وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة الى اللبنانيين لمناسبة ذكرى قسم الامام الصدر في مدينة صور وذكرى إسقاط اتفاق ١٧ أيار وذكرى النصر والتحرير وعشية الصمت الانتخابي.
وقال : منظومة الثنائي الوطني منظومة مقاومة ، وإن التحالف بين أمل وحزب الله ليس تحالفاً طائفياً من أجل استقواء طائفة على أخرى وليس تحالفاً إنتخابياً لكسب أكثرية وهو بمثابة علاقة بين الروح والجسد الواحد ، ولن نقبل بأي قانون أو خطة لا تكرس ولا تعيد حقوق المودعين، لبنان الرسمي مستعد لإستئناف المفاوضات في أي لحظة وفقا لإتفاق الإطار والكرة في ملعب الأطراف الراعية ولكن ليس الى العمر كله ولمدة أقصاها شهر واحد ، وللتصويت بكثافة وتحويل يوم الانتخابات الى يوم إستفتاء وطني رفضاً للعدوان والحصار.
وأكد بري ان منظومة حركة أمل ومنظومة الثنائي الوطني هي منظومة مقاومة ، ومنظومة الكرامة والعزة ، و التضحية والتنمية والنصر والتحرير وإسقاط إتفاق السابع عشر من أيار وإخراج لبنان من العصر الإسرائيلي الى العصر العربي ، مشيرا الى ان البعض وعن سوء تقدير عمد طيلة الشهور الماضية ومنذ 17 تشرين مروراً بفاجعة انفجار مرفأ بيروت وما بينهما وصولاً الى تسعير خطابه الإنتخابي تحريضاً طائفياً ومذهبياً بغيضاً وافتراءً وتهشيماً وكذباً وإستهدافاً لحركة أمل وتاريخها ومسيرتها وإنجازاتها وتحالفاتها ، مشيرا الى ان ذلك الاستهداف يثير الشبهة ويكشف حقيقة النوايا المبيتة للبنان بشكل عام وللثنائي الوطني وحركة أمل بشكل خاص ، لأفتاً إن التحالف بين حركة أمل وحزب الله ليس تحالفاً طائفياً من أجل استقواء طائفة على أخرى وليس تحالفاً إنتخابياً لكسب أكثرية من هنا أو هنالك وهو تحالف راسخ رسوخ الجبال بمثابة علاقة بين الروح والجسد الواحد ، مؤكداً بأن المقاومة لا تزال حتى هذه اللحظة الراهنة التي يستبيح فيها العدو سيادة لبنان ويهدد ثرواته وينفذ مناوراته حتى في يوم الإنتخابات على طول الحدود مع لبنان هذه المقاومة التي لا تزال تمثل حاجة وطنية ملحة الى جانب الجيش لحماية وردع العدوانية الإسرائيلية ، واعلن رئيس المجلس باسم مرشحي لوائح الأمل والوفاء عدم القبول بأي قانون أو بأي خطة للتصحيح المالي والإقتصادي لا تكرس ولا تعيد حقوق المودعين كل المودعين كاملة دون أي مساس بها وفي موضوع ترسيم الحدود أكد الرئيس بري أن كل متر مكعب من الغاز والنفط المقابل للحدود البحرية اللبنانية في الجنوب هي حق فلسطيني مغتصب ومحتل من الجانب الصهيوني وأن اتفاق الإطار يبقى الآلية الصالحة لإنجاز الترسيم الذي يمنح لبنان الحق باستثمار كامل ثرواته في البحر دون تنازل أو تفريط أو تطبيع أو مقايضة ، وفي الشأن الانتخابي دعا الرئيس بري للإقتراع بكثافة ودون تلكؤ للتأكيد على التمسك بالمقاومة نهجاً وثقافة وسلاحاً الى جانب الجيش والشعب والمقاومة ،ومن أجل إفهام القاصي والداني بأن بناة الوطن الحقيقيين هم هؤلاء المقاومين وليس لصوص الهيكل في الداخل وللتصويت بكثافة رفضاً للعدوان والحصار الذي يتعرض له لبنان في محاولة لإعادة إنتاج ما عجزت عن تحقيقه كافة الحروب العدوانية الإسرائيلية ضد وطنكم وقراكم وبلداتكم العدوان الذي من خلاله يحاولون الثأر من جرعة الكرامة والعزة التي قدمتموها ولم يستطيعوا تحملها لا في الداخل ولا في الخارج ، داعيا الى تحويل الى يوم الانتخابات الى يوم للإستفتاء الوطني على ثوابت المقاومة والتنمية والوحدة .
