الثلاثاء 28 حزيران 2022 08:50 ص |
«كواليس» ما جرى في انتخابات «المقاصد» - صيدا.. التغيير في أعرق الجمعيات الصيداوية .. هل يجمع المدينة أم يُؤدّي للشرذمة؟ |
* جنوبيات
لا يُمكن أنْ تمر نتائج انتخابات «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا، مُرور الكرام، لأنّها شكّلت مُفاجات مُتعدّدة لكثير من المُراقبين، لأنّ أيّاً من التوقّعات لم تكن لتُشير إلى حصول ما حدث!
هذا في وقت كانت غالبية التوقّعات، تُرجّح فوز رئيسة لائحة «لأجل المقاصد» لارا الجبيلي حمود، التي حال 13 صوتاً إلى خسارتها رئاسة الجمعية (نالت 260 صوتاً مُقابل 273 صوتاً نالها البزري)، وأيضاً إلى فوز فقط 4 من مُرشّحي اللائحة التي ترأستها.
ماذا جرى؟
- الحملة الشخصية التي تعرّضت لها الجبيلي، قد أثّرت على نتيجتها. انطلق فايز البزري بترشّحه من خلفية عضويّته السابقة في مجلس أمناء المقاصد بين العامين 2003-2011، وطرح نفسه كمُرشّح مع برنامج بهدف خدمة «المقاصد» والمدينة.
لاقى ذلك دعماً من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي أعاد الإمساك بالدور الذي كان يقوم به والده الوزير والنائب الراحل الدكتور نزيه البزري، حيث كان يُعتبر المُؤثّر الأوّل في استحقاق «المقاصد» وغيره من الاستحقاقات. كُثُرٌ من المُستقلّين والفاعليات الذين يُريدون التغيير، شاركوا في هذا الاستحقاق، رافضين صيغة ما جرى في الانتخابات السابقة، في مُقدّمهم المُحامي خالد لطفي، الذي يُولي اهتماماً بانتخابات «المقاصد» - مُستمدّاً الدور الذي كان يقوم به والده الأستاذ شفيق لطفي - وهو الذي شارك في العملية الانتخابية مُستعيناً بكرسي مُتحرّك. وهناك مَنْ كان قد وعد بانتخاب الجبيلي، لكنّه في صندوق الاقتراع أدلى بصوته لصالح البزري، والبعض منهم لتسديد حسابات ليس ضد الجبيلي، بل في مكان آخر!
خسارة الجبيلي
فهناك مَنْ يرى أنّ البعض أراد إسقاط مُرشّحة الحريري في الانتخابات، لغايات خاصة، وتسديد حسابات، وليس بعيداً عن ذلك تداعيات الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد في 15 أيار/مايو 2022، وبعدما قُطِعَ الطريق على عدد من الطامحين لرئاسة «جمعية المقاصد» أو تولّي مراكز مُؤثّرة فيها، ممَّنْ هم في الدائرة المُقرّبة من رئيس الجمعية المُهندس يوسف النقيب. لا شك في أنّ نتائج الانتخابات يجب أنْ تكون وراء ظهر مَنْ أعلن أنّه تنافس من أجل خدمة «المقاصد»، التي تحتاج إلى تضافر جهود رئيس وأعضاء المجلس الإداري بقراراتهم مع الهيئة العامة والفاعليات الصيداوية، من أجل الاستمرار في دور الجمعية الأعرق في «عاصمة الجنوب»، والذي لا يقتصر على 4 مدارس ونحو 650 مُوظّفاً وأكثر من 4000 طالب وطالبة، ومئات العقارات الوقفية، وبينها ما مكّن الجمعية من استعادة دورها بتسديد عجز طال أمده، بفعل الخيّرين من أبناء مدينة صيدا، الذين يؤمل بأنْ يستمرّوا بدعم الجمعية. وأنْ ينطلق رئيس وأعضاء المجلس الإداري، من أنّ الفائز في هذا الاستحقاق هو «جمعية المقاصد» ومدينة صيدا، وهذا يُحتّم ضرورة تعاون جميع المرجعيات والمُؤسّسات في المدينة لمصلحة الجمعية، وتشكيل فرق عملٍ مُتجانسة، بحيث يُؤدّي إلى تضافر الجهود من أجل دور «المقاصد».. رسالةً وريادةً، وليس أنْ يتحوّل المجلس الإداري إلى مركز تجاذب ما يعني تعطيلاً للعمل أو إقصاء فريق على حساب فريق آخر!
المجلسان المُنتخب والسابق المصدر :اللواء |