قال رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية: "نقول لغسان كنفاني أننا نطرق الخزان كل يوم وبكل ما لدينا من قوة، أمس الأول عبر السيد الرئيس عن موقفنا الثابت أثناء الاجتماع مع الرئيس الأمريكي بايدن في بيت لحم، هذا الموقف الذي يصون حقوقنا وثوابتنا الوطنية في إنهاء الاحتلال والحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين".
وأضاف رئيس الوزراء: "لقد أوصل السيد الرئيس بثقة وأمانة رسالة وصوت الشعب الفلسطيني الصامد إلى الرئيس بايدن، فزيارته كانت مهمة، وكذلك الموقف العربي الراسخ من قضية فلسطين الذي تجلى في قمة جدة من خلال خطابات الملوك والأمراء والرؤساء العرب المشاركين في القمة، الذين أدركوا وقالوا إن قضية فلسطين العادلة ستبقى مفتاحا وشرطا لأي سلام واستقرار في هذه المنطقة".
جاء ذلك خلال كلمته في ذكرى مرور خمسين عاماً على استشهاد الروائي المناضل غسان كنفاني، اليوم الأحد في رام الله.
وأردف رئيس الوزراء: "رمزية زيارة بايدن مهمة ولكن بانتظار نتائج سياسية جدية لهذه الزيارة، من المهم التأكيد على حل الدولتين ولكن من المهم أيضا منع تدمير إقامة دولة فلسطين، ووقف الاستيطان الذي يجرف حل الدولتين، ومن المهم التأكيد أن للفلسطينيين جذور ضاربة في الأرض وفي القدس خاصة وعلى وجه التحديد، ولكن الأهم هو منع تهجيرهم من المدينة قصرا وبكل أشكال التهجير التي تمارسها إسرائيل، المساعدات مهمة لنا ولكن الكرامة أهم".
وقال رئيس الوزراء: "رؤية غسان الثورية لم تغرق في الايدولوجية وظل بعيدا عن الشعاراتية منحازا للوحدة الوطنية، أدبه وفنه كان بمثابة سلاح الوعي الذي يشحذ به الهمم بعد النكبة، وكانت صرخته المدوية لماذا لم يطرقوا جدران الخزان بمثابة جرس الإنذار للبقاء في كامل اليقظة وعدم الاستسلام للواقع ورفض الموت بصمت".
وأضاف رئيس الوزراء: "روايات غسان من عائد إلى حيفا وما تبقى لكم من أرض البرتقال الحزين وأم سعد ورجال في الشمس شكلت وعيا لنا وللأجيال التي عاشت مرحلة المد الثوري، ووثقت رحلة التشتت والشتات بعد نكبة فلسطين".
واستطرد: "كان اغتيال غسان كنفاني مؤلما وصادما، فاغتيال المفكرين والكتاب هو اغتيال للأمة، لكنه ظل حيا بما تركه من إرث أدبي وصحفي وحضور وطني، في ذكرى غسان نردد ما قاله شاعرنا الكبير محمود درويش في وداعه طوبى للجسد الذي يتناثر مدننا، ونضيف يشعل أملا متوهجا في قلوب الأجيال المتعاقبة التي لم يسقط الوطن من ذاكرتها المشتعلة بحق العودة الى فلسطين".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "أمامنا خيار واحد وهو الصمود والصمود المقاوم، نحن رجال ونساء في الشمس في جبال بيتا وبرقة وكفر قدوم، ونحن برقوق وبرتقال فلسطين على الأشجار التي تبقى واقفة، وقد يكون العالم اليوم ليس لنا، ولكن هذا الوطن لنا دائما، كل النساء أم سعد وكل الرجال أبو العبد، في فلسطين لا يوجد نصب تذكاري للجندي المجهول فشهدائنا كما غسان كنفاني نعرفهم ونعرف أمهاتهم وأولادهم وكذلك الأسرى نحفظ أسماءهم الرباعية".