السبت 26 آذار 2022 11:17 ص |
النائب د. ميشال موسى في حوار مع تلفزيون فلسطين: العالم يكيل بمكيال الانحياز للاحتلال الإسرائيلي المُخالِف للقوانين والاتفاقات الدولية |
* جنوبيات
أكد رئيس "لجنة حقوق الإنسان" في مجلس النوّاب اللبناني النائب الدكتور ميشال موسى أنّ "صراعات القوى والنفوذ الاقتصادي والعسكري في الدول والمحاور، أقوى بكثير من صوت الحق، وبالتالي من الواضح على مر كل الأحداث التي تجري في العالم أنّ هناك كيل بمكيالين نسبةً لحسابات الربح والخسارة وحسابات قوى النفوذ في المناطق، وضعف دور العقلانية والأخلاق العامة والمواضيع الحقوقية، كحقوق الإنسان وغيرها على حساب صراعات النفوذ والمصالح السياسية الكبرى، والانحياز لصالح الاحتلال الإسرائيلي".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "فلسطين .. بمُواجهةِ ازدواجية المعايير الدولية": "على الدول العربية التواصل والقيام بدور اللوبي الفاعل في الدفاع عن القضايا المُحقّة كالقضية الفلسطينية، واستعمال كل الطرق الممكنة لتبيان الحقائق، والقيام بالدور الإعلامي المُناسب في نقل صورة الفلسطيني المدافع عن حقه في وسائل الإعلام العالمية، على غرار ما يجري اليوم في القضية الأوكرانية، وهذا الأمر يعتمد على مواكبة عربية جدية في هذا المجال". وشدّد على أنّ "الشعب الفلسطيني أثبت أنّه مُوحّد وقادر على أنْ يُستنهض عند القضايا الكبيرة، وعلى الدول العربية المُساعدة في ذلك، فخلال إضراب أبناء الداخل الفلسطيني احتجاجاً على مُمارسات الاحتلال في القدس، تمكّنوا من شل البلد، من هنا أهمية دور العرب بتشكيل جماعة ضغط حيثما تواجدوا لتعديل السياسات العامة للدول لإظهار الحقائق، والتي توسّعت مجالاتها، التي كانت في السابق مجالاتها ضيقة، أما اليوم مع انتشار الـSocial Media، أصبح لديها دور بارز في الدفاع عن هذا الحق المُغتَصَب وعدم ضياعه بين متاهات سياسات المحاور، كي تبقى فلسطين القضية العربية المركزية التي يجب أنْ تُجنّد من أجلها القوى لمناصرتها". وأوضح أنّ "كل مُؤسّسة من المُؤسّسات الدولية لحقوق الإنسان لديها وضعية خاصة، لا يُمكن إزالة الشق السياسي منها، أو التوزيع المناطقي ضمن هذه المؤسّسات، ولكن تضم هذه المُؤسّسات مُمثّلين عن الدول العربية والمُناصرين لهذه الدول، ويجب القيام بتحرّكات تتعدّى المواقف والبيانات إلى حركة عامة بشكل مُستمر ودائم، والوقوف على جهوزية تامة، لا أنْ تظهر فقط في البيانات العامة، كي تبقى حاضرة في كل المجالات، ويُمكن للإعلام أنْ يؤثّر على الرأي العام، من هنا أهمية التوجّه إلى العالم الغربي لإظهار الحقائق". ورأى النائب موسى أنّ "المرجعيات الروحية تلعب دوراً في الدفاع عن المُقدّسات، فالقدس منبع الديانات ودليل على المحبة والتسامح والحوار مع الآخر، يجب الحفاظ عليها، فهذا التنوّع يُقابله المشهد الإسرائيلي الذي يُحاول من خلال ديانة الدولة الواحدة إلغاء الآخرين، ونحن لا نُدين الديانة بل العصبية الإسرائيلية التي تستخدم هذه الديانة من أجل يهودية الدولة، حيث تسن كل القوانين للهيمنة على كل ما هو غير إسرائيلي بما فيها المقامات الدينية وهذا التنوّع، وخطورة هذا الأمر أنْ يتحوّل إلى صراع طائفي يلغي التعدّد". وشدّد على أنّ "دور لبنان فاعل في ما يخص دعم القضية الفلسطينية، وهناك إجماعي لبناني ومُؤثّر في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان، و"لجنة حقوق الإنسان" في مجلس النوّاب ومجلس النوّاب لهما دور فاعل في هذا المجال، وفي الاتحاد البرلماني العربي، حيث يدعم جميع البيانات التي تناصر القضية الفلسطينية، الذي هو واجب على البرلمانات العربية، ولكن يجب أنْ يكون هذا الدور العربي فاعلاً بشكل أكبر من خلال القدرة على إظهار هذا الحق في الإعلام والدول المُؤثّرة". ورأى أنّه "لا يجوز التصرّف السياسي بمواضيع إغاثية من لجوء ونزوح، ولا أظن أنّ موضوع أوكرانيا سيُؤثّر على واقع الفلسطينيين لأنّه في النهاية ستكون هناك تسوية، كما أن الدول الأوروبية التي تستضيف النازحين الأوكرانيين، هي دول قادرة ولديها الخبرة الكافية في القيام بهذه المُساعدة التي ستكون محدودة في الزمن والقيمة المالية، ولن تُؤثر على دور "الأونروا"، لكن موضوعها يحتاج إلى وقفة ضمير دولية، ويجب أنْ يكون هذا الأمر خارج إطار التعاطي السياسي، ونحن نُعلّق أمالاً كبيرة على المُدير العام الجديد لـ"الأونروا"، ونأمل أنْ يستطيع تحريك الدول التي تمتنع عن مُساهمتها بهدف سياسي لتأمين الحاجات الأساسية للاجئين، في ظل الوضع الاقتصادي اللبناني الذي يُؤثر على اللبناني والفلسطيني". وأكد أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يُخالف القوانين والاتفاقات الدولية بشكل كبير، وهي نافرة وواضحة، وتحتاج إلى أخذ مواقف من الدول والمُؤسّسات المعنية في هذا المجال، فالاتفاقات الدولية ترعى حق الطفل والمرأة، و"إسرائيل" تتفلّت من التوقيع أو تنفيذ هذه القرارات، ومن بينها القرار 425 الذي بقي 21 سنة دون تنفيذ حتى أجبروا على تنفيذه تحت ضربات المقاومة، فعلى المُجتمع الدولي أنْ يضع حدّاً لهذا التفلّت الإسرائيلي وإجباره على تنفيذ هذه الاتفاقات والتوقيع عليها". وختم النائب موسى بتوجيه التحية إلى الشعب الفلسطيني بالقول: "لقد علّموا العالم الصمود بإمكانيات مُتواضعة جداً، ونحن نرى هذه المُشاهد للعين التي تقاوم المخرز، نفتخر بهذه الإرادة الصلبة، ونتمنّى لهم أنْ يعيشوا حياتهم بأمن وسلام وكرامة، وعلى الرغم من أنّ الناس مُقصّرة بحقهم، لكنهم غير مُقصّرين في حق الناس من خلال إعطاء هذه الصور في الصمود". المصدر :جنوبيات |