الجمعة 18 آذار 2022 09:52 ص |
الملعب البلدي ضحية الإهمال المقصود بلدية بيروت عاجزة عن إدارة المرافق العامة |
* جنوبيات يشتاق أهالي بيروت إلى الملعب البلدي، حيث مباريات كرة القدم وأصوات الجماهير والوقوف على الشرفات واسطح الأبنية، يشتاقون للكزدورة الصباحية، نعم يشتاقون رغم أن الملعب لا يزال حاضرًا، لكن جسدًا بلا روح، على غرار جميع المرافق العامة التي تتولى بلدية بيروت الإشراف عليها، ليس بسبب عدم توفر المال، بل بسبب ادخاره ولو على حساب من لهم الحق به. ملعب بيروت البلدي ليس مجرد صرح رياضي فقط، بل هو معلم من معالم بيروت ويمثل جزءًا من تاريخها، إلى درجة أن المنطقة باتت معروفة بإسم «الملعب البلدي»، لكن الحال التي وصل اليها الملعب أقل ما يقال عنها أنها كارثية، وبلدية بيروت بسلطتيها التقريرية والتنفيذية، هي المسؤولة عن هذا الإهمال المقصود ربما. أراد المجلس البلدي السابق إقامة مشروع «مركز مدني» مكان الملعب البلدي، يتضمن موقفاً للسيارات وقاعات للاحتفالات واللقاءات الشعبية، وقد وضعت دراسة هندسية لهذه الغاية وكانت الكلفة التقديرية للمشروع حوالي سبعين مليون دولار. لكن المجلس البلدي السابق لم يتمكن من إطلاق وتلزيم المشروع بسبب عدم تمكن البلدية من تأمين ملعب بديل لأبناء بيروت. حاول المجلس البلدي الحالي تمرير مشروع ازالة الملعب البلدي واقامة مركز مدني مكانه ولكن اعتراض اهالي المنطقة ولا سيما الرياضيين منهم ورواد الملعب وقدامى وجمهور ومشجعي نوادي كرة القدم البيروتية، شكل صعوبة كبيرة امام اطلاقه. بالتزامن مع محاولات تمرير المشروع، وعلى الرغم من عدم تمكن المجلس البلدي السابق والحالي من السير به، جرى إهمال الملعب بشكل كامل وتراجع وضع منشآته بسبب عدم الصيانة حتى أقفل نهائياً أمام المباريات والتدريبات. على اعتبار أن في ذهن صانعي السياسات البلدية الملعب البلدي محكوم عليه بالإعدام وفي انتظار تنفيذ الحكم ومباشرة المشروع الجديد مكانه «المركز المدني»، لا حاجة لصيانته بل من الأنسب لمن يسوّق المشروع أن يتآكل الملعب ويسقط في غياهب الاهمال والنسيان حتى يصبح أمر تمرير المشروع الجديد أمراً واقعاً. في معلومات خاصة للواء أنه في بداية العام ٢٠١٩ طلب عدد من المعترضين من المحافظ السابق التدخل للحفاظ على الملعب وإعادته الى سابق عهده. وبعد زيارة ميدانية قرر المحافظ آنذاك إعادة تأهيل الملعب وبالفعل بدأت أعمال الصيانة والاهتمام بالملعب واتخذت عدة قرارات ابرزها نزع الارضية القديمة واستبدالها باخرى جديدة وبمواصفات عالية الجودة، كما تم اصلاح المنشآت وصيانة الآبار، وعادت الحياة إلى الملعب وتم اعتماده لاستقبال المباريات من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم. ولكن الأمر أزعج أصحاب مشروع ازالة الملعب الذين يرغبون باستبداله بمركز مدني بتكلفة سبعين مليون دولار ، واشتكوا على المحافظ السابق لدى الرئيس سعد الحريري. ولكن شبيب شرح له ابعاد الموضوع وتم الاتفاق على إعادة النظر بالمشروع بما يحفظ وجود الملعب البلدي وعدم الاستغناء عنه. لكن ماذا حصل بعدها؟ منذ انتهاء مهام المحافظ السابق عام 2020، لم تدق بلدية بيروت، بسلطتيها، ولو مسمارًا واحدًا في الملعب البلدي، ومع مرور أيام الإهمال تحول الصرح الكبير إلى مدينة أشباح، فالارضية غير صالحة للعب كرة القدم، المدرجات أكلها الصدأ والغرف والحمامات حدث ولا حرج.بكل وضوح، يقول مصدر في المحافظة أن بلدية بيروت غير قادرة على إعادة إحياء الملعب البلدي من جديد، فالأموال المتوفرة في خزينة البلدية هي للإدخار للتباهي بها أمام الوفود التي تشد رحالها إلى مكتب عبود للشكوى من ضيق الحال وانهيار مرافق العاصمة، بانتظار هبة «دسمة» تقدم إلى البلدية للنهوض بالملعب من جديد. مؤسف أن تتحول بلدية بيروت، أكبر البلديات في لبنان وأهمها، إلى مؤسسة تعتمد اولاً واخيراً على الهبات تارة وعلى السلف المالية تارة أخرى، ومؤسف أن يصبح ملعب بيروت البلدي قلعة رياضية مهجورة، لكن السؤال الأهم «هل هناك من يريد الانتقام من ملعب بيروت البلدي ولأي غايات؟ وإلى متى سيبقى أهالي بيروت شاهدين على انهيار مرافق مدينتهم واحداً تلو الآخر؟ المصدر :اللواء - محمد المدني |