الخميس 29 أيلول 2016 09:17 ص

كيف «أجبر» منصور جنديين على الانشقاق؟


حين أعلن الجندي عمر الشميطة انشقاقه عن «الجيش الطاغوتي» وانضمامه إلى «مجاهدي جبهة النصرة»، بحسب ما قال آنذاك، كان العسكري اللبناني الخامس الذي يعلن انشقاقه عبر تسجيل مصوّر نشرته «شبكة مراسلي المنارة البيضاء».
لم يعرف شميطة الذي كان يخدم في فوج المدفعية الثاني السرية الأولى في منطقة المدفون في طرابلس، أن «أيّام العز» التي كان يمنّي النفس بها برفقة أسامة منصور وشادي المولوي ستنتهي بعد أيّام قليلة بفرارهما ودخول الجيش إلى باب التبانة.
بعد 6 سنوات من الخدمة في المؤسسة العسكريّة، عاد الشاب هذه المرّة ليسلّم نفسه ثمّ يتمّ تسريحه. أمس، كادت المحكمة العسكريّة أن تنهي استجواب الشميطة الذي أصرّ على رواية واحدة أنّه تمّ اختطافه ليجبره منصور والمولوي على تلاوة بيان انشقاقه، ويقوم الأوّل بتصويره والثاني بكتابة البيان، قبل أن تأتي امرأة منقّبة وتفكّ قيوده ليتمكّن من الفرار.. بوجود المسلّحين!
بكلمةٍ واحدة اختصر الجندي المنشق ما فعله، واصفاً إيّاه بـ «الهبل. وأكبر هبل هو الفيديو الذي اضطررتُ إليه»!
كتفا على كتف، وقف الشميطة والجندي المنشقّ الثاني حمزة الحاج. كانت إفادتا الموقوفين متطابقتين في الكثير من التّفاصيل وأهمّها السّاعات الأخيرة للمولوي ومنصور قبل هروبهما، بالإضافة إلى إشارة الشميطة إلى أنّه رأى الحاج في «مسجد عبدالله بن مسعود» يدرّب وينظّف القناصة.
بينما أكد الحاج أنّه لم يتلقّ تدريبات على القناصة، ما دفع رئيس «العسكريّة» العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم إلى إرجاء الحكم إلى ما بعد الردّ الذي سيتلقّاه من فوج المغاوير حيث كان يخدم العسكري للسؤال عمّا إذا كان قد تلقّى تدريبات في هذا الإطار.
للحاج روايته في «سيناريو الانشقاق»، مؤكّداً أنّ كلّ ما في الأمر هو زيارة واحدة إلى منصور في المسجد لا تتعدّى العشر دقائق بعدما تكرّرت مضايقة أهله من قبل مجموعة منصور وتكفيرهم بسبب وجود عسكريين في الجيش داخل المنزل (هو وشقيقه)، ما اضطره إلى بعث رسالة إلى «أبو عمر» عبر صديق مشترك ملقّب بـ «أبو أحمد»، عارضاً أن يرحل من التبانة مقابل توقّف المضايقات لأهله.
لم تنفع الرسالة مع منصور الذي سرعان ما طلب لقاءه كي يحلّ الموضوع، متعهّداً أنّه لن يقترب منه.
حينها، اقتنع الجندي في فوج المغاوير وطلب مأذونيّة متوجّهاً بلباس مدني إلى المسجد ليلاً مع «أبو أحمد»، لتقوم مجموعة منصور بأخذ هواتفهما ثمّ إعادتها مع انتهاء اللقاء الذي تحوّل إلى «قال الله وقال الرسول»، بحسب ما أشار الحاج الذي حاول منصور أن يقنعه بالانشقاق «لوجه الله تعالى» ومقابل تأمين منزل في التبانة.
ورداً على هذا العرض، أكّد الحاج أنّه لن ينشقّ هو وشقيقه و «لم أرغب بمخاصمته أو رفع السقف أكثر لأنّ أهلي في حيّه»، ثمّ عدت إلى الخدمة في اليوم الثاني.
بدا الرجل نادماً، قبل أن يعود ويشير إلى أنّه خاف التبليغ بعدما قال له منصور: «إذا بدّك تخبّر خبّر، بس أهلك عندي»!
هذا ما رواه الموقوف، أمس، لتتعارض روايته أمام «العسكريّة» مع إفادته الأوليّة حينما أقرّ بأنّ منصور طلب تزويده بالمعلومات عن مقرّ خدمته وموعد الدوريّات والضبّاط الشيعة في المركز، بالإضافة إلى صور جويّة للمقرّ تمهيداً لاستهدافه.
وأشار الحاج الى أنّه كان يخبر مجموعة منصور عن مداهمات الجيش في المنطقة بعد تجنيده.
كلّ ذلك أنكره الحاج خلال استجوابه، أمس، قبل إرجاء الجلسة إلى 16 تشرين الثاني.

المصدر :لينا فخر الدين | السفير