الثلاثاء 22 آذار 2022 12:01 م |
عيد الأم... شوق وحنان! |
* جنوبيات في هذا الزمن العصيب، تعيش الأمهات جرحاً غرزته في قلوبهم طبقة سياسية فاسدة حوّلت بلدنا إلى جحيم ودفعت بأولادنا إلى الرحيل وجعلت الحزن يغلب الفرح والظلم يدوس الحق والدموع تستبدل بالإبتسامة وجعلت القبلة تشتاق إلى الخد وحرمت الحضن من الحنان. ها قد أطلَّ الربيع حزيناً وبراعمه تدمع ندى الشوق على الشباب غامزاً بجرحه لعيد غدا أسى ودموع.. عيد أمهات حزين يتيم، متألم حائر، متسائل عاتب على حكّام أعمتهم أنانيتهم وطمعهم الذي قتل فينا الحلم والأمل، وأغرقونا والوطن في بحر من الفساد والذل والآلام والأوجاع والقهر. فلا عتب على أم تنهال عليهم بالغضب وهي تسألهم: هل عشتم يوماً حسرةً كحسرة الأمهات على أولادها؟ هل شعرتم يوماً بألمها على فراق أبنائها؟ هل ذقتم يوماً مرارة الحب في وطن فرغت منازله من أبنائها؟ هل عرفتم يوماً حرقة الروح على فراق ضنا العمر؟ هل شاهدتم يوماً عيون الأمهات حزينة في ربيعها؟ لقد أفرغتم البيوت من شبابها وجعلتم الوطن عجوزاً يتسكع ويتهاوى إلى الأسفل ولا من يداويه أو يشفق عليه أو يعتني به، وجعلتم أبناءه في الغربة يدرسون ويعملون ويبحثون عن وطن يؤمّن لهم الأمان والسلام والأمل بغد أفضل. وماذا بعد...؟ ليالٍ باردة تمضي وقلوب الأمهات مكسورة تبكي الدنيا وتبكي ربيعها على فراق أولادها وآهات يعلو صداها في الفراغ المروّع وأحضان باردة مشتاقة لعشاقها. هل ذنبنا هو أننا ولدنا في بلد، المسؤولون فيه بلا رحمة، بلا قلب وبلا إحساس.. مسؤولون فضّلوا مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن والمواطن. وتتساءلون لماذا كلمات الأمهات قاسية؟ قضيتم على مستقبل الأجيال، فالشباب سافر والشيب تربص على الكراسي. ألم يكفيكم كل هذا العذاب الذي ألمّ بنا؟ لمن نشكي... لمن نضحك... لمن نفرح... لمن نبكي...؟ فلم يبقَ لنا في هذا العيد إلّا أن نجمع جروحنا وهمّنا وأن نسهر الليالي على أمل أن يعود لنا الأمل بالغد. فمن يضمم لنا جرحنا الذي أصبح عميق عمق البحار ويخفّف علينا همّنا الكبير الذي أصبح كبر الجبال؟ فيا ليت الربيع يعود يوماً... وتعود معه فرحة العيد...! ويا ليت البيوت تمتلئ بأولادها... وتملأ الفرحة قلوب الأمهات...! فلن يبقى إلّا أن نستنجد الأمل بعودة بلدنا الغالي «لبنان»، بلد العزّة والكرامة، بلد الأمان والسلام، ونحلم بعودة أبنائنا إلى أحضاننا وإلى ربوع الوطن وتشرق بهم شمس الأمل. حماكم الله يا أغلى ما في الوجود ولتهديكم الحياة أضواء النجاح. من قلبي سلام وقبلة لجميع أمهات هذا الوطن الجريح المصدر :اللواء - لتنيدا هيكل شواح |