إن اللبناني اليوم هو سجين ورهينة ومخطوف في وطنه لعدم قدرته على الاستحصال على جواز السفر! وهو يواجه الكثير من الكوارث التي تسبب ويتسبب وسيتسبب بها الرئيس عون والرئيس ميقاتي بالتحالف مع حزب الله وعون وحلفائهما و«خصومهما الشركاء»! لبنان أصبح في عهد حزب الله وعون حارة «كل مين إيدو إلو»! وهذا لا يعفي «الخصوم الشركاء» أيضاً «الحرابيق» و«المتذاكين» في السياسة! وحذاري للتغييريين من الاستمرار في الأداء غير الموحّد، وغير المدروس، وغير المنظم وغير المكودر، ومن دون الرجوع الى كوادر وقواعد التغيير!
في زمن الأزمات الكبرى من الضروري أن ينحاز الإعلام للناس ولوجع الناس. إن فقدان الرغيف والمياه أهم بكثير من كل أهل السياسة! فالكلمة الأساسية في الإعلام اللبناني هي في معظم الأحيان للجزار، وبعض الفرص الصغيرة تٌعطى «حسنة» للضحايا! وهذه هي أسوأ الأزمات الحاضرة والمقبلة على الحكومة وعلى اللبنانيين:
1- فقدان الخبز! ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. ولكن ليس «بلا خبز»!
نجح الرئيس نجيب ميقاتي مع حكومته الحالية في جعل الخبز نادر الوجود في المخابز والأفران. وهو أمر يكفي لوحده لمحاكمة كل السلطة التنفيذية وإدخالها الى السجون! وتحوّل الخبز في زمن ميقاتي وعون الى سلعة تُباع في السوق السوداء بضعفي أو ثلاثة أضعاف سعره. وعادت طوابير الخبز والاقتتال أمام الأفران للحصول على حفنة من الأرغفة، بعدما تراجع حجم ربطة الخبز من 10 الى 6 أرغفة فقط! وبعد أن أصبح رغيف خبز الصاج بسعر 4.000 ليرة. وبعدما أصبح سعر كيس النيلون الفارغ بسعر ربطة الخبز من 10 أرغفة، أي بسعر 1.000 ليرة!\
2- المياه مقطوعة عن معظم اللبنانيين! و«الحياة» تحوّلت الى سلعة مرتفعة الكلفة!
الشكر للّه على المطر في آخر شهر حزيران. فمعظم الحلول المتوقعة الآن تحتاج الى تدخّل السماء! ففي الواقع، إن أزمة المياه متنقلة بين كافة المناطق. وسعر 1.000 ليتر بنزين من الصهاريج يتراوح بين 150.000 و300.000 ليرة بحسب المناطق. أي إن منزلاً عادياً مع خزان من 2.000 ليتر قد يحتاج الى كامل الحد الأدنى للأجور لتعبئته مرة واحدة تكفي عائلة متوسطة بضعة أيام! من دون الحديث عن تلوث هذه المياه. «والخير لقدام» خلال موسم الصيف!
3- كارثة فواتير كهرباء اشتراك موتورات «الأحياء»... «القاتلة»!
كهرباء الدولة مقطوعة بشكل شبه كامل. والناس تحت رحمة المولدات. والسبب هو فساد وهدر وسوء إدارة وزارة الطاقة ووزراء الطاقة المتعاقبين! ولا تنفع «ما خلونا» ولا أي تبريرات لهم في ظل فقدان الكهرباء! وفاتورة المولدات ترتفع بارتفاع سعر الدولار ولا تنخفض بانخفاضه. وقد تصل وتتخطى المليوني ليرة (حوالى 70 دولارا) ككلفة للـ 5 أمبير. كما قد تصل «مقطوعة» الى 150 دولارا «فريش» في الكثير من المناطق! وهو أمر يركّع وحده كل اللبنانيين!
4- ارتفاع سعر البنزين، الليتر بدولار! وأيضاً المازوت والغاز! يقبض اللبناني كفقراء أفريقيا ويمشي كالأميركيين!
يعادل سعر تنكة البنزين اليوم (20 ليتراً) بالتمام والكمال الحد الأدنى الشهري للأجور. أي 670.000 ليرة. وذلك بعدما انخفض سعرها هذا الأسبوع!
