يتّجه الناخبون الجنوبيون صباح غدٍ (الأحد) لاختيار 23 نائباً، يُمثّلونهم في مجلس النوّاب، لولاية مُدّتها 4 سنوات، من بين 76 مُرشّحاً يتوزّعون على 14 لائحة.
في دائرة الجنوب الثانية (قضاء صيدا «الزهراني» وصور)، والثالثة (أقضية: النبطية، بنت جبيل، مرجعيون وحاصبيا)، فإنّ المُرجّح فوز كامل مُرشّحي لائحة «الأمل والوفاء» الـ18، دون إمكانية تسجيل خرق لمُرشّحي اللوائح المُنافسة.
لكن في دائرة الجنوب الأولى (مدينة صيدا وقضاء جزين)، فإنّ الواقع مُغايراً كلياً، على الرغم من أنّها أقل الدوائر تمثيلاً بينها، 5 نوّاب، لكن «الموزاييك» فيها مُختلف لوجود قوى أخرى غير موجودة في دائرتي الجنوب، ذات السيطرة القوية لحركة «أمل» و«حزب الله».
توصف هذه الدائرة بأنّها ستشهد «أم المعارك»، وما صعّب الأمر هو عزوف رئيسة «كتلة المُستقبل النيابية» النائب بهية الحريري عن الترشّح، التزاماً بقرار رئيس «تيار المُستقبل» الرئيس سعد الحريري، وتأكيدها «استمرار عدم المُشاركة اقتراعاً أو دعوةً للاقتراع أو تجييراً لأصوات الناخبين إلى أي من المُرشّحين أو اللوائح لا سرّاً ولا علنيةً».
في هذه الدائرة تبدّلت التحالفات عمّا كانت عليه في الاستحقاق الماضي، واستُخدِمَتْ كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، حتى بين أعضاء اللائحة الواحدة بفعل تنافس «الصوت التفضيلي»، لأنّه قد تتغيّر الأمور نتيجة صوت واحد.
السعي لاكتساب الأصوات سيُؤدّي إلى حشد كل من المُرشّحين واللوائح للناخبين، ما يعني ارتفاع كثافة التصويت، التي يُتوقّع أنْ تصل إلى أكثر من 60 ألفاً من عدد الناخبين البالغ 129229، يتوزّعون على (مدينة صيدا 67109 بينهم 3435 مُغترباً وقضاء جزين 62120 بينهم 4898 مُغترباً)، ما يعني أنّ الحاصل يفوق الـ12 ألف صوت، ليُشير بذلك إلى أنّ قلّة من اللوائح يُمكنها تأمينه، من خلال التحالفات والاتفاقات التي نسجتها، ويُصعّب الأمر أمام الآخرين!
يتنافس على المقاعد الـ5 (سنيان في مدينة صيدا، مارونيان في قضاء جزين وكاثوليكي في قضاء جزين)، 7 لوائح، تضم 29 مُرشّحاً (12 عن المقعدين السنيين و11 عن المقعدين المارونيين و6 عن المقعد الكاثوليكي).
توزّع اللوائح
كيف تتوزّع اللوائح؟
1- لائحة «ننتخب للتغيير»، مُكتملة تضم 5 مُرشّحين: اختار أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، التحالف للمُنافسة على المقعدين السنيين في صيدا، بعد رفضهما التحالف مع أحزاب السلطة، على الرغم من أنّ أيَّ تحالف لهما مع تلك اللوائح، كان يضمن فوزهما بالمقعدين، لكن التزما بقناعاتهما، وهما كانا من قياديي ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، والتزامهما بالخط المُقاوم في مُواجهة الاحتلال والحرمان والفساد، وهو استمرار لخط والديهما النائبين السابقين الشهيد معروف سعد والمرحوم الدكتور نزيه البزري في الندوة البرلمانية وخارجها.
