الخميس 5 أيار 2022 10:49 ص

صيدا - جزين... معركة المقعدين تنتظر قرار مجدليون


* مهدي كريّم

أعطت التحالفات الإنتخابية في دائرة صيدا - جزين صورةً أولية عن النتائج المتوقعة، ففي هذه الدائرة افترق أسامة سعد عن النائب ابراهيم عازار المدعوم من "حزب الله" وحركة "أمل"، فيما قرر عبد الرحمن البزري الإنضمام إلى لائحة سعد خلافاً لتحالفه مع "التيّار الوطني الحر" في الإنتخابات الماضية. أمّا التيّار العاجز عن إيجاد حليفٍ صيداوي، فقد وجد بالقيادي السابق في "الجماعة الإسلامية" علي الشيخ عمار، خياراً مناسباً، وبقي توجّه النائبة بهية الحريري أو الناخبين الذين يدورون بفلك تيار "المستقبل" غامضاً لغاية اليوم، وبانتظار اعطاء كلمة السرّ من دارة مجدليون.

يمكن القول أن ثمة ثلاثة مقاعد شبه محسومة في هذه الدائرة، المقعد الأول هو المقعد الماروني ل"التيّار الوطني الحرّ" الذي يمتلك قاعدةً شعبيةً واسعة في جزين وقضائها، فيما يحسم الصراع حول الأصوات التفضيلية فوز النائب زياد أسود أو زميله أمل أبو زيد بهذا المقعد. أمّا المقعد الماروني الثاني، فسيكون من نصيب ابراهيم عازار الذي ينطلق من نحو 6 آلاف صوتاً شيعي في جبل الريحان بعد قرار الثنائي الشيعي بدعمه، بالإضافة الى تمتّعه بشعبيةٍ مقبولة في مدينة جزين. أمّا أحد المقعدين السنّيين في صيدا، فسيكون لصالح النائب أسامة سعد الذي يمتلك نحو 9 آلاف صوتاً.


إذاً، يبقى مقعدان تتركّز عليهما المنافسة، هما المقعد الكاثوليكي في جزين والمقعد السنّي الثاني في صيدا، وهذان المقعدان سيتأثران بشكلٍ مباشر بقرار النائبة بهية الحريري اذ لم يتّضح بعد الإتجاه الذي ستسلكه. فالخيارات أمام تيّار "المستقبل" محصورة بين مقاطعة الإنتخابات أو تقديم الدعم للمرشّح يوسف النقيب، الذي سبق أن شغل منصب رئيس الماكينة الإنتخابية للنائبة بهية الحريري.

إلاّ أن النقيب، المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة، قرر الإنضمام للائحة مشتركة مع مرشحة "القوات اللبنانية" غادة أيوب الطامحة للفوز بالمقعد الكاثوليكي، وبالتالي فإن دعم تيّار "المستقبل" للنقيب، يتعدّى الحسابات الإنتخابية الضيّقة، ليرتبط بالعلاقة المتوترة بين "القوات" و"المستقبل".

أضف الى ذلك، فإن فوز "القوات" بهذا المقعد يبدو شبه مستحيل، ذلك أن وصول اللائحة إلى حاصل إنتخابي، سيعني تمكّن النقيب من حيازة أصوات تفوق الأصوات التفضيلية التي حازت عليها أيوب، وبالتالي فإن المقعد الذي ستحصل عليه اللائحة سيكون من نصيبه. وأمام هذا السيناريو، يبدو أن المعركة حول هذين المقعدين ستكون من حصّة اللوائح التي تحوز على كسرٍ أعلى، وهذا ما سيعطي المعركة الإنتخابية حماوةً أكبر.

المصدر :"ليبانون ديبايت"