تدين اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين ما وصلها من معلومات خطيرة حول نوايا من قبل البطريركية الأرمنية لصفقات تسريب وبيع لعقارات في الحي الأرمني في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ضمن معلومات تفيد بانخراط البطريرك نورهان مانوغيان ومعاونه باريت يريتزيان بشكل مباشر وذلك لصالح شركة ومستثمرين إسرائيليين.

علماً بأن اللجنة الرئاسية قد حاولت مرارا وتكرارا مخاطبة البطريرك نورهان بعدة رسائل طالبت فيها البطريركية الأرمنية بتوضيح موقفها تجاه صفقة موقع البستان المعروفة بـ”حديقة البقر” ومحيطها وحذرت اللجنة الرئاسية البطريركية من عدم تجاوبها والتراجع عن هذه الصفقة والغائها، كما ويجري الان الحديث عن صفقات متتالية تشمل مواقع ذات حساسية للوجود الأرمني و المسيحي وبمساحات أوسع تظهر المسعى المبطن من ورائها، وهو تنفيذ المخطط الإسرائيلي الذي فشلت بتمريره في إتفاقية كامب ديفيد، والذي تمثل برفض الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات التنازل فيها عن الحي الأرمني، والآن تحاول اسرائيل ومستوطنيها تنفيذ مخططها عبر هذه الصفقات التي يرفضها المجتمع الأرمني في داخل الأراضي المقدسة وفي المهجر، كما يرفضه المجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه، جملة و تفصيلا.

ومن هنا، فإن اللجنة الرئاسية تطالب البطريرك نورهان ضمن الفرصة الأخيرة للخروج بتوضيح كامل لهذه المعلومات الخطيرة ونتوقع من البطريركية ان يتم ذلك بالسرعة الممكنة، وبخلاف ذلك فإننا نحمله المسؤولية الكاملة عن ضياع التاريخ الأرمني وهويته الذي يجسده هذا الحي والذي يعتبر جزءاً اصيلاً لا يتجزأ من تاريخ القدس العريق وارتباطه الوثيق بالهوية الوطنية الفلسطينية.

وضمن المعلومات الواردة الينا من اكثر من مصدر موثوق وبحسب ما اعلن من مواقف فان الأغلبية العظمى من مجلس الأخوية والمجمع الخاص بالبطريركية يرفضون هذه الصفقات رفضا قاطعا لأي تسريب او بيع من الحي الأرمني أو أي مواقع تاريخية تحمل هويتهم وارثهم في البلاد المقدسة لأي جهة كانت، ولعل أوضح مثال على رفض رجال الدين الأرمني هذا التوجه من البطريركية ما جاء بالبيان الصادر عن 17 من مطارنة و رهبان من أخوية القديس يعقوب والمؤرخ بـ 12-11-2021، والذي رفض صفقة منطقة البستان او حديقة البقر جملةً وتفصيلاً معتبرا إياها صفقة غير قانونية (مرفق رابط البيان).

https://keghart.org/statement-saint-james-brotherhood/

علماً بان اللجنة الثلاثية الفلسطينية الاردنية الارمنية رفضت الصفقة السابقة وطالبت بالغائها كما وترفض اي تسريبات او صفقات اخرى، حيث تعتبر المناطق المسربة و المنوي تسريبها هي الأكثر حيوية وتحمل درجة عالية من الحساسية لمستقبل الحي الأرمني و الوجود المسيحي بالقدس وبالتحديد المنطقة الواقعة بين مبنى القشلة ومنطقة البستان، والتي تشكل جزءا كبيرا من الحي الأرمني داخل البلدة القديمة ، بالإضافة الى جملة من الصفقات خارج اسوار البلدة.

مرفق صورة توضيحية تمثل مساحة الحي الأرمني بالحدود الحمراء، فيما تمثل المساحة باللون الأزرق المناطق المهددة بالتسريب.