الأربعاء 25 أيار 2022 20:17 م |
اللواء ابراهيم من واشنطن: نخشى من انفجار إجتماعي نتيجة الأوضاع الاقتصادية ونأمل أن لا يؤثر على الوضع الأمني |
* جنوبيات تكتسب زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى واشنطن، أهمية خاصة فهي زيارة رسمية من الادارة الأميركية، على متن طائرة أميركية خاصة، في للقاء كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. وهي أول زيارة يقوم بها اللواء إبراهيم إلى الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه في كانون الثاني/يناير 2021، والزيارة الثانية منذ توليه موقعه في الأمن العام. والتقى اللواء إبراهيم المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستينز، لمناقشة قضية المواطنين الأميركيين المفقودين أو المحتجزين في سوريا. وتايس كان يعمل مصورا صحافيا مستقلا تعاون مع كل من وكالة فرانس برس وماكلاتشي نيوز، وواشنطن بوست، وسي بي إس وغيرها من المؤسسات الإخبارية، عندما تم احتجازه عند حاجز قرب دمشق في 14 أغسطس عام 2012. وبعد شهر، ظهر تايس، الذي كان يبلغ عمره 31 عاما عند احتجازه وكان عضوا في قوات المارينز الأميركية سابقا، في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزا لدى جماعة مسلحة غير معروفة. ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حيا أو ميتا. وفي مارس 2020، قال الرئيس الأميركي حينها، دونالد ترامب، إنه لا يعلم ما إذا لا يزال تايس حيا، لكنّ الإدارة الأميركية أعلنت، العام الماضي، أنه على قيد الحياة. وكشف اللواء إبراهيم لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنكليزية، أهداف زيارته إلى واشنطن، فقال: إن محور المحادثات كان حول إطلاق سراح أوستن تايس، وهو جندي سابق في البحرية الأميركية ومصوّر صحافي، يبلغ من العمر 38 عاماً، اختار السفر إلى سوريا عام 2012 لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأميركية، واعتُقل هناك من قبل الدولة السورية في أثناء تغطيته للحرب، في حين يؤكد المسؤولون الأميركيون أنه ما زال حياً يُرزق. وتابع اللواء إبراهيم بالقول "ناقشنا ملف تايس، واتفقنا على أنه يجب إحراز تقدمٍ ما، لكن علينا أن نرى أولاً كيف يمكننا سد الفجوة، وكيفية تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق". وتصف الصحيفة الإماراتية اللواء إبراهيم بأنه يقود أقوى جهاز أمني في لبنان بعد الجيش، ويتمتع بسمعة طيبة كمفاوض ماهر، ساعد في تأمين الإفراج عن مواطنين أميركيين مثل سام جودوين السائح الذي كان محتجزاً في سوريا، ونزار زكا، وهو رجل أعمال لبناني حاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، أُفرج عنه من الحجز الإيراني عام 2019. وتلفت الصحيفة أن هناك احتمالاً اليوم أن تبدأ مفاوضات الإفراج عن تايس من حيث توقفت في نهاية ولاية الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في تشرين الثاني 2020، حيث يعلق إبراهيم قائلاً: "لقد اقتربنا كثيراً من التوصل إلى صفقة خلال عهد ترامب". توازياً، تذكّر الصحيفة بأن المحادثات بشأن إطلاق سراح تايس، شملت في السابق مطالب من نظام الرئيس السوري بشار الأسد بانسحاب القوات الأميركية من الرقة واستئناف العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع سوريا ورفع بعض العقوبات. وهذا ما اعتبره المدير العام للأمن العام "بالمطالب التي لا يمكن تحقيقها". وقد التقى اللواء إبراهيم بوالدة تايس مرتين خلال زيارته الأخيرة، التي استمرت ثلاثة أيام لواشنطن، وأكد لها إن سوريا لم تقدم إجابات واضحة حول صحة ابنها أو ظروف احتجازه. وقال مستطرداً للصحيفة: "لسنا متأكدين من أن السيد تايس على قيد الحياة، وأحداً لا يمكنه تأكيد ذلك، ولا يمكنني الجزم بذلك من دون وجود تأكيدات من سوريا بأنه على قيد الحياة. لذا، أعتزم الذهاب لسوريا لمقابلة المسؤولين السوريين ومناقشة الملف". وقد أكد أكثر من مسؤول أميركي سابقاً أن مجموعة "استعادة الرهائن"، وهي فريق من الخبراء من مختلف الوكالات الحكومية الأميركية، التي تجمع قيادات دبلوماسية ومعلومات استخباراتية معاً، تعمل بشكل يومي على إطلاق سراح أوستن. كما كرر الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل بضعة أسابيع، تعهده بالتواصل مباشرةً مع النظام السوري لإعادة أوستن إلى الولايات المتحدة. فوضى داخلية وفيما يتعلق بما ينتظر لبنان في المقبل من الأيام، نقلت الصحيفة الإماراتية قلق اللواء إبراهيم بشكلٍ أساسي من مخاطر الانهيار الاجتماعي، المتولد من الانهيار الاقتصادي في بيروت. وعبّر عن ذلك بقوله "نحن قلقون من عدم الاستقرار الاجتماعي في لبنان أكثر من اللاستقرار السياسي، فالشعب له الحق في الرد على انهيار العملة. لكننا لا نريد أن يتحول الأمر إلى فوضى". وحسب تقييم اللواء إبراهيم، ازداد خطر الشلل السياسي في بيروت، في أعقاب الانتخابات النيابية الأخيرة. مردفاً "نتائج الانتخابات يمكن أن تحدث كارثة، لأن لدينا تكتلات سياسية كبيرة تتسع الفجوة بينها في قضايا عدة، ناهيكَ عن عدم وجود أغلبية لتمرير القوانين". وبشأن موضوع الترسيم البحري بين "إسرائيل" ولبنان الذي يحاول كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة آموس هوكستين، التوسط فيه، قال اللواء إبراهيم إن الولايات المتحدة تنتظر رد بيروت. مضيفاً ما حرفيته "قدّم لنا آموس اقتراحاً مكتوباً وأعتقدُ أنه يستحق الرد". التوتر الإقليمي إقليمياً، رأى اللواء إبراهيم أن إيران و"إسرائيل" تخوضان "حرباً استخباراتية مفتوحة"، في ضوء اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني، حسن صياد خدايي، في طهران يوم الأحد الماضي، والضربة الإيرانية على منشأة تستخدمها إسرائيل في أربيل في شهر أذار الماضي. وعند سؤاله عمّا إذا كان "حزب الله" سينجر إلى أي رد، رأى اللواء إبراهيم أن ذلك غير مرجح. ثم أكمل "ليست لدينا مخاوف في هذه المرحلة من أن "حزب الله" سيرد من لبنان على العملية التي حدثت في إيران". استشراف المرحلة المقبلة يٌشار أن اللواء إبراهيم التقى خلال زيارته واشنطن بمنسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية ومجتمع المخابرات. كما شارك في تجمع استضافته منظمة مجموعة "استعادة الرهائن"، وهي منظمة تكرس عملها لتحرير الرهائن الأميركيين كما ذكرنا آنفاً. المصدر :وكالات |