اقامت مدرسة الاباء الكرملين في مجدليا قضاء زغرتا، حفل تخرج لطلاب الصف الثالث ثانوي “دفعة السلام”، برعاية المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وحضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، نقيب محامي طرابلس والشمال ماري تيريز القوال، النائب البطريركي على جبة بشري المطران جوزاف نفاع، المديرة العامة للتعاونيات غلوريا ابو زيد مونارشا، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلا بالمونسنيور يوحنا مارون حنا، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الكاثوليك ادوار ضاهر ممثلا بالاشمندريت الياس بستاني، راعي ابرشية عكار وتوابعهما للروم الارثوذوكس المطران باسيليوس منصور، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور، مفتي طرابلس الشمال الشيخ محمد امام، الرئيس الاقليمي للاباء الكرملين في لبنان الاب ريمون عبدو، المرشد العام للسجون في لبنان الاب جان مورا، منسق اللجنة الاسقفية للحوار الاسلامي المسيحي جوزاف محفوض ومهتمين.
بعد النشيد الوطني والنشيد الكرملي، كانت كلمة باسم المتخرجين، ثم جرى عرض وثائقي حول مسيرة اللواء ابراهيم، فكلمة للاب ريمون عبدو الذي قال:”فشل العديد من الذين كنا نعول عليهم بانقاذ البلد، جعلنا نفقد الامل، لكن حضورك اليوم بيننا ايها اللواء ابراهيم يعيد لنا الامل في المستقبل”.
ثم تحدث ابراهيم وقال:” أن تخاطب ربيع العمر يدق ابواب المستقبل، خارجا من حضرة الكرملية، يعني ان تكون مسؤولا امام جيلٍ لم ننجح، وللاسف، في تسليمه دولة على ما كنا نأمل به ونعمل من أجله، وقد قضينا ولا نزال، سنوات العمر نعمل في سبيل لبنان ومن أجله. وهذا يعني ايضا ان تقف برهبة في حضرة نُسّاك الكرمل وما بذلوه من صلاة وعمل إلى يومنا هذا”.
وتابع:”تحية لكم، ومعها كل التقدير للأهل الذين ضحوا في اصعب الظروف ليشقوا لاولادهم دربا توصلهم الى غد مشرق يتطلعون اليه بعد كل ما نزل بلبنان من مآس”.
وتابع:”يشرفني جدا ان احضر وارعى هذا الحفل المميز، حفل التخرج الذي تقيمه مدرسة الكرملية، الرابضة على تلة هي علامة جمع الشمال الذي ما كان فيه إلا أهنأ العيش بين مكوناته، وما كان إلا سندا وعضدا للقوى الأمنية الشرعية، اما من خرج منه وذهب إلى أقاصي العنف والإرهاب فكان إستثناء على الأصل الوطني اللبناني الصافي لكل أهل الشمال”.
اضاف:”كل الفخر والتهاني القلبية الصادقة إلى المتخرجين وذويهم وإدارة المدرسة التي كابدت ما كابدت به منذ قيامها في سبعينيات القرن الماضي، وكان الكرمليون ينهضون بعد كل مشقةٍ بهمة اعلى واضعين نُصب أعينهم هدف تحقيق رسالتهم في الأرض مرفوعة إلى السماء”.
وقال:” ايها الطلاب، حقكم الفرح بما انجزتم وبما بذلتم من جهد لتحملوا شهادتكم. وكلنا، ذويكم وإدارتكم، فخورون بكم. فلكم منا، ولكل المتخرجين على مساحة لبنان، التهنئة القلبية. لكن اعلموا ان امامكم مسؤولية الاستمرار في التحصيل العلمي والنجاح، لأن وطنكم وشعبكم واهلكم بحاجة اليكم فلا تتخاذلوا. اذهبوا واحصلوا على العلم من أنىَ شئتم، لكن عودوا أنىَ كنتم لتبنوا وطنا يُشبه أحلامكم ووعيكم وعصرنتكم وحداثتكم. سافروا لكن لا تهاجروا. أنتم جواز سفر لبنان الى السمو والعلو، ولو صادفتكم وصادفت اللبنانيين عراقيل في الحصول على جواز السفر، فإن من بين اسباب هذه الصعوبات التأخير في اتمام عملية تأمين جوازات السفر من الخارج التي لم تكن من مسؤولية الامن العام. ولكن، ضيق حال الدولة ووضعها المادي، وكوننا نؤمن بالدولة مهما تكن، فإننا لن نَرميَ المسؤولية على احد ضنّاً بصورة الدولة ووجودها الذي هو أهم من تقاذف المسؤوليات، وهذه لعبة لم ولن ننخرطَ بها لأنها اداةَ هَدمٍ ونحن دُعاة بناء. ومن هنا، اؤكد لكم ان هذه الازمة هي قيد المعالجة مع المعنيين لإعادة الامور الى مسارها الطبيعي. هذا وعد، ولم نعتد يوما الا الايفاء بما نعد به”.
وتابع:”إبنوا دولة تكون بمؤسساتها وقوانينها ضمانة لجميع ابنائها للعيش فيها بكرامة، ولا تقبلوا بوطن ضمانته شخص لان هذه الأوطان زائلة لا محالة.
إبحثوا عن المستقبل المشرق، غادروا المؤلم من ماضيكم ، لكن لا تتنكروا لأبائكم وارض اجدادكم. أنتم، ومعكم كل طُلاب لبنان، نور هذا الوطن، أنتم الوعد والأمل، حافظوا على هذه الأرض انها وقفُ الرب. اعطوها ولو بخلت عليكم وهي فعلت، لكن نحن في ظروف إستثنائية تتطلب منا الجهد والتضحية، كما تتطلب قبل أي شيء الروح الوطنية المُشتركة المبنية على المواطنية الصالحة التي، لا شك، قد تربيتم عليها في هذا الصرح العظيم، وهذه حقيقة يجب أن تعرفوها. المستقبل لكم فأصنعوه على مَثَل ومِثال من تريدون،
ابحثوا واستكشفوا في اصقاع الأرض، لكن كونوا سفراء بلد الأرز الشامخ والمتسامح، وليس بلد التناحر والانقسام.انتموا إلى لبنان التنوع الثقافي والحضاري والديني في إطار الوحدة، ولا ترثوا الأحقاد من احد ولا عن احد، ادفنوها، وساهموا في بناء دولة قوية بروح أبنائها ومؤسساتها العصرية والحديثة”.
وختم:”خذوا المبادرة ولا تنتظروا احدا، فالأمجاد تُصنع وتُبنى ولا تُعطى، فأنتم لبنان الآتي غدا. مبروك لكم شهادتكم، مبروك لذويكم جهدهم وتعبهم الذي اثمر نجاحامتألقا، مبروك لمدرسة الكرملية وادارتها وللرهبنة الكرملية، رهبانيّة مريم العذراء سيّدة جبل الكرمَل، في الشمال وفي كل لبنان وهم يُخرّجون بُناة الغد. لكم منا اطيب التمنيات. عشتم وعاش لبنان”.
ثم تسلم اللواء ابراهيم درعا تكريمية من المدرسة عربون تقدير واحترام، وجرى حوار مع المتخرجين عن الوضع العام في البلد.
وختاما تسلم المتخرجون شهاداتهم من اللواء ابراهيم ومدير المدرسة.