ويبلغ بالتالي سعر ليتر البنزين في لبنان حوالى الدولار الواحد مع حد أدنى للأجور شهرياً يبلغ حوالى 23 دولارا! في حين أن سعر الليتر يبلغ في معظم الولايات المتحدة الأميركية 1.2 دولار مقابل حد أدنى للأجور يبلغ حوالى 1.257 دولار في الشهر! أما في فرنسا فيبلغ سعر الليتر حوالى 2.1 يورو مقابل حد أدنى للأجور يبلغ حوالى 1645 يورو (حوالى 1302 يورو صافي). وهذا السعر المرتفع للمحروقات في لبنان مقابل مدخول وصل الى الصفر لدى كثير من الأشخاص والعائلات يتسبب هو أيضاً بإضعاف كل القوى العاملة في البلاد. كما يضعف الحركة بين المناطق، وبين المناطق والأرياف!
5- فاتورة الاتصالات والانترنت انطلاقاً من آخر شهر تموز المقبل! «والحكي صار كتير غالي»!
«رح تطلع الصرخه» في نهاية شهر تموز المقبل مع ارتفاع فواتيرهم حوالى 5 أضعاف تقديرياً! ولا يعرف اللبنانيون كيف سيديرون مصروفهم وكم سيبلغ حجم فواتيرهم فعلياً للتكيّف مع الأسعار الجديدة. فعائلة من 5 أشخاص بالإضافة الى «واي فاي» قد تنطلق فواتيرهم من 60 - 70 دولارا الى 200 دولار «فريش» للعائلة المتوسطة القدرة الشرائية!
6- كارثة الاستشفاء! والموت أرخص!
فقراء لبنان يفضّلون الموت على دخول المستشفى. فالتكاليف أصبحت مرتفعة جداً، وبالدولار! والضمان الاجتماعي في غيبوبة كاملة! وحتى ما تبقّى من الطبقة الوسطى يتجنّب معاينة الطبيب لارتفاع بدلات المعاينة! والعملية الجراحية تتحوّل الى كابوس عائلي مالي، بالإضافة الى الصعوبات الصحية. ناهيك عن فقدان الكثير من الأدوية وغلاء فاجر لأدوية أخرى!
7- تفكك الإدارة العامة، ومخاطر تفكك الجيش والقوى الأمنية!
أصبح القطاع العام «المضرب عن العمل» عاجزاً بالكامل. والموظفون لم يعودوا قادرين على القيام بأدوارهم. وأجورهم لم تعد كافية بدل تنقلاتهم! بلد من دون إدارة يتحول الى غابة متوحشة!
8- تعطيل القضاء... يعمي العدالة ويشلّها!
القضاء بحالة إضراب. والجسم القضائي برمّته معطّلاً! العدالة عاجزة، تتحرك على كرسي متحرك! لا قضايا ولا عدل، لا في تفجير المرفأ ولا في غرق مركب الموت ولا في انفجار التليل ولا في ظلم الحياة اليومية. فحتى أجور القضاة التي كانت من بين الأعلى في لبنان لم تعد تساوي شيئاً (500 الى 600 دولار!). والآتي أعظم، «ويا محلا شريعة الغاب!
9- الاستمرار في سرقة أموال المودعين ونهاية الاحتياطي في المصرف المركزي. والمصارف شريكة 75% من ودائع الناس بالدولار!
لن يطول الاحتياطي المالي في مصرف لبنان، إذا ما كان تقنياً هو فعلاً احتياطياً، من الوصول الى الصفر! عندها سيتوقف دفع كل شيء تقريباً.
كل سحب بالدولار من حساب أي مواطن «مش فريش» يكلّف 70% من قيمته. أي من يريد أن يسحب من حسابه 1.000 دولار يحصل في الواقع على 300 دولار. ويحتفظ المصرف بـ 700 دولار!!!
يجب أن يقطع اللبناني نفسه عند دخول أي بنك! فالتنفس في البنك بات مكلفاً! المصارف قامرت بالودائع وخسرتها! ومصرف لبنان يتحكم بأرزاق الناس ويتفنن بسرقة ما تبقّى! والمصارف أصبحت شريكة للناس في أرزاقهم تقاسمهم عليها. فهم يقبضون على الحوالة المدفوع كلفة تحويلها من المصدر عند وصولها. ويقبضون على حساب الفريش دولار بالدولار. ويقبضون عند كل سحب شيك أو أي مبلغ! وكل ورقة ومعاملة وكشف حساب أصبح مدفوعاً بالدولار.
10 - التلاعب بالدولار والأسعار، ودولرة كاملة للسلع... حتى لتكاليف «الدفن»!
يرتفع الدولار فترتفع الأسعار. ينخفض الدولار فترتفع الأسعار أيضاً! حتى على الدولار فإن الأسعار ترتفع! وحدها العقارات انهارت أسعارها! (وهذه فرصة هامة للمغتربين للتملك في لبنان). ولبنان يشهد مرحلة شبه كاملة من الدولرة، حتى للسلع الغذائية. وحده الموت في لبنان «باللبناني»! لكن مصاريف الدفن «بالدولار»!