إنّما شهر رمضان المبارك عبارة عطرة عن أيّام معدودات. والآن عشرٌ تُعدّ على الأصابع، فلا تدعها تمرّ بغير طاعة، وقرب إلى الله، وذكر به تطمئنّ القلوب.
فإن أحسنت الظنّ بالله، فإنّك بفضله ومنّته ورحمته سوف تدرك هذه الليالي العشر بإذن الله عزّ وجلّ.
فقد ورد في الحديث النبويّ الشريف أنّ النبيّ العربيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.
يقول أحد الصالحين: "وينبغي أن يكون الاجتهاد في أواخر الشهر أكثر من أوّله لشيئين:
الأول: لشرف هذا العشر وطلب ليلة القدر.
والثاني: لوداع شهر لا يدري المرء هل سيلقى مثله أم لا.
اللهمّ اجعلنا ممّن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا.
اللهمّ إنّك عفوّ كريم تحبّ العفو فاعف عنّا يا كريم.
اللهمّ نبّهنا في العشر الأواخر لبركات أسحارها، ونوّر قلوبنا بضياء أنوارها، وخذ بناصيتنا إلى اتّباع آثارها، بنورك يا منوّر قلوب العارفين.
اللهمّ أعطنا من الخير واللطف فوق ما نرجو، واصرفْ عنّا السوء فوق ما نحذر، وعلِّق قلوبنا برجائك، واقطعْ رجاءنا عمّن سواك، يا ملاذ السائلين، يا واصل المنقطعين، يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين.
ومع دخول العشر الأواخر من رمضان، أسأل الله الستّار أن يُذهب عنكم الهموم والأكدار، ويبعد عنكم الشرّ والأشرار، ويجعلكم من عباده الأبرار، ويتقبّل طاعاتكم في الليل والنهار، ويزيل عنكم كلّ ضيق ينغّص عيشكم في هذه الدار، ويحسن ختامنا وختامكم ويجمعنا معًا في دار القرار تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه العزيز الغفّار.
آمين يا ربّ العالمين.