هذا التحالف أراح الشارع الصيداوي، وأكسبهما عطفاً يأملان ترجمته في صناديق الاقتراع، بإعادة لتجربة الانتخابات البلدية في العام 2004، التي أوصلتهما إلى بلدية صيدا.
وتحالفا في جزين مع الدكتور كميل الأسمر والدكتور شربل مسعد (المقعدان المارونيان) والعميد المُتقاعد جميل داغر (المقعد الكاثوليكي)، ناسجان معهم تحالفاً ينطلق من ذات التوجّهات والاستقلالية والشفافية.
وتُشير الاستطلاعات إلى أنّه بإمكان هذه اللائحة نيل الحاصل وتأمين الفوز بمقعدين.
2- لائحة «الاعتدال قوّتنا»، تضم 3 مُرشّحين: المُهندس نبيل الزعتري (أحد المقعدين السنيين في صيدا)، النائب إبراهيم عازار (أحد المقعدين المارونيين في قضاء جزين) وجوزيف سكاف (المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين).
تلقى دعماً مُباشراً من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، الذي أمَّن فضلاً عن أصوات حركة «أمل»، دعم «حزب الله» ليس فقط في جزين، حيث تتواجد كتلة شيعية تتمثّل بحوالى 14 ألف ناخب، تتركّز في جبل الريحان، منحت سابقاً النائب عازار 6665 صوتاً من أصل 7 آلاف مُقترع.
وقد أصدر «حزب الله» فتوة لعناصره ومُناصريه بمنح الأصوات في جزين لصالح عازار، وفي صيدا لصالح الزعتري، ما يُمكّن اللائحة من تأمين الحاصل المطلوب، والفوز بمقعد ماروني لصالح عازار، مع مُحاولتها للاستفادة من الكسر لصالح الزعتري في صيدا أو سكاف في المقعد الكاثوليكي، لأنّ اللائحة لم تُرشّح مارونيّاً.
3- لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين»، تضم 4 مُرشّحين: رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا المُهندس يوسف النقيب، كمُرشح مُستقل، وكان له دور بارز في قيادة الماكينة الانتخابية للنائب الحريري خلال الدورات سابقة، لكن لم يتمكّن من الحصول على دعمها لتأييده في هذا الاستحقاق.
تضم اللائحة في جزين، المُهندس سعيد الأسمر وسامي يوسف الطويل (المقعدان المارونيان) والدكتورة غادة أيوب أبو فاضل (المقعد الكاثوليكي)، التي أُعلن دعم ترشيحها من قبل رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.
هذا التحالف جعل النقيب عرضة لحملة تُذكّر بمواقف «القوّات اللبنانية» ضد مدينة صيدا.
يحظى النقيب بدعم رئيس «تجمّع 11 آذار» رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، وتمكّن من نسج تحالف مع «الجماعة الإسلامية» في صيدا، بعدما انسحب مرشّحها الدكتور بسام حمود، على اعتبار أنّ دعمها يُساهم بفوز النقيب.
تُحاول اللائحة من خلال تحالفاتها تأمين الحاصل، ويسعى النقيب إلى أنْ يكون لصالحه، بينما تعمل «القوّات» على أنْ يكون لصالح أبو فاضل.
4- لائحة «معاً لصيدا وجزين»، التي شكّلها «التيار الوطني الحر» وتضم 5 مُرشّحين: النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد (المقعدان المارونيان) والنائب الدكتور سليم خوري (المقعد الكاثوليكي).
ما زالت تُعاني تداعيات الانتخابات السابقة التي تُسيطر على العلاقة بين أسود وأبو زيد، وكادت أنْ تُهدّد تشكيلها لولا تدخّل رئيس الجمهورية، في اليوم الأخير لإقفال باب تشكيل اللوائح، فعقد في القصر الجمهوري لقاءً مع أبو زيد، بحضور رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس بلدية جزين واتحاد بلديات منطقة خليل حرفوش، أُعطيت خلاله أفضلية الترجيح بدعم أبو زيد.
