخبرية الشاملة لمواكبة تطور وضعها ومراقبة تفاعلها مع العلاج، كانت الطفلة قيد المعاينة بواسطة فريق متكامل من أطباء استشاريين ومتخصصين بالأمراض الجرثومية والعناية الفائقة وطب الأطفال والقلب والرئة والكلى والأعصاب.
أضاف البيان: «بعد مرور ساعات على العلاج المتواصل، لم تستجب الطفلة لكل ذلك، فتدهور وضعها الصحي وضعت على الجهاز التنفسي الإصطناعي بسبب تعثر جهازها التنفسي (Acute Respiratory Distress and Failure). وبالرغم من كل هذه التدابير للمعالجة لم تستجب فحصل توقف في نمط القلب بتاريخ 23/9/2016 صباحاً فأجري لها الإنعاش (CPR) لكنها لم تسجب. فأعلنت الوفاة الساعة 10:45 صباحاً.
إن إدارة المستشفى تقدر جهود الطاقم الطبي والمخبري والتمريضي ووزارة الصحة والتعاطف والتعاون لإنقاذ الطفلة والتفاعل مع الأهل في هذا الوضع العصيب وتؤكد الإدارة أن الطبابة والعناية والتحاليل والمعالجة تمت جميعها على أكمل وجه وفق الأسس الطبية المعتمدة عالمياً، ما تزال المستشفى بانتظار نتائج تحاليل اخرى بالتعاون مع وزارة الصحة لجلاء الموضوع، هذا واجبنا تجاه الاهل و المجتمع».
وختم البيان «إدارة المستشفى تبقى على حرصها وعهدها ومسيرتها بتقديم كل الخدمات الطبية المتاحة كصرح جامعي ثابت على قيم وأنظمة الجودة العالمية والقواعد المعتمدة لدى وزارة الصحة اللبنانية، إن فقدان الطفلة تيا رنو شكلت صدمة كبيرة لعائلتها وأطبائها والمستشفى ككل، ونعاود ونتقدم بأحر التعازي لعائلتها وأنسبائها، إنا لله وإنا إليه لراجعون».