الجمعة 13 أيار 2022 10:15 ص

حطّ بالخرج


 

يُحكى أنّه في زمن عمّ فيه الفقر بادر الشيخ سيف الدين التنّوخيّ (وهو قريب الأمير السيّد التنّوخيّ "ق") إلى وضع الخرج على فرسه وأخذ يجول بالأحياء مناديًا المقتدرين: "حطّ بالخرج"، فيبادر المقتدرون في الأحياء الميسورة بما تجود به النفوس بدون عدٍّ أو معرفة أسماء أو حتّى صور.

وعندما كان يصل إلى الأحياء الفقيرة ينادي: "شيل من الخرج" فيأخذ الفقراء حاجتهم من مال أو موادّ غذائيّة بدون ذلّ أو معرفة ما أخذوا وما تركوا. وكان الشيخ الجليل يقوم بذلك بدون تمييز بين دين أو مذهب، وبدون أن يلتفت لمن مدّ يده ليُعطي أو مَنْ مَدَّها ليأخُذ. إلى أن جاء وقت كان يمتلئ الخرج بالعطاءات والشيخ ينادي: "حطّ بالخرج". ولم يعد هناك فقير ليأخذ من الخرج، وهو ينادي: "شيل من الخرج".
ما أحوجنا اليوم إلى التشبّه بفضائل هذا الشيخ "الكريم الخصال". وكم نتوق لوجود مثل الشيخ سيف الدين التنّوخيّ "طيّب الله ثراه" الذي كان يفتح خرج الخير، ويدعو المقتدرين لوضع ما يجودون به لكفاية من يحتاج. 
ونحن الآن في أيّام محنة وضنك، فأين هناك مثل هذا الشيخ المبجّل وقد قامت الدولة بتجويع شعبها بدون أن يرفّ لها جفن، حتّى بتنا قاب قوسين أو أدنى من الموت جوعًا أمام أعين الحكّام اللئام الذين باعوا ضمائرهم في سوق السّياسة طمعا في المكاسب والرئاسة. 
"قاتلهم الله أنّى يؤفكون".
صدق الله العظيم 

المصدر :جنوبيات