بينما كنت أرتشف فنجان قهوتي الصباحيّ في مقهى "المقهى" لفتني إعلان منشور في صحيفة "الصحيفة" وفي قسم الإعلانات تحديدًا، جاء فيه:
أنا لبنانيّة اسمي "ريم الكحليّ"، مطلّقة ولديّ ثلاثة أولاد يعيشون في فرنسا مع والدهم.
عمري فوق الأربعين وتحت الخمسين، من مواليد العاصمة بيروت ومن سكّانها، لكن بسبب الطلاق انتقلت للعيش في منطقة الحازميّة.
الطول ١٦٦ سنتم، الوزن ٥٦ كلغ، بشرتي بيضاء، عيناي زرقاوان، متعلّمة، وسيّدة أعمال من الطراز الرفيع.
لديّ "فيلّا" في الحازميّة أعيش فيها مع خادمتي وسائقي الذي يعيش في غرفة منفردة بجانب مرآب السيّارات.
أمّا حالتي المادّيّة فهي فوق "الممتازة" لا بل "فوق النخل فوق".
من عائلة تحافظ على العادات والتقاليد، "مهضومة"، "ونغشة"، "ومحبوبة" من الجماهير العريضة.
أحبّ الحياة، وأقدّس الواجبات الزوجيّة. أعشق الحلال، وأبتعد عن الحرام. رومانسيّة وحالمة إلى أبعد الحدود، أهيم بالموسيقى الكلاسيكيّة، وأهوى السفر، وأمارس الرياضة، وأتمتّع بخبرة كبيرة في فنّ الطبخ ولا سيّما الصينيّ واليابانيّ.
أمتلك شقّة "دوبلكس" في فرنسا حصلت عليها من زوجي السابق، كما أنّني أحمل الجنسيّة الفرنسيّة، وحائزة جائزة "نوبل" لفنّ الطبخ. دخلت كذلك موسوعة "غينيس" لأطيب وأكبر طبق "سوشي"، وعندي صالة عرض لأحدث السيّارات. كما أملك متجرًا كبيرًا وفخمًا "للعطور والإكسسوارات" في "الداون تاون" وسط العاصمة.
أبحث عن تمر عراقيّ من النوع الجيّد بغية التحضير لمعمول العيد في الفطر السعيد.
وقد خلص الإعلان إلى القول "باللهجة العامّيّة": "أنا ريم بنت عطوان الكحلي، اللي بسبّلّي لخلّي ليلتو كحلي، ولخلّي الشمطلي يطلي".