من فضل الله على عباده أنّه أحاطهم بالكثير من العطايا والمنن والخير العميم.
وهنا يُطرح السؤال: "ألا تكفيك": إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون؟
"ألا تكفيك": ولسوف يعطيك ربّك فترضى؟
"ألا تكفيك": وهو على كلّ شيء قدير، وبالإجابة جدير؟
"ألا تكفيك": فإنّ مع العسر يسرًا؟
"ألا تكفيك": أليس الله بكافٍ عبده؟
"ألا تكفيك": يدبّر الأمر؟
"ألا تكفيك": بيده ملكوت كلّ شيء؟
وتأتي الإجابة بإيمان ويقين: بلى يا ربّ يكفيني أنّ يقيني بك يقيني.
يكفيني أنّك أنت الرحيم والكريم، لا بل أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
يكفيني أنّك تعلم السرّ وأخفى، وتعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
يكفيني أنّك خالقي ورازقي، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك.
يكفيني أنّك اللطيف الخبير.
يكفيني أنّه لولا فضلك الذي لا ينضب لهلكنا جميعًا.
يكفيني أنّك ربّي وربّ كلّ شيء.
ومن خلال عطاياك وأفضالك وأنعمك أدركت أنّك أنت المجيب الرحيم.
كما أدركت أنّه:
حينما أدعو للمرضى.. أشفى أنا.
وحينما أدعو للمحزونين.. أسعد أنا.
وحينما أدعو للجائعين.. أشبع أنا.
وحينما أدعو للضعفاء.. أقوى أنا.
أدركت أنّه حينما أبتعد عن الأنا أجدك أنت يا الله، فأحيا في رحاب فضلك، وأعيش بمداد رزقك، وأرضى بعفوك ورضاك، حتّى ألقاك وأنت راضٍ عنّي برحمتك يا أرحم الراحمين.
وأخيرًا وليس آخرًا، أدركنا جميعًا بأنّنا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
اللهمّ يا رازق السائلين، ويا راحم المساكين، ويا ذا القوّة المتين، ويا خير الناصرين، يا وليّ المؤمنين، ويا غيّاث المستغيثين، إيّاك نعبد وإيّاك نستعين.
اللهمّ نسألك رزقًا واسعًا طيّبًا حلالًا مباركًا فيه.
اللهمّ يا من يُقِرّ له بالعبوديّة كلّ معبود، يا من يحمده كلّ محمود، يا من يفزع إليه كلّ مجهود، يا من يطلب عنده كلّ مقصود، يا من سائله من فضله غير مردود، يا من بابه لسؤاله غير موصود ولا محدود.
اللهمّ أعطِنا خير هذا اليوم وخير ما فيه، واصرف عنّا وعن أحبابنا كلّ سوء وشرّ، بفضلك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
آمين يا ربّ العالمين.