أقيم في بلدة مطربة الحدودية في قضاء الهرمل حفل تدشين مركز أمن عام مطربة الحدودي، برعاية وحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
حضر الحفل النائبان: غازي زعيتر، إيهاب حمادة، الوزيران السابقان الدكتور حسن اللقيس وعباس مرتضى، المفتي الشيخ عباس زغيب ممثلا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان المطران حنا رحمة، العقيد محمد دحبول ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، المقدم جوزبف الحجار ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، رئيس المجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري والضباط الكبار في المديرية العامة للامن العام وحشد من الفعاليات وأهالي المنطقة.
وانتقل الحضور الى ضفة نهر العاصي بالقرب من ادارة الهجرة السورية في مركز مطربة السوري. وأقيم حفل غداء على شرف اللواء ابراهيم، شارك فيه رئيس اتحاد بلديات الهرمل نصري الهق ونائب رئيس مجلس مدينة حمص الياس الخوري ورئيس اللجنة الامنية في الجيش السوري في حمص اللواء جميل يونس ومدير ادارة الهجرة والجوازات السورية اللواء خالد حديد.
اللواء حديد
وكانت كلمات ترحيبية لكل من الهق واللواء يونس والدكتور الخوري. ثم تحدث اللواء خالد حديد، وقال “العز والافتخار لروابط العروبة التي تجمعنا ولا تفرقنا، وتحية الحب والاخوة والتعاون لما فيه منعة البلدين وخيرالشعبين”.
أضاف حديد: “نحن في سوريا عندما نتحدث عن لبنان نتحدث عن الشقيق الاقرب والاغلى ونتحدث عن الحقائق الجغرافية والبلدين كانا وسيبقيان كالقلب والرئتين في جسد واحد وستبقى سوريا قلب العروبة النابض بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد الى جانب لبنان”. ونحن في البلدين قدمنا افواجا من الشهداء لاقتلاع شوكة الارهاب والتطرف فكانت النتيجة الحازمة وانتصر الشعبان في حماية الارض التي لولا دمائهم حتى نستطيع اليوم ان نلتقي ونفتح الافاق”.
وختم حديد: “التحية لدماء شهدائنا روت الارض ليعم السلام”.
اللواء إبراهيم
ثم تحدث اللواء ابراهيم، وقال: “نلتقي اليوم في موعد من مواعيد حضور الدولة بمؤسساتها، لنعلن افتتاح مركز أمن عام مطربة الحدودي، الذي بمجرد بدء العمل فيه نكون عمليا اقفلنا ثمانية عشر معبرا غير شرعي، كان يضطر ان ينتقل عبرها اللبنانيون المقيمون داخل الاراضي السورية الى لبنان. وأعدنا ربط خمس وعشرين بلدة، يقطن فيها نحو عشرة الاف نسمة، بالوطن الام، بعدما كانوا يتكبدون مشقة الانتقال ويقطعون اكثر من اربعين كيلومترا للوصول الى معبر جوسيه – القاع – الهرمل، بينما الان صارت المسافة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات، حيث يتم الدخول بطريقة شرعية وبتسهيلات بعيدا من اي تعقيد”.
أضاف: “هذا المعبر سيخفف على اهلنا مشقة الانتقال، ويوسع مظلة الامان الشرعية على مساحة الوطن، ويشرعِن عملية التنقل من خلال معبر حدودي متكامل المواصفات، بعدما واكبت السلطات الرسمية السورية الشقيقة قرار الدولة اللبنانية بإقامة مركز حدودي مقابل ككل المعابر الحدودية الشرعية بين لبنان وسوريا، هذه الدولة الشقيقة، التي شكلت ولا تزال، بواباتنا وممراتنا الى عالمنا العربي الذي لنا شرف الانتماء اليه، بعد ان كان للبنان الدور المؤسس لكينونته كإطار جامع لنا جميعا.
