الأحد 20 آذار 2022 16:25 م |
الطيب عبد الرحيم .. فقدان الإستثناء |
* سعيد احمد لم تكن حركة فتح سوى تلك الدلالة على عمق ميلاد خط سير لأجيال سابقة ولاحقة تسعى لتكريس انعكاس وجدانها بالوطنية والهوية الفلسطينية العميقة، الممتدة على مساحة الزمان وجغرافيا المكان الواهب للأرض قيمتها ومعناها، فلسطين الحيز والراية والحرية والدلالة، ولهذا قدمت فتح في قيادتها نخبة معبرة وواصلة لمعنى ارتباط الفلسطيني بالأرض والمكانة والتاريخ، فتقدم صفوفها قيادة تحمل الفكرة وتصون الراية وتمتد لأبعد من المكان، فقيادة تؤمن بضرورة وجود شكل جديد لثورة تمتاز باختلافها عن كل الثورات لا بد لها وان تحتفظ لنفسها بقيادة استثنائية في التطلع والعمل والقيادة.
فكان جيل المؤسسين من أنجبوا الفكرة بفتح الثورة ليجمعوا بها بين التاريخ والحاضر وحلم المستقبل المصوغ في وعيهم، ويحمل الراية معهم جيل آخر من المتقدمين بإندفاع الحاجة لمراحل لا تقبل التراخي والغفلة، فعكست تلك المرحلة نضارة الشغف لحمل هذه الراية فكان الطيب عبد الرحيم ذو طيب الحمل وعناد الإمساك بكل ما يجعل من اللحظة امد لقصر عمر الإحتلال وحيزا للقاء دافء بدفء دماء الشهداء ونصاعة الحلم الذي اتقد من بين مساحات الشتات واللجوء قصرا وجبرا لأجيال من فلسطين الحاضرة والحضور،إلى أجيال تؤمن بالقدرة والضرورة لزرع كل فعل يمكنه دحر الإحتلال واستقدام نور تلك الحرية المشتهاة المعلقة على متاريس الواقع المتشابك والمرتبك. وإن الإستثناء في معركة استثنائية حتما لن يقبل ان تكون في قيادته سوى قيادة الصفوة الإستثنائية القادرة على العبور والمؤهلة للإستمرار، فكان الطيب بكل ما فرضه الواقع قادر لأن يكون إستثنائي للحظات امتدت لعقود ممسكة بالإستثناء والخصوصية. المصدر :جنوبيات |