الاثنين 2 أيار 2022 16:56 م |
أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار : هل ترى النور قبل نهاية عهد الرئيس عون؟ |
* جنوبيات أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار هي المشروع العالمي الذي اطلقه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في 16 تموز من العام 2019 ونال موافقة شبه اجماعية من الامم المتحدة في 16 ايلول 2019 ( وافقت على المشروع كل الدول في الجمعية العامة للامم المتحدة باستثاء اسرائيل واميركا ) ، وكان من المقرر ان ينطلق المشروع عمليا مع نهاية العام 2019 ، لكن الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في لبنان في 17 تشرين الاول من العام 2019 وانتشار فيروس كورونا كانا سبباً في تأجيل اطلاق المشروع تنفيذيا وعمليا .
فأين اصبحت التحضيرات العملية لاطلاقه حتى الان ؟ وهل سنشهد خطوات عملية في هذا المجال قبل نهاية عهد الرئيس ميشال عون ؟ وهل سيلقى المشروع دعم بابا الفاتيكان خلال زيارته للبنان في منتصف شهر حزيران المقبل؟
مصادر مطلعة على التحضيرات لاطلاق المشروع أوضحت لـ "جسور" : ان العمل جار حاليا بشكل كبير لاطلاق المشروع في شهر تموز المقبل ، وقد انجزت خطوات عديدة في هذا المجال ، ومنها الحصول على موافقة من بلدية الدامور لاعطاء ارض تابعة للبلدية لاقامة الاكاديمية عليها ، تعيين المجموعة التي تتولى الاشراف على المشروع ووضع الهيكلية القانونية والاكاديمية ، التواصل مع جميع الدول الموافقة على المشروع من اجل عقد اتفاقيات ثنائية معها ، التواصل مع ممثلي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في لبنان لبحث افاق التعاون لاطلاق الخطوات العملية ، التشاور مع العديد من الجهات الاكاديمية ومؤسسات الحوار ورجال الدين واساتذة الجامعات من اجل الاستماع الى مواقفهم وارائهم حول اليات العمل وافاق التعاون في المستقبل .
ويتولى مستشار الرئيس ميشال عون لشؤون الحوار الاسلامي – المسيحي ناجي خوري وبالتعاون مع فريق عمل من القصر الجمهوري ووزارات ومؤسسات رسمية عدة مهمة التنسيق والتحضير لاطلاق المشروع .
ويتضمن المشروع حسب الدراسات الاولية ما يلي : مبنى جامعي للتدريس ومتحف ومكتبة ومراكز دراسات واقسام فنية وتراثية لكل ما يتعلق بالحوار وحل النزاعات ونشر ثقافة قبول الاخر واحترام المعتقدات والتسامح والعلاقات الدولية والوساطة والتنمية المستدامة ، ويفترض ان يقام هذا المشروع الضخم في منطقة تابعة لبلدية الدامور ولكن مؤقتا قد يتم اتخاذ مبنى في بيروت للبدء بالعمل بانتظار انتهاء البناء الضخم في الدامور .
ويشير المشرفون على المشروع الى ان الهدف من الاكاديمية تحويل لبنان الى مركز دائم لحوار الحضارات والاديان والعمل لاطلاق مبادرات عملية لمواجهة العنف والتطرف والارهاب ، وهو رد عملي على كل ما يواجهه لبنان اليوم من تحديات داخلية وخارجية ومن اجل الحفاظ على هوية لبنان التعددية والحضارية والحوارية، وهو يلاقي جهود الفاتيكان والبابا فرنسيس في اعادة تفعيل رسالة البابا يوحنا الثاني على صعيد دور لبنان الحواري والتعددي، وان لبنان اكبر من وطن بل هو رسالة .
وسيكون لهذا المشروع نصيب من اهتمام البابا فرانسيس خلال زيارته الى لبنان منتصف حزيران المقبل، ويأمل المشرفون على المشروع ان يتم انجاز خطوات عملية في هذا المجال خلال الشهرين المقبلين رغم انشغال لبنان بالانتخابات النيابية والاوضاع الاقتصادية الصعبة .
هذا المشروع الهام يضاف الى المشاريع والمبادرات الهادفة لاعادة تفعيل دور لبنان الحواري والحفاظ على تنوعه وتعدديته وهو رد عملي على كل من يعمل لتغيير هوية لبنان او فرض مشاريع اخرى لا تتناسب مع هذه الهوية وهذا الدور .
فهل سينجح الرئيس العماد ميشال عون في اطلاق المشروع عمليا قبل نهاية عهده او ان الظروف السياسية والعملية والاقتصادية والمعيشية ستعانده مرة اخرى؟
المصدر :جسور |