الجمعة 10 حزيران 2022 12:27 م |
بالنظام - "التفاوض تحت الماء" (٢) |
بعد احتلالها شبه جزيرة سيناء في العام ١٩٦٧ حاولت "إسرائيل" استثمار ثرواتها ومنها حقول النفط الواقعة في خليج السويس. ولهذا الغرض استأجرت في أواخر عام ١٩٦٩ سفينة حفر تدعى "كيتنغ"، ولكن بعد مدة قصيرة وفي ٤ حزيران 1970، أعلنت الشركة الكندية للبترول، مالكة السفينة، إلغاء عقدها مع "إسرائيل" وفقا لما ذكرته صحيفة "الأهرام" فى صفحتها الأولى يوم 5 حزيران 1970، من أن "هذا الحفار نُسف فى ميناء أبيدجان فى مارس الماضى، وقالت الصحف البريطانية وقتها إن الكوماندوز ال#مصريين هم الذين نفذوا العملية، ووصفوها بأنها كانت ضربة قاصمة لمشروعات "إسرائيل" فى خليج السويس". "أمين هويدي"، رئيس جهاز المخابرات آنذاك المصرية، روى تفاصيل العملية فى كتابه "أضواء على النكسة وحرب الاستنزاف"، منذ استئجار "إسرائيل" "الحفار" وبدء رحلته من كندا باتجاه البحر الأحمر وقرار مصر منع تنفيذ مهمته بأي وسيلة، فتم تحضير عملية كوماندوس لنسف الحفار في أحد المرافئ التي سيتوقف فيها خلال الرحلة ووقع الاختيار على أبيدجان فى ساحل العاج. وللتمويه عن العملية التي قررت مصر القيام بها، قامت باتصالات سريعة مع المركز الرئيسى للشركة الأميركية الكندية فى دنفر ألحّت فيها على طلب استئجار الحفار مقابل مبلغ أضخم مما دفعته "إسرائيل". وفى 3 اذار 1970 تم رصد وصول الحفار إلى أبيدجان وفى الساعة الخامسة فجر 8 آذار، قام أفراد الفريق المصري بوضع الألغام تحت جسم الحفار، وفى الثامنة صباحا اهتزت أبيدجان على صوت الانفجارات.
هذه القصة تكفي وحدها لجعل "إسرائيل" تحسب ألف حساب لو كان في الجانب اللبناني نية لمحاولة منعها من الوصول إلى الغاز في الحقل الذي يقع قسم منه في المياه اللبنانية. ولكنها بدت مطمئنة الى انها لن تتعرض لأي عمل في الطريق أو في الموقع. المصدر :النهار |