الجمعة 22 تموز 2022 10:04 ص |
اللواء إبراهيم: لبنان ساحة صراعات وصندوق بريد والدولