الأربعاء 12 تشرين الأول 2016 19:33 م

زياد الرحباني يتخطّى كل الحدود.. "المؤامرة" صارت فيلم!


كم هو شعور غريب، ان تشاهد عملاً صوّر منذ اكثر من ثلاثين عاماً، ولا تزال احداثه تدور اليوم من دون اي تعديل يذكر... كم هو احساس ممزوج ما بين الحزن والخجل، من تجربة لم نتعلم شيئاً منها، مع ان الدروس كانت واضحة والمعاني مفهومة، والامثلة كثيرة، فرسبنا، ولا نزال حتى اليوم ننال ادنى الدرجات في كل استحقاق نخوضه.

كم هو مؤلم، ان نصغي لا بل نحفظ عن ظهر قلب "نكتة"، تسخر من طريقة تفكيرنا وعيشنا، وولائنا للزعماء، فـ"نضحك عليها" بدل ان نبكي من معانيها ودلالاتها، فزياد الرحباني العبقري الذي روى ماضي لبنان وحاضر عاشه، ومستقبل "تنبّأ" به، استطاع ان يؤلّف اعمالا مسرحية لن يمر عليها الزمن، حتى "نكتة التفاح" التي لطش اليها في مسرحيته، ها نحن نعيش ازمتها اليوم.. لهذه الدرجة كان الرحباني، عبقرياً، وعالماً حقيقة "المؤامرة"، فتخطت جرأته كل الحدود ... لهذه الدرجة أكد لنا زياد ان "فيلم أميركي طويل" لم يكن مجرد عمل مسرحي، انما عنوان عريض لمسيرة لن تكتب نهايتها في اجزاء معدودة... فكم سيطول هذا الفيلم؟! 

ابتداءً من 20 تشرين الاول، سيتسنّى للبناني ان يشاهد في دور السينما مسرحيّة "فيلم أميركي طويل"، التي تحوّلت بفضل "ام ميديا" الى فيلم سينمائي، لننتقل من ابداع رحباني الى انجاز شركة كانت على وعدها في "بالنسبة لبكرا شو"، واعطت اكثر من المتوقّع في "فيلم اميركي طويل".

الاثنين الماضي، غصّت صالات "سينما سيتي" في اسواق بيروت بالحضور، حيث كان العرض الاول للسياسيين والاعلاميين والوجوه المعروفة، في حضور عدد من ابطال الفيلم، على أن تتوالى عروضه في الموعد السابق ذكره. وكان لموقع "ليبانون ديبايت" حديثاً مع مدير البرامج في شركة "ام ميديا" السّيد مو حمزة، الذي أكّد ان "الهمّ الاساسي من تحويل المسرحيّة الى فيلم، هو المحافظة على جوهر هذا العمل، ومضمونه الذي ابدع فيه العبقري زياد الرحباني، وتقديمه بطريقة لا تقلل من قيمة المسرحية، من هنا كان الجهد مضاعفاً، حيث استمرت عمليّة الترميم اكثر من سنتين، قبل انجاز المونتاج النهائي، وقمنا بالاستعانة بخبراء فنيين، حتى يتمتع الشريط بنوعيّة جيّدة من ناحية الصوت والصورة، وتم ايضاً استخدام تقنيّة كتابة الحوار على الشاشة".

حمزة الذي لا ينكر وجود بعض الثغرات في الفيلم رغم الانجازات التي تمكّنت الشركة من تحقيقها، أكد ان "هذه المشاهد قامت الراحلة ليال الرحباني بتصويرها آنذاك مستخدمةً كاميرا Super 8 ، ولم يكن مقرراً عرضها أبداً، واحتفظ بها زياد كأرشيف لاعمال لا ولن تموت، ونحن كشركة انشئت لتكون منصّة تقدّم محتوى رقمياً مميّزاً على الصعيدين المحلّي والإقليمي، وتعرض اعمالاً حفرت في ذاكرة اللبنانيين، رأينا ان نحوّل المسرحيتين الاحب على قلب اللبنانيين، الى فيلم، في خطوة لم تكن سهلة ابداً بل شكلت تحدياً لنا. والنتائج التي حظينا بها والتعليقات الايجابية حول الخطوة الاولى في "بالنسبة لبكرا شو" كانت مشجعة جداً ودفعتنا الى تقديم كل ما بوسعنا ليحوز "فيلم اميركي طويل" على الاصداء نفسها، من دون طبعاً المقارنة بين العملين".

واذ اكد حمزة ان "هذه المسرحية ستكون الاخيرة من مسرحيّات زياد الرحباني"، قال ان "شركة ام ميديا تسعى من خلال موقعها الالكتروني الى عرض الافلام التي احبها الناس، سواء تلك الجديدة والحالية او القديمة منها، والمسرحيات، والحفلات الموسيقيّة والافلام الوثائقية وكذلك الافلام القصيرة التي لا تأخذ حقها في دور السينما اللبنانية، رغم انها تحصد جوائز كثيرة في مهرجانات عالمية، وكذلك الاضاءة على مواهب شابة جديدة، اضافة الى انتاجات الشركة الخاصة".

وختم حمزة، داعياً "اللبنانيين الى مشاهدة الفيلم، الذي تبدأ عروضه في 20 تشرين الاول، على ان يعرض في بداية شهر كانون الاول في الدول العربية"، مؤكدا ان "هذا الفيلم، كبالنسبة لبكرا شو الذي لا زلنا نجول فيه على المهرجانات الدولية، في اميركا وكندا واستراليا، سيتم عرضهما في وقت لاحق على الموقع".

اشارة الى ان مسرحية "فيلم أميركي طويل" تتناول الحرب الأهلية اللبنانية في سنواتها الأولى العبثية والقاسية وتعكس صورة عن مجتمعنا من خلال حالات "غير طبيعية" أفرزتها الحرب بشكل مباشر. وتجري أحداثها في مستشفى للأمراض العقلية، حيث تعالَج مجموعة أشخاص يعانون اضطرابات عصبية، بالإضافة إلى الإدمان على المخدّرات... والباقي سبق للبناني ان سمعه في المسرحيّة وان الاوان لان يحضره ويتفاعل مع شخصيات العمل.

 

 

المصدر :ليبانون ديبايت