تجلّت بوادر هذا الدعم خلال المهرجان الانتخابي، الذي شارك فيه النائب باسيل في جزين، يوم الأحد في 1 أيار/مايو 2022، وألمح في كلمته إلى أنّ «التيار» احترم خيار الجزّينيين، و«ماشي مع أمل ليبقى يمثّل الأمل لهم»، بعدما أصبح الجميع يُدرك مدى الثقل وتوتير العلاقات الذي أحدثته تصرّفات ومواقف أسود مع الحلفاء قبل الخصوم.
وكشفت مصادر مُتابعة لـ«اللـواء»، عن أنّ أسود سيترقّب إلى فترة ما بعد ظهر يوم الاقتراع، قبل أنْ يُعطي كلمة السر إلى عدد من مُؤيّديه - على قلّتهم - من أجل الاقتراع أو عدمه، في ضوء مُتابعة توجّه «التيار البرتقالي» لمُناصريه، إذا ما كان الاقتراع لصالحه أو لصالح أبو زيد، وعندها الطلب منهم عدم الاقتراع لحرمان اللائحة من تأمين الحاصل، وهي التي لم تتمكّن من بلوغه في الانتخابات السابقة، لولا الأصوات التي مكّنتها من ذلك، بالتحالف مع الدكتور البزري ومُرشّح «الجماعة الإسلامية» في صيدا الدكتور بسام حمود.
وفي صيدا ضمّت اللائحة إليها، رئيس «المُنظّمة اللبنانية للعدالة» الدكتور علي الشيخ عمار و«البعثي» السابق محمد شاكر القوّاس.
وتُواجه لائحة «البرتقالي» خطورة نيل الحاصل، وإذا ما تمكّنت من ذلك، فإنّ الأقرب إليها المقعد الماروني الثاني في جزين.
لوائح الحراك المدني
هناك 3 لوائح تُمثّل الحراك المدني، لم تتمكّن من التوافق في ما بينها ما يُصعّب عليها المُهمّة، وهي:
1- لائحة «نحن التغيير»، مُكتملة، تضم 5 مُرشّحين: المُهندسة هانية الزعتري ومحمد الظريف (المقعدان السنيان في صيدا)، العميد جوزيف الأسمر والمُحامي سليمان مالك (المقعدان المارونيان في قضاء جزين) والدكتور روبير خوري (المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين).
2- لائحة «قادرين»، تضم 4 مُرشّحين: إسماعيل حفوضة وأحمد العاصي (المقعدان السنيان في صيدا)، إيلي يوسف أبو طاس وإميليو طوني مطر (المقعدان المارونيان في قضاء جزين)، وهي مدعومة من أمين عام «حركة مُواطنون ومُواطنات في دولة» الوزير السابق شربل نحاس.
3- لائحة «صوت التغيير»، تضم 3 مُرشّحين: رنا الطويل ومحمد الطاهرة (المقعدان السنيان في صيدا) وجوزيف متري (المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين)، وهم ناشطون مُستقلون.
مَنْ سيُمثّل دائرة الجنوب الأولى في الندوة البرلمانية، هو مَنْ سيختاره الناخبون ويمنحونه أفضلية أصواتهم، والتي تُحدّد الفرص فيها، نسبة المُشاركة في الاقتراع!
دائرة صيدا - جزين .. «أم المعارك»: نسبة الاقتراع تُحدِّد النواب! بين دعوات «المُستقبل» للمُقاطعة ومطالب بكثافة الاقتراع.. ماذا سيختار الناخبون؟
http://saidacity.net/news/206823
دائرة صيدا - جزين .. «أم المعارك»: نسبة الاقتراع تُحدِّد النواب! بين دعوات «المُستقبل» للمُقاطعة ومطالب بكثافة الاقتراع.. ماذا سيختار الناخبون؟
https://aliwaa.com.lb/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%AA-%D8%AD%D8%AF-%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%85-%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D9%83%D8%AB%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D9%88%D9%86/