ما أجمل الوصال حينما تكون قلوبنا بيضاء تحمل في طيّاتها دعوات لأغلى الأحبّة.
فيا ربّ اجعل أحبّتي في الله من الشّاكرين والذّاكرين المستغفرين.
اللهمّ إنّ لهؤلاء الأحبّة مسكنًا في القلب، فاجعل مسكني ومسكنهم جنّات النعيم.
لقد قيل عن الصّمت الشيء الكثير، وقد حاروا فيه عن أي تدبير، حتّى إنّ البعض وجد فيه السرّ الخطير.
يقولون عنه لغة العظماء، وقد يكون ستر الجهلاء، وقد يكون للنفوس إرهاقًا. هو صمت في ظاهره، لكن في جوهره ضوضاء. قد يكون هروبًا من واقع لا يُطاق، فيه الكثير من النيّات التي تُساء، وفيه معالم في الخفاء.
قد يكون الصّمت رسالة موجّهة تتضمّن في فحواها السّؤال اللّغز. وقد يكون جوابًا. وربّما هو شيء من العتاب.
هناك من يراه تجاهلًا، وخلف كلّ صمت ألف حكاية.
اللهمّ رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقلّ من ذلك، وأصلح لنا شأننا كلّه لا إله إلّا أنت.
اللهمّ لا تدع لنا في هذا اليوم ذنبًا إلّا غفرته، ولا دينًا إلّا قضيته، ولا عيبًا إلّا سترته، ولا حاجة هي لك رضى إلّا قضيتها يا أرحم الراحمين.
ونخلص إلى القول، وكما ورد في مجلّة الأحكام العدليّة:
"إنّ السّكوت في معرض الحاجة بيان"، كما أنّه عند عدم وجود الحاجة "فلا ينسب لساكت قول".