الأحد 5 حزيران 2022 12:29 م

مدينة "الشمس" بعلبك.. شامخة بأعمدتها وكرم أهلها


* جنوبيات

بعلبك أو كما يطلق عليها بمدينة الشمس هي مدينة لبنانية تقع في وسط سهل البقاع المشهور على بعد حوالي 67 كم شمال شرق العاصمة بيروت. يحدّها من الشرق نهر الليطاني، ومن الغرب سلسلتا جبال لبنانالشرقية والغربية، وترتفع عن سطح البحر مسافة 1.163م. عرفت منذ قديم الزمان بموقعها الاستراتيجي الواقع على الخطوط البرّية، كما أنّها تحتوي على العديد من المباني والمعابد الضخمة التي شيدّها الرومان، مما جعلها مدينة جذب سياحي للعديد من الأجانب.

تعتبر بعلبك من أكثر المدن استقطاباً للسياح في لبنان؛ فهي مدينةعريقة وتاريخيّة، بالإضافة لتضاريسها المميزة، والمتمثّلة بالمناظر الطبيعيّة الخلابة، ومناخها الهادىء المتأثر بقربها من حوض البحر المتوسّط،ناهيك عن الحضارات العديدة التي توالت عليها، والتي تركت فيها أجمل الآثاروالمعالم السياحيّة الإسلاميّة، والمسيحيّة، والرومانيّة، كالمنازل العثمانية الفاخرة، والمعابد الرومانية، والتي من أبرزها، معبد جوبيتير، وفينوس وميركوري، والمباني. تتمثّل أهميّة بعلبك السياحيّة الدينيّة باحتوائها على مقام السيدة خولة، وهو من أهم المقامات، ويشكل جزءاً أساسياًلهذه السياحة؛ حيث يتوافد عليه الملايين من الحجاج من جميع دول العالم كل عام؛ للتضرع والصلاة فيه، بالإضافة لمسجد كبير تم بناؤه في فترة الحكم الأموي، والذي لا تزال آثاره قائمة حتّى الآن، وجامع أم عيّاد، وحسب ما يقول الناس بأنّ هذا الجامع تم بناؤه على أنقاض كنيسة مار يوحنا التي بنيت على يد البيزنطيين في الفترة التي سكنوا فيها المدينة، ولن ننسى قبتا أمجد ودوريس، ومحطة القطار، والتي تمّ بناؤها في الثلاثينات على يد الفرنسيين؛ أثناء فترة احتلالهم للبنان. تحتوي بعلبك على العديد من الفنادق الحديثة، والتي تم بناؤها بالقرب من السهول والربوع الخضراء؛ حتّى تشجع الزوّار على البقاء لمدّة أطول، وتتيح لهم فرص الاستجمام، والبعد عن الضجيج والإزعاج، كما ويتم قيام المهرجانات والاحتفالات السنويّة في المدرجات الرومانيّة القديمة، احتفالاً بأعياد المسلمين، والمسيحيين.

 تُعد مدينة بعلبك أول مدينة تمَّ تشييدها في التاريخ، وفي عام 9000 سنة قبل الميلاد كانت مكاناً للعبادة، وأصبحت حجر الأساس للحضارات القديمة، وتتمثل آثار بعلبك على هيئة أعجوبة أثرية، إذ تحتوي على آثار شاهقة، وأعمدة مُدهشة، وقد كانت بعلبك مكاناً مُقدساً، ومركزاً للعبادة في بلاد ما بين النهرين، وحتّى عام 150 قبل الميلاد كان الموقع معبداً للقبائل الفينيقيّة وبعل، ثمَّ جُلب المعبد إلى العصر المسيحيّّ بفعل تأثير قسطنطين الكبير على الإمبراطوريّة الرومانيّة، وبقي الأمر كذلك حتّى عام 637م عندما حكم الإسلام المنطقة، وأصبح الموقع حصن إسلاميّ قويّ، وأضيف إليه مسجد. ولكن بعد نقل المعبد إلى الإمبراطوريّة العثمانية بدأ انحدار وتراجع هذه الأطلال، وقد تمَّ التخلي عن هذه الآثار، وتُركت في حالة من الخراب والدمار، فقد شهد الموقع استمرارية تدمير العواصف والقوى الطبيعيّة حتّى عام 1898م، ولكن بعد ذلك قام الإمبراطور الألماني فيلهيلم الثاني بزيارة المكان، وكان الرائد في استعادة بعلبك والمحافظة عليها، وفي الوقت الحاضر تُعتبر بعلبك واحدة من أكثر الكنوز التاريخيّة في لبنان، حيث يزوروها أعداداً كبيرة من سياح العالم.

- معبد بعل مرقد جوبيتير: يُعرف هذا المعبد بالقلعة، ويقع إلى جانبه معبد دير القلعة (معبد دير مارحنا)، ويُعتبر المعبد من أهم الآثار المُكتشفة في منطقة بيت مري، وتتميز حجارتها بالضخامة التي تجعل منها شبيهة بأعمدة وحجارة قلعة بعلبك.
- معبد باخوس: وهو معبد أصغر حجماً من معبد جوبيتير، ويعود تاريخ بناؤه إلى القرن الثاني الميلادي، ولعل أهم ما يُميز هذا المعبد قدرته في الحفاظ على معالمه رغم مرور الزمن، حيث يتألف من بوابة عملاقة، ويصل ارتفاعها إلى 13 متر، وعرضها حوالي 6 متر، ويقع على منصة ذات ارتفاع 5 متر.
- معبد فينوس: يقع خارج القلعة، وداخل الحرم القدسي، وكانت زخرفته على شكل صفين من الأعمدة. تحتوي مدينة بعلبك على عدد من المواقع الإسلاميّة المهمة، ومنها: مقام السيدة خولة، والجامع الكبير، وجامع النهر، وجامع الحنابلة، وجامع الصاغة، والمدرسة النوريّة.

 

 

 

 

 

 

المصدر :جنوبيات