في الوقت الذي تبحث بعض دول العالم عن رحلات لكواكب اخرى، يعود الدولاب اللبناني للوراء بشكل منقطع النظير، وكأن جهنم التي تحدثت عنها الأديان والفلسفات قد تجلت في المشهد اللبناني على شتى الصعد، فالشعب الذي كان يعبر عن قهره وحزنه عبر الشبكة العنكبوتية، قد يصبح هامش تعبيره صفرا في المرحلة المقبلة، بحيث أن اشتراك الأنترنت سيصبح ما يقارب ٣٥٠ الف ليرة، وهذا ما يدفع اصحاب المداخيل المتدنية للتفكير الجدي بالتخلي عن الشبكة العنكبوتية، في الوقت الذي تمت عملية النصب الكبرى بحق اللبنانيين في سرقة رصديهم على أجهزة الهاتف، بعملية ممنهجة حاول وزير الاتصالات أن يخرج منها في إحدى المقابلات التلفزيونية ولكنه خرج هشاً غير مقنع وركيك الحجة والإقناع والبرهان، مما اثار قرف واشمئزاز الشعب اللبناني الذي بات ضجرا من المشهدية برمتها. 

يروي حسن وهو اب لولدين أنه مضطر لبيع قطعة من منزله أو استعمال مدخراته لتامين الاشتراك لأولاده بحيث أن دراستهم وتطويرهم لا يتم الا عبرها، بحيث أنه يتقاضى مليون ومئتي ألف ليرة، الأمر الذي يجعل من الاشتراك يسواي ربع المعاش ان لم نقل أكثر. وثمة نماذج وحالات مشابهة، الأمر الذي يمكن أن يعرقل الحياة برمتها. 

حالات كثيرة تحدثت لـ"جنوبيات" كحالة أخرى هي امرأة باعت اساورها لتامين تشريج خطوط أبنائها، والاشتراك الشهري، إضافة لكارثة الطاقة الشمسية. وهذا كله في ظل غياب للدولة والمسؤولين عنها .فهل يؤدي هذا المشهد لثورة قهر حقيقية ام أن رياض سلامة على تأقلم الشعب اللبناني بات فوق كل اعتبار.