"لقد أنشأنا "أمل" لنذود عن كرامتنا وحياة أبناءنا وليس لغير ذلك" أعلنها السيد موسى الصدر في العام 1975 وعرّفها "إنّ حركة "أمل" حركة جماهيرية مؤمنة بالله لها خطّها وأيديولوجيتها وتنظيمها المتصاعد"، ورسم هويتها ومسارها المستقبلي بقوله "إن حركة "أمل" تنطلق من الإيمان بالله بمعناه الحقيقي لا بمفهومه التجريدي، فإن الإيمان هو الأساس لكافة نشاطاتها الحياتية وعلاقاتها الإنسانية، وهو الذي يجدد باستمرار عزيمتنا ويزيد طموحنا ويصون سلوكنا"؛ وكرّم شهداءها فقال فيهم "شهداء "أمل" هم شهداء المسيح عليه السلام والذين وقفوا إلى جانب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أيام غربته وهم الفوج المعاصر للإمام الحسين عليه السلام".
فكانت حركة السيد موسى الصدر الإصلاحية بوجه الفساد التي استقطبت أفواج من الأحرار عموماً وخصوصاً الشيعة. وبرزت في ذلك الوقت حركته لدفع الضيم عن الشيعة ورفع الظلم عن كلّ إنسان. فكان من أبرز مواقفه دعم المقاومة لدحر أي احتلال، وردع أي عدوان والدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني والدعوة إلى التمسك بالقدس. فتجلّت حينها الإنسانيّة بأحلى صورها، الأمر الذي استفزّ الضالين ممن غيبوبه. إلا أن موسى الصدر بقي عصيّا على العدو و حيّا في وجدان من أحبّوه والذين لا يزالون يكملون المسير ويورثون محبّته ونهجه من جيل إلى جيل.
لينتخب بعد فترة وجيزة دولة الرئيس نبيه بري رئيسا لحركة "أمل" لما كان يتمتع به من شخصية قيادية وذكاء اجتماعي وسياسي. تلك الصفات التي برزت بوضوح أكثر وأكثر مع توليه رئاسة مجلس النواب والحضور في المحافل العربية والدولية والدبلوماسية حيث كانت مواقفه السياسية والوطنية من القضايا الكبرى (كالمقاومة والقدس) تتوافق وتتكامل مع وصايا السيد موسى الصدر، وتتلاقى مع طموح وآمال ووجدان البيئة الشيعية. وأفسحت حنكته السياسية المجال لعلاقة مميزة تسمى الثنائي الشيعي بين "حزب الله" وحركة "أمل"، يغبطها الحلفاء ويبغضها الأعداء.
أما بموضوع الشأن الداخلي اللّبناني وملفات الفساد فلا يتسع هذا المقال لإجلاء الحقيقة، ولا بدّ من مقال أو مقالات أخرى تظهر الحق وتزهق الباطل بالأدلّة الدامغة.