الخميس 5 أيار 2022 10:09 ص

"المبلسون، وحسرة الندم"..


* جنوبيات

تحصل في حياتنا بعض الأمور التي يحار فيها المرء ويستغرب، لا بل يتساءل فيها: كيف ولماذا؟

فلقد كان يغشّ في الامتحانات لكنّه نجح!
وقد كانت متعدّدة العلاقات ولكنّها تزوّجت!
وقد كان يستغلّ الناس لكنّه أصبح ثريًّا!
وقد كان يظلم الناس ويفتري على خلق الله ولم يحصل له شيء!
وقد كانت محجّبة وعليها وقار العفاف، وفجأة تركت الحجاب وتبرّجت، وأظهرت زينتها على الآخرين غير المحرمين ولم يحدث لها شيء، لا بل زاد إعجاب الناس بها! 
والكثير الكثير من التساؤلات التي تخطر على البال وسط علامات الاستفهام والدهشة والحيرة.
ونجد غالبًا بعض المتبجّحين الذين يدّعون الاستقامة يتأثّرون بهم ويقولون: "رغم معاصيهم فهم ناجحون"!
لن نجادل هذا الواقع وفق نظريّة إثبات العكس كي لا نقع في ما يُسمّى "الجدل العقيم". 
لكن ينبغي للمرء أن يعلم الآتي ذكره:
إنّ الله يستدرج أهل المعاصي، ويفتح عليهم أبواب الخير، فينسون مقصدهم من الحياة حتّى يفاجئهم الموت بغتة، فينالون سوء الخاتمة والعياذ بالله. 
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
"فلمّا نسوا ما ذُكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء، حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون".
وكلمة مبلسون تعني: متحسّرون ونادمون. 
ولمن يظنّون أنّهم مخلّدون ويعيثون في الأرض فسادًا أقول:
لا تغرّنّكم الحياة الدنيا، فما هي إلّا متاع الغرور، وسيأتي يوم لا ينفعكم فيه الندم والحسرة وستُحاسَبون على أفعالكم. 
"فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره". 
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". صدق الله العظيم. 
اللهمّ إنّا نسألك حسن الختام، والموت على الإيمان، ودخول الجنان، برحمتك يا حنّان، يا منّان، يا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 
آمين يا ربّ العالمين.

 

المصدر :جنوبيات