عشية بدء إحياء ذكرى عاشوراء ليلة الأول من محرّم، استُكمِلت كافة التحضيرات والاستعدادات في النبطية، وتحديداً في النادي الحسيني للمدينة بإشراف مفتي وإمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، الذي أعطى إشارة البدء لإكساء النادي الحسيني بالسواد، في حين ارتفعت الرايات السوداء التي تحمل أقوالاً للإمام الحسين وآل بيته في مختلف أحياء المدينة، وعلى مثلث النبطية-حبوش-كفررمان.
وإذا كان ما يفوق الخمسمئة متطوع قد تجندوا للمساعدة في تنظيم المجالس التي سيتمّ إحياؤها، فإنّ الهمّ الأمني بقي في صدارة اهتمام المنظمين، في هذا السياق من مصادر مطلعة أنّ إجراءاتٍ وقائية واستباقية وتدابير أمنية عالية الوتيرة ستشهدها النبطية على مدى الأيام العاشورائية، وستصل إلى ذروتها في العاشر من محرّم، اليوم الذي تحيي فيه النبطية الذكرى بتجسيد موقعة الطف في كربلاء في ساحة الإمام الحسين في المدينة.
ولن تتوقف الإجراءات في يوم عاشوراء، بل ستستمرّ حتى الثالث عشر من محرّم، حيث ستنظم "حركة أمل" في الثاني عشر من محرم مسيرة مركزية تجوب شوارع المدينة، تليها مسيرة مركزية أخرى لـ"حزب الله" في الثالث عشر منه، وقد اتفق الجانبان على التنسيق والتعاون، كما إحياء المناسبة في مختلف قرى وبلدات الجنوب بمجالس مشتركة.
وكشفت المصادر أنّ خطة أمنية خاصة بمدينة النبطية وغرفة عمليات مشتركة تنسيقية بين مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وسائر الأجهزة الأمنية قد أعِدّت، وسوف تعرض خلال اجتماع مجلس الأمن الفرعي للجنوب والنبطية الذي سيترأسه محافظ النبطية القاضي محمود المولى، لافتة إلى أنّ من بين المقترحات وضع النازحين السوريين موضع المراقبة الشديدة ومنع تحركاتهم ليلاً خلال إحياء المراسم وفي يومي التاسع والعاشر من محرم، إضافة إلى منع سير الدراجات النارية، وتسيير دوريات مؤللة وراجلة على مداخل النبطية.
وأبلغت المصادر الأمنية أنّ مجلس الأمن الفرعي سيشدّد على وجوب التنبه والحذر من دخول بعض الوافدين من غير اللبنانيين إلى المنطقة، علماً أنّ الأجهزة الأمنية ستقوم بدورها المطلوب منها، لجهة تسجيل الأسماء وإجراء إحصاءات دورية لهؤلاء الوافدين ومراقبتهم وتفتيشهم، خصوصاً بعد الاعترافات التي أدلت بها خلية زحلة الإرهابية مؤخراً، عن أنّها كانت تخطط لعمل تخريبي في النبطية.
أكد المسؤول الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية مهدي صادق، عن وجود تنسيق أمني مع الجيش ومخابرات الجيش ومختلف القوى الأمنية والأحزاب الفاعلة على الأرض في المدينة، مشيراً إلى أنّ هناك متطوّعين ومتطوعات داخل النادي الحسيني من اسعاف النبطية ومن ابناء النبطية يميزون الوجوه الغريبة عن وجوه ابناء المنطقة ودورهم ابلاغ مخابرات الجيش فورا عن اي مشتبه به لاتخاذ المقتضى بالسرعة القصوى.
كشف صادق أنّ شعار "الحسين معدن الرسالة" هو الشعار الذي اطلقه النادي في النبطية على عاشوراء هذا العام، وهو جزء مقتطع من كلام الإمام الحسين "إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة"، وقال: "أردنا من خلال هذا الشعار أن نوضح للمجتمع الانساني الواسع الإسلام الصحيح، الإسلام الحق، الإسلام في جوهره، وهو يسمو جلياً عند الإمام الحسين بكلماته وبمواقفه وبأخلاقيته وبكل تفاصيل نهضته الخالدة، فالحسين هو معدن الرسالة الصافي"، وأضاف: "نريد أن نقول للآخر إن أردت ان تفهم الدين فإقرأ الحسين عليه السلام، لنصحح الصورة المشوهة عن الإسلام التي يصنعها الارهاب عبر الاضاءة على أقوال ومواقف هذا الرمز العظيم".
وكشف صادق أنّ الحملة الإعلامية ستُرفَق بأقوال للامام الحسين مترجمة الى الانكليزية، مشيرًا الى ان الخطيب الحسيني الذي سيعتلي المنبر في النادي الحسيني في النبطية هو الشيخ عبد الحميد المهاجر والرادود هو الملا علي الوائلي الكربلائي، لافتا إلى أنّ مسرحية عاشوراء "موقعة الطف"(1)، ستشهد تعديلات اضافية من حيث النص والديكورات.