قبل 27 يوماً من الموعد المُحدد لإجراء الانتخابات النيابية، يوم الأحد في 15 أيار/مايو 2022، كثف المُرشحون وماكيناتهم الانتخابية من تحركاتهم ونشاطاتهم، خاصة أن هذه الأيام تتزامن مع مُناسبات عديدة، عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي الذي احتفل به، والاستعداد لمن يتبع التقويم الشرقي للاحتفال به الأسبوع المُقبل، ومع أيام شهر رمضان المُبارك والسهرات التي تمتد حتى السحور.
يُدرك الجميع أن المجلس النيابي المُقبل أمامه استحقاقات مُتعددة، وبعضها نادراً ما تتكرر معاً، فبعد الانتخابات النيابية هناك انتخابات رئاسية، ومن بينهما ووفقاً للقانون تشكيل حكومتين.
أيضاً في ظل ظروف صعبة ودقيقة يمر بها لبنان، مع تصارع المحاور والسعي لمن يحصد الأكثرية، أن من يسعى إلى الحصول على الثلث الضامن (المُعطل) لأي استحقاق يحتاج فيه النصاب في المجلس النيابي إلى الثلثين.
أمام هذا، فإن المُرشحين يسعون إلى حث الناخبين على كثافة المُشاركة بمُمارسة حقهم الديمُقراطي، ومُحاولات إقناعهم بمنحهم الصوت «التفضيلي»، الذي يُؤدي إلى ارتفاع حدة الصراع والتنافس بين أعضاء اللائحة الواحدة، لأن هذا الصوت يقلب المُعادلات.
في دائرة صيدا - جزين التي تمثل بـ5 مقاعد (سنيان في مدينة صيدا، مارونيان في قضاء جزين وكاثوليكي في قضاء جزين)، تتنافس 7 لوائح، تضم 29 مُرشحاً (12 عن المقعدين السنيين و22 عن المقعدين المارونيين والمقعد الكاثوليكي).
سيكون أمام 129229 ناخباً يتوزعون على (مدينة صيدا 67109 بينهم 3435 مُغترباً وقضاء جزين 62120 بينهم 4898 مُغترباً) فرصة اختيار النواب الـ5 لتمثيلهم في المجلس النيابي المُقبل.
تسعى كل من اللوائح إلى بلوغ الحاصل الانتخابي، الذي يتوقع أن يفوق 12 ألف صوت (60 ألف ناخب)، هذا علماً بأنه في الانتخابات الماضية اقترع 67346 ناخباً من أصل 124671، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك حوالى 5 آلاف ناخب قد بلغوا في هذا الاستحقاق فوق سن الـ21، وأصبح بإمكانهم الاقتراع.
إذا كانت هذه حسابات اللوائح، فإن جميعها يترقب أي موقف تعلنه رئيسة «كتلة المُستقبل النيابية» النائب بهية الحريري، التي تُؤكد الالتزام بقرار رئيس «تيار المُستقبل» الرئيس سعد الحريري بوقف عمله السياسي، خاصة أنها تُشكل القوة الأبرز في مدينة الأبرز وهي نالت في الانتخابات الماضية 13148 صوتاً ومع مُرشحها في اللائحة المُحامي شمس الدين 1056 صوتاً - أي أن «تيار المُستقبل» استطاع أن يجمع 14765 صوتاً.
هذا فضلاً عن أن مُرشح «الجماعة الإسلامية» في صيدا الدكتور بسام حمود أعلن عزوفه عن الترشح، وهو الذي نال في الانتخابات الماضية 3204 أصوات - أي أن «تيار المُستقبل» و»الجماعة الإسلامية» نالا في الانتخابات الماضية 17969 صوتاً من بين 35382 مُقترعاً، ما يُشكل نصف أصوات عدد المُقترعين، فإلى أين ستذهب أصوات هؤلاء الناخبين؟
هذا في وقت يسعى كل من المُرشحين للاستفادة من هذه الأصوات وبث أخبار بما يُناسبه.
النائب الحريري، سواءً أكانت في النيابة أو خارجها، فإن اهتماماتها تبقى مُستمرة بالملفات المُتعددة، خاصة بما تُشكله مدينة صيدا، ومكانتها «عاصمة للجنوب»، وعلى تواصل مع شرقها واحتضان للمُخيمات الفلسطينية وإيلاء المشاريع الإنمائية والتنموية العديدة كل اهتمام.
فقد استقبلت النائب الحريري رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا المُرشح المُهندس يوسف النقيب الذي يخوض الانتخابات ضمن لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين»، قبل أن تستقبل رئيس بلدية صيدا السابق المُرشح الدكتور عبد الرحمن البزري المُتحالف مع أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد ضمن لائحة «ننتخب للتغيير».
وعلمت «اللـواء» أن موقف النائب الحريري ما زال كما أُعلن سابقاً، الالتزام بما أعلنه الرئيس الحريري، لا ترشيح ولا دعم مُرشحين ولا دعم لوائح.
لكن كُثر يترقبون ماذا عن موقف «التيار الأزرق» لجهة المُشاركة بالاقتراع في الاستحقاق الانتخابي، ووفق أي وفق أي صيغة سيتم، بتوجيه أو ترك الحرية للناخبين أو الإدلاء بورقة بيضاء أم المقاطعة؟
هذا ما سيُعلن عنه الرئيس الحريري بشكل واضح خلال المرحلة المُقبلة.
في تطور لافت، حسم «حزب الله» كيف سيمنح أصوات ناخبيه في صيدا وجزين، حيث أبلغ مسؤول الحزب في قطاع صيدا الشيخ زيد ضاهر، النائب سعد والدكتور البزري ومن التقاهم من فاعليات المدينة، بأن فتوى «الحزب» وحركة «أمل» بمنح الصوت «التفضيلي» إلى المُهندس نبيل الزعتري في صيدا، والنائب إبراهيم عازار في جزين، بهدف العمل على تأمين ضمان حصول اللائحة على حاصل انتخابي للمُنافسة على المقاعد.
موقف «حزب الله» هذا، يعني عدم منح الأصوات للائحة «التيار الوطني الحر» «معاً لصيدا وجزين» ما يجعلها في مأزق لصعوبة تأمين الحاصل الانتخابي، وهي التي فشلت في الانتخابات السابقة بتأمينه من جزين، ولم تتمكن إلا من خلال الأصوات الصيداوية بالتحالف مع البزري و»الجماعة الإسلامية».