الاثنين 25 نيسان 2022 17:45 م |
قداس في الأشرفية بمناسبة ذكرى الإبادة الأرمنية |
* جنوبيات ترأس البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان بطريرك كاثوليكوس كرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك قداس ذكرى الإبادة الأرمنية في مدرسة سان غريغوار - الأشرفية، حيث عاونه في الخدمة المطران جورج خزوم والمطران جورج اسادوريان المعاون البطريركي ومطران بيروت ولفيف من الكهنة والشمامسة، بحضور البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الكاثوليك وسعادة السفير البابوي في لبنان المطران جوزيف سبيتيري وفعاليات كنيسة ووزير الصناعة الأستاذ جورج بوشكجيان ووزراء ونواب حاليون وسابقون وممثلي الأحزاب الأرمنية واللبنانية وحشد غفير من المؤمنين. وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى البطريرك رافائيل عظة جاء فيها:بينما كان الربيع يتبهوَر ويتباها بأزهاره الفائحة، والأرض تفتخر بربوعها الخضراء، كان هناك من يسقي التراب بدماء أولادنا وأهلنا الأبرياء، كان هناك من خطّط ونفّذ الجريمة العظماء لإنهاء الأمّة الأرمنيّة، بقطع الأعناق وقتل الأبرياء، كهولاً وشباباً، نساءً وأطفالَ.
كان هناك طاغيٌ يسلب الأملاك والأرواح، كان هناك مجرمٌ يلبط بشعب مجتهد وفعاّل، بشعب يعمل بجهد وكد، ليعيش وينعم بالسلام. أنا إبن مشرّدٍ ومشردة حرمته المذبحة الأرمنية من حنين أم وأب وهما في الرابعة من عمرهما، مشردان في ربيع عمرهما ضحية قدرٍ مُبهم ومستقبل بلا حياة. كيف وبأيّ روحٍ تريدونني أن أتكلم وأنا بحسرة جدّ وجدّة لم أرى ولم أعش من حنينهم لحظة. حدث هذا في مثل هذا اليوم، وكان يوم الفصح المجيد، في يوم قيامة يسوع، عندما أراد المجرم الهمجي بإنهاء مخططه بإبادة الأمّة الأرمنية.
فكّر بقتلهم وتشريدهم ينتهي كلّ شيء فأبادهم زمنياً. لكنه خسرهم بالحياة الأبدية.
يا للِهول وللعار.
إنّ هذه الجريمة العظمى التي لا تُغتفر، هذه الجريمة النكراء التي ارتُكبت ضدّ الإنسانية فقد شبكت معها ليس الأرمن فقط بل السريان والأشوريين والروم وسبقهما المجاعة في لبنان في هذه الأرض المقدسة، لقد تسجلت هذه الجرائم على صفحات التاريخ مع مواصفاتها المروعة. إنّ هذه الصفحة التاريخية لا تزال تشهد وستشهد على الجريمة رغم مرور الدهور. إنّ عدالة التاريخ لا ترحم ولا تنسى. إنّنا نجتمع اليوم في هذه الساحة التي شهدت منذ زمن بعيد وحتى اليوم ذكرى شهداء المجزرة. على هذه الساحة ترأسوا الصلوات أصحاب الغبطة والمطارين اكليروس وشعب، طالبين من أصحاب السلطات السياسية والاجتماعية ومن المسؤولين في حقوق الإنسان أن ينصتوا إلى تضرعاتنا ويأتوا باسترجاع حقوقنا، ولكنهم استهزئوا بنا، وثابروا بجرائمهم المتكررة حتى يومنا هذا.
لقد صوروا في ذلك الحين مشاهد الجريمة المروعة وكتبوا عنها للسلطات العظمى ولكنّهم توارو عنها وداروا ظهرهم واغمضوا عيونهم.
فماذا نريد اليوم بعد مرور 107 سنوات للذكرى الشنعاء؟ أقول هذا ولكنّها ليست إلا بإكليل غار نالتها بهادتها على إيمانها وانتمائها الديني . ما نريده اليوم في هذه الصلاة والدعاء أن نكمل المسيرة على خطى أجدادنا بالشهادة والعطاء والحفاظ على قيمنا الروحية والأخلاقية والإجتماعية.
ما نريده اليوم بمسيرتنا هذه، جلب أنظار أصحاب القرار في العالم ليقوموا بما أهملوه في الأمس. المصدر :وفا |