في خضم ما نشهده من أحداث جسام وتحولات مصيرية، ها هو التاريخ يعيد نفسه، فإذا بلبنان قلعة منيعة شامخة، في ظل إرادة شعبٍ لا تنكسر، وإيمانٍ عظيمٍ بالله وبلبنان أرضا وشعبا ومؤسسات. وعشية احتفالنا بعيد المقاومة والتحرير، علينا ان نجدد عهدنا وقسمنا التزاما ثابتا بالقيم والمبادئ التي نشأنا عليها، وولاء مطلقا للوطن، وإرادة دائمة للعطاء، كأرز جباله لا تقوى عليه عاتيات العواصف، ولا صروف الزمن. قرارنا الحر يتجسد من خلال الدولة ومؤسساتها الدستورية الشرعية المعبرة عن إرادته. من خلال مرتكزات أساسية تقوم على الإرادة الوطنية الجامعة، النابعة من وعي مختلف الجماعات لشخصيتها الوطنية المتبلورة. من خلال عوامل التاريخ والجغرافيا والتراث والقيم والعادات والتقاليد. وقد جسد اللبنانيون عبر التاريخ إرادتهم تلك من خلال سعيهم الدائم لتحرير وطنهم من الاحتلال الاسرائيلي والتنظيمات الارهابية، ولم يتوانوا لحظة عن تأدية واجبهم الوطني في الدفاع عن أرض لبنان ومقدَّساته، وصولا الى الوحدة الرائعة في الحرب على الارهاب الذي دحر من الحدود الشرقية”.
أضاف: “أما انتم يا أبناء هذه المنطقة العزيزة، أقول بالفم الملآن انكم حافظتم على مرتكزات الاستقلال ووحدة الأرض والشعب، هذه الوحدة التي كرَّستها حقيقة التاريخ وصدق العادات والتقاليد ونبلها، وأرستها إرادة اللقاء من أجل حياة مشتركة كريمة وعزيزة، والتي من ضمنها والتي من دونها لا استقلال بل انقسام وتشرذم يشرعان الساحة الداخلية على تدلات خارجية”.
وقال: “ان اللبنانيين، أبناء هذه الأرض، تجمعهم الهوية اللبنانية، والتاريخ العريق، والتطلعات المستقبلية، والقناعة الراسخة بالحياة المشتركة، المنبثقة من تفاعلهم وتجاربهم الطويلة، وإدراكهم لمصالحهم الحيوية. وقد أثبتت الأحداث الأليمة التي عصفت بالوطن، مدى تمسك اللبنانيين بالحياة المشتركة من خلال وثيقة الوفاق الوطني التي غدت جوهر الدستور اللبناني وأكدت نهائية الوطن ووحدة الانتماء لمختلف الشرائح الممكنة للمجتمع اللبناني”.
وختم: “الحضور الكريم، في هذه المناسبة العزيزة، أقول لكم ان الوطن يمضي على طريق الحياة رغم كل الصعوبات، شامخا بدماء شهدائه، عزيزا بإرث شعبه، مدفوعا بوحدة أبنائه وبإرادة جيشه وقواه الامنية التي تعي مسؤولياتها وواجباتها، وبمقاومة شعب لا يهاب العدو بوجهيه الصهيوني والتكفيري. وعلى قدر ما يحيط بالبلاد من أخطار وتحديات، تبقى الارادة الحية والصلبة عند اللبنانيين وايمانهم بوطنهم، الحافزين القويّين اللذين يصونان البلد وينقلانه الى حالة التحديث والتطوير.
اخيرا، لا بد من توجيه الشكر الى كل من ساهم في انجاز هذا المشروع، مؤكدا ان المديرية العامة للامن العام ستبقى متحصنة بالقانون والصلاحيات وتعمل بموجبهما، وما يمليه عليها شعارها خدمة للمواطن وتضحية في سبيل الوطن”.
وفي ختام الحفل، كان تبادل للدروع التذكارية.