في مثل هذه الأيام عام 1982، أتى إلى لبنان "الوسيط" الأميركي اللبناني الأصل فيليب حبيب ليشرف على "مفاوضات" وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان والثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري، والتي انتهت بما عرف باتفاقية "فيليب حبيب" القاضية بإخراج قوات الثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري من بيروت، مقابل تعهد أن لا يدخل الجيش الإسرائيلي إلى العاصمة اللبنانية وإرسال القوات المتعددة الجنسية إلى لبنان.
بعد أيام قليلة من خروج آخر مقاتل فلسطيني وآخر جندي سوري من بيروت، دخل الجيش الصهيوني إلى العاصمة اللبنانية، وانسحبت القوات المتعددة الجنسية من محيط المخيمات الفلسطينية ووقعت مجزرة صبرا وشاتيلا.
واليوم نأمل أن لا يكرر "الوسيط" الأميركي في مفاوضات "ترسيم الحدود البحرية" الدور نفسه، فيعطي للكيان الغاصب كلّ ما يريده ويسلب لبنان أبسط حقوقه المائية والنفطية والغازية مستفيداً من واقع المنظومة الحاكمة والصراعات الصغيرة القائمة بين الكتل السياسية اللبنانية.
نذّكر بهذه الواقعة التاريخية على قاعدة "المؤمن لا يلدغ من الحجر مرتين".
ونقول للكيان الغاصب ولداعميه في واشنطن، أن الوضع اليوم محلياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً داخل فلسطين هو غير عام 1982.
وأعذر من أنذر.