كلام ومواقف الرئيس نبيه بري جاء في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين والى جماهير الامام السيد موسى من قاعة أدهم خنجر من المصيلح لمناسبة ذكرى قسم الامام الصدر في مدينة صور وعشية ذكرى إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار وذكرى النصر والتحرير في الخامس والعشرين من ايار وعشية الصمت الانتخابي .
وقال الرئيس بري :
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها اللبنانيون..
يا أبناء سماحة الإمام السيد موسى الصدر.
في ذكرى قسمه في صور نستعيده قامة بحجم أمة ووطن... وصرخة مدوية ترددون خلفه وتشهدون الله عليه...
بأن لا تفريط بمضامين القسم... متابعين من دون تردد... أو ضعف... أو مساومة المطالبة بالحقوق والمواطنية...
بأن لا تهدأوا حتى لا يبقى محروم واحد أو منطقة محرومة..
تقسمون به ميثاقاً دينياً رسالياً مرتبط بالشرف الإنساني...
تقسمون بدماء الشهداء...
بدموع الأيتام وأنين الأمهات...
بآلام الجرحى... وقلق الطلاب والمثقفين...
وبعزم المرابطين المقاومين على الحدود وليالي الخائفين...
وبالأفكار المهملة والكرامات المهدورة ومحاربة الطغيان...
والله على ما أقسمنا وأقسمتم شهيد... هو قسم لو تعلمون عظيم.
إليكم يا أبناء هذا الخط في "البقاع" السهل الممتنع... ورجع الصدى للوصية الخالدة: "التعايش الإسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها"... فكنتم خير من أقسم..
إليكم يا أبناء الجبل الأشم والضاحية التي حولت البؤس الى بأس...
لأبناء بيروت العاصمة... منارة الأشرعة... تزحف إليها الجبال تفتح أذرعها وجراحها على جهات الوطن الأربع فتمسي مملكة تتسع حدودها فتبلغ حدود الأفق.
لأبناء الشمال في عكار خزان التضحية والوفاء والحرمان...
لطرابلس عاصمة الشمال وفيحاؤه..
لنصاعتكم كما بياض ثلج حرمون... للعرقوب وحاصبيا ومرجعيون لكل قرى وبلدات ودساكر ومدن الجنوب... من صيدا الى جزين والنبطية وبنت جبيل وصور والزهراني واقليم التفاح وجبل الريحان...
لأبناء هذه الجهة الخامسة من الوطن...
نساءً ورجالاً شباباً وشابات، عمالاً ومزارعين وحرفيين وصيادين وطلاباً...
للمقاومين كل المقاومين هؤلاء الذين خرجوا فكانوا فرسان الشموس التي لم تختلط عليهم الجهات فزادتهم الأزمات منعة واجترحوا من الضعف قوة... وأبوا السير في درب لا تنتهي الا بالنصر أو الشهادة...
لهؤلاء الذي كان دأبهم التقدم في زمن التراجع...
والشموخ في زمن الإنحناء...
لهؤلاء الذين يرسمون صورة الزمن الآتي...
للشهداء عناوين عزتنا وكرامتنا والقدوة التي بهم نستظل في الليالي الحالكات...
لكل اللبنانيين في ذكرى القسم وعشية ذكرى إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار وذكرى النصر والتحرير..
وقبل الصمت الإنتخابي في الأيام القليلة التي تفصلنا عن استحقاق الإنتخابات النيابية في الثاني عشر والخامس عشر من أيار..
ألف تحية لكل من صنع وأنجز هذه العناوين المضيئة في تاريخ وطننا لبنان وبعد..
الأهل الأعزاء..
بداية أتوجه بالإعتذار من الأخوة أعضاء هيئة الرئاسة في حركة أمل وأعضاء الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي وقيادات الأقاليم لكسر قرار كان قد اتخذ بعدم القيام بأي نشاط إنتخابي إعلامي على المستوى الرئاسي على النحو الذي أتوجه به اليوم وذلك مراعاة للظروف الإقتصادية والمعيشية والسياسية التي يمر بها لبنان واللبنانيين والتي تستدعي خطاباً سياسياً هادئاً يجمع ولا يفرق، يجترح الحلول ولا يعمق الأزمات يقرب وجهات النظر وليس العكس.
لكن للأسف ربما البعض وعن سوء تقدير عمد طيلة الشهور الماضية ومنذ 17 تشرين مروراً بفاجعة انفجار مرفأ بيروت وما بينهما وصولاً الى تسعير خطابه الإنتخابي تحريضاً طائفياً ومذهبياً بغيضاً وافتراءً وتهشيماً وكذباً واستهدافاً لحركة أمل وتاريخها ومسيرتها وإنجازاتها وتحالفاتها على نحو يثير الشبهة ويكشف حقيقة النوايا المبيتة للبنان بشكل عام وللثنائي الوطني وحركة أمل بشكل خاص التي أعود وأكرر اليوم بأنها حركة الأنبياء والأولياء والصلحاء، شهداؤها كما عبّر الإمام الصدر حفدة السيد المسيح ، وورثة الذين وقفوا مع النبي محمد (ص) ،وهم الفوج المعاصر للإمام الحسين ، هكذا أرادنا الإمام الصدر وهكذا كنا في أدائنا وسلوكنا الجهادي والسياسي والوطني وهكذا سنبقى
ليس منّا المسيء للبنان ولإنسانه ورسالته في التعايش والوحدة.
واليوم وبالوضوح الذي صنعت فيه هذه المحطات الثلاثة المجيدة والمضيئة في تاريخ لبنان والمنطقة والتي أنجزت بفضل تضحيات الآلاف من الشهداء من أبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل والمقاومة الإسلامية والقوى الوطنية الحليفة وبدعم من الشقيقة سوريا والجمهورية الإسلامية في ايران .
ولكي لا يعيد التاريخ الأسود إنتاج نفسه من خلال استثمار أعداء لبنان وهم كثر، التي عاد البعض في الداخل الى سيرته الأولى إمعاناً بارتكاب الآثام والخطايا بحق لبنان واللبنانيين عزفاً على الوتر المذهبي والطائفي إما عن سوء نية وهذا قمة الشبهة والخيانة بحق الوطن وإنسانه ورسالته، أو لأهداف إنتخابية شعبوية رخيصة وهذا قمة الإستهانة التي يجب أن تتوقف رأفة بلبنان وحفاظاً على صورته أمام العالم.
وأضاف الرئيس بري :
وإزاء ما تقدم،
أيها اللبنانيون.. يا أبناء القسم المبين..
يا من لم تخشوا يوماً في الله لومة لائم.. ولم تفرطوا بوطنكم وبوحدته وصون إنجازاته مهما غلت التضحيات.
يا من تملكون ما يكفي من الوعي والقدرة على التمييز بين الخير والشر وبين الحق والباطل.
نجد أنفسنا اليوم عشية الإستحقاق الإنتخابي الأهم والأخطر في تاريخ لبنان والذي سوف تمنحون فيه صوتكم للحق ولمن ترونه معبراً عن الحق وعن آمالكم وتطلعاتكم..
باسم حركة أمل وباسم كتلة التنمية والتحرير ومرشحي لوائح الأمل والوفاء في كل الدوائر الإنتخابية... وأيضاً وأيضاً الدعوة بلغة الوحدة اقول باسم الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله نجد أنفسنا ملزمون أمامكم وأمام الشهداء وأمام الله والتاريخ ومن موقعنا السياسي والجماهيري والوطني إعلان وتحديد ثوابتنا وموقفنا من العناوين التالية:
أولاً: طالما أن اللوائح المنافسة للوائح الأمل والوفاء بكل نكهاتها وألوانها وشعاراتها وبرامجها من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وما بينهما لوائح عابرة للسفارات والغرف السوداء غيبت جميعها عن جدول أعمالها ورفعت صراخها الإنتخابي بعيداً عن الواقع المعيشي والإقتصادي والمالي الراهن وحصرته فقط زوراً وبهتاناً بما يسمى بالخطر الذي يمثله الثنائي حركة أمل وحزب الله والويل والثبور وعظائم الأمور من سلاح المقاومة والمعزوفة هي هي "ضربي وبكى وسبقني واشتكتي".
وفي هذا الإطار نؤكد لأهلنا أن لا صوت يجب أن يعلو فوق صوت الناس ووجعهم وحقهم بأن تتحرك الحكومة حتى لو بقي من عمرها الدستوري يوماً واحداً من أجل التخفيف من وطأة الأزمة وإيجاد الحلول التي تخفف عن كاهل الناس في كل ما يتصل بأمنهم الصحي والمعيشي والإجتماعي والمالي والأمني.
أما للمتباكين الذين لا يتورعون في خطاباتهم، في السر والعلن وجهاراً ونهاراً عن إستدراج عروض للإستقواء بالخارج على من يفترض أن يكونوا أشقاء لهم في الوطن..
نقول لهؤلاء قدرنا أن نعيش سوياً... وقدرنا الوحدة... فالتحالف بين حركة أمل وحزب الله ليس تحالفاً طائفياً من أجل استقواء طائفة على أخرى وليس تحالفاً إنتخابياً لكسب أكثرية من هنا أو هناك ، إنه تحالف بمثابة علاقة بين الروح والجسد الواحد ،
هو تحالف راسخ رسوخ الجبال يمثل عنصر قوة لحماية لبنان وتعزيز ثقافة الحوار بين ألوان طيفه الروحي والسياسي ، وأولاً وأخيراً هو تحالف بين أبناء المقاومة الواحدة التي لا تزال حتى هذه اللحظة الراهنة التي يستبيح فيها العدو سيادة لبنان ويهدد ثرواته وينفذ مناوراته حتى في يوم الإنتخابات على طول الحدود مع لبنان هذه المقاومة التي لا تزال تمثل حاجة وطنية ملحة الى جانب الجيش لحماية وردع العدوانية الإسرائيلية...
اتقوا الله بلبنان وتعالوا الى كلمة سواء...
ثانياً: في موضوع ما يسمى إسقاط المنظومة وأن الثنائي كما يزعمون يمثل رأس الحربة فيها ويغطيان بعضهما البعض بالفساد والهدر والى آخر المعزوفة..
وبوضوح وباسم الثنائي والله على ما أقول شهيد: فليكن الحكم والحاكم في قضايا الفساد والهدر هو القضاء والقانون والدستور ولا غطاء على أي كان وفي أي موقع كان والتاريخ يشهد أن ما من أحد قارب هذا الملف كما قاربته حركة أمل قضائياً وعلى مدى الزمن وأيضاً من خلال إنجاز قوانين وتشريعات لو طبقت لما وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم ، نحن مع إسقاط منظومة الفساد والهدر فعلاً لا قولاً..
لكن حذار أيها الأهل من هؤلاء الذين بستثمرون على وجع الناس ودمائهم ومطالبهم المحقة بشعارات حق يراد بها باطل.
حذار لأننا نعلم وبالملموس أن آخر هم عند هؤلاء محاربة الفساد وإسقاط منظومته ، عيونهم وما يدبرون له في ليل الغرف الإنتخابية السوداء استهداف منظومة قيمنا من بوابة الإستحقاق الإنتخابي ، منظومتنا منظومة مقاومة ، منظومة الكرامة، منظومة العزة ،ومنظومة التضحية والتنمية والنصر والتحرير وإسقاط اتفاق السابع عشر من أيار وإخراج لبنان من العصر الإسرائيلي الى العصر العربي.
ثالثاً: في الموضوع الإقتصادي والمالي نؤكد باسم مرشحي لوائح الأمل والوفاء إننا لن نقبل بأي قانون أو بأي خطة للتصحيح والتعافي المالي والإقتصادي لا تكرس ولا تعيد حقوق المودعين كل المودعين كاملة دون أي مساس بها...
نحن مع إنجاز التدقيق الجنائي في كل حسابات الدولة بدءاً من مصرف لبنان وبالتوازي مع كافة الوزارات والصناديق وخصوصاً كهرباء لبنان وما أدراكم ما كهرباء لبنان...
نحن مع الإسراع بإنجاز بالتلزيمات لإنشاء معامل جديدة بإسراع وقت ممكن سواء مع الشرق أو مع الغرب..
المهم أن تملك الحكومة الجرأة على وقف هذا النزيف لما تبقى من أموال في خزينة الدولة .
هذا الملف يجب إبعاده عن التجاذب الطائفي وعن صراعات الأمم والتخندق داخلياً بين هذا المحور وذاك.
آن الأوان للبنان أن يطرق باب تشجيع الإستثمار على الطاقة البديلة على أوسع نطاق لتوليد الكهرباء من الهواء والماء والشمس والإقتداء بما هو حاصل في سوريا ودولة الإمارات والعديد من الدول المجاورة..
وفي هذا الإطار أعلن بأن ملف الطاقة البديلة سيكون أولوية في جدول أعمال نوابنا ووزرائنا في المرحلة المقبلة من خلال جملة من المقترحات العملية القابلة للتنفيذ.
رابعاً: في موضوع ترسيم الحدود والذي خضنا غماره مفاوضات مضنية على مدى عشر سنوات تقريباً.
نقول في المبدأ والإستراتيجيا نعتبر أن كل متر مكعب من الغاز والنفط المقابل للحدود البحرية اللبنانية في الجنوب هو حق فلسطيني مغتصب ومحتل من الجانب الصهيوني وبانتظار أن يتحقق الحلم الفلسطيني بالتحرير والعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف نؤكد أن اتفاق الإطار يبقى الآلية الصالحة لإنجاز الترسيم الذي يمنح لبنان الحق باستثمار كامل ثرواته في البحر دون تنازل أو تفريط أو تطبيع أو مقايضة وتحت هذا السقف لبنان الرسمي مستعد لإستئناف المفاوضات في أي لحظة، والكرة في ملعب الأطراف الراعية للتفاوض غير المباشر ولكن ليس الى العمر كله ولمدة اقصاها شهراً واحداً يصار بعدها للبدء بالحفر في البلوكات الملزمة أصلاً بدون تردد وإلا تلزم شركات أخرى .
وتابع الرئيس بري : وليكن واضحاً لأبطال الشاشات والمنظرين والخبراء أن حركة أمل رسّمت حدود لبنان في البر والبحر وربطت البحر بالبر والبر بالبحر بدماء شهدائها وهو أغلى ما نملك ولن نفرط بدمنا تحت أي ظرف أو ضغط أو تهويل كما أكد البارحة الأخ السيد حسن نصر الله .
خامساً: في الثقافة الإنتخابية التي لم يألفها اللبنانيون في تاريخهم الحديث والتي يحاول من نصّب نفسه وصياً سياسياً على الطوائف اللبنانية " هان... فاستهان" فصنّف الثنائي أمل وحزب الله بين ثقافة الموت وثقافة الحياة له ولغيره نقول: نحن في رحاب ذكرى اسقاط 17 أيار وذكرى القسم وذكرى النصر والتحرير كلها عناوين حياة.. عناوين عز وإباء وشرف وكبرياء وكرامة.. أبناؤنا هم أرقى من مارس ثقافة الحياة مانحين أرواحهم ليحيا لبنان حراً سيداً مستقلاً..
وختم بري :
أيها اللبنانيون..
أيها الأهل الأعزاء..
إنطلاقاً مما تقدم، ولأن كل تلك الإنجازات أنتم وأخوانكم وأبناؤكم الشهداء من صنعها..
ولأن كل تلك الثوابت ورسوخها هي فعل إيمانكم وتحقيقها رهن إرادتكم التي لا تنكسر وعزيمتكم التي لا تلين ووفاؤكم الذي لا يقاس..
أنتم الأمل وخير العمل...
صدقكم والتزامكم كان كلمة الفصل في كل الإستحقاقات.
الخامس عشر من أيار موعدٌ أنتم مدعوون فيه الى الإقتراع لهذا المشروع الذي صنع عناوين قوة لبنان وصان وحدته وحوّلنا من مجرد أرقام مهملة في لوائح الإحصاء الى قامات غيّرت وجه الأمة وأخرجتها من الذل والهوان الى النصر والعنفوان.
أنتم مدعوون في الخامس عشر من أيار الى الإقتراع للشهداء الذين مارسوا ثقافة الحياة بأرقى ما يمكن أن تكون الحياة..
أنتم مدعوون الى الإقتراع بكثافة كما أرادكم الإمام الصدر كموج البحر لا يهدأ من أجل إقرار قانون عصري للإنتخابات النيابية على أساس النسبية وفقاً للدوائر الموسعة قانون خارج القيد الطائفي مع الكوتا النسائية وتخفيض سن الإقتراع وإنشاء مجلس للشيوخ.
مدعوون للإقتراع بكثافة ودون تلكؤ للتأكيد على التمسك بالمقاومة نهجاً وثقافة وسلاحاً الى جانب الجيش والشعب والمقاومة.. ومن أجل إفهام القاصي والداني بأن بناة الوطن الحقيقيين هم هؤلاء المقاومين وليس لصوص الهيكل في الداخل.
نعم أنتم مدعوون للتصويت للوائح الأمل والوفاء بكثافة رفضاً للعدوان والحصار الذي يتعرض له لبنان في محاولة لإعادة إنتاج ما عجزت عن تحقيقه كافة الحروب العدوانية الإسرائيلية ضد وطنكم وقراكم وبلداتكم.
نعم لإسقاط العدوان الذي يحاولون من خلاله الثأر من جرعة الكرامة والعزة التي قدمتموها ولم يستطيعوا تحملها لا في الداخل ولا في الخارج.
أنتم وكما في كل الإستحقاقات الوطنية والسيادية كنتم العظماء..
مدعوون في هذا الإستحقاق الدستوري بأن تكونوا أكثر عظمة بتحويله الى يوم للإستفتاء الوطني على هذه العناوين.
لبنان وكل العالم عيونه شاخصة مجدداً نحوكم.. أيها الأوفياء الذين لم تحنثوا يوماً بقسمكم... شاخصة الى هنا.. الى الجنوب.. الى هذه الجهة التي تعرف كيف تحفظ لبنان وتصون إنجازاته والتي هي دائماً رهن مواقفكم الصادقة ورهن أصواتكم الهادرة في صناديق الإقتراع والموعد دائماً بالوحدة أمل.. معاً سنبقى الرقم الذي يغيّر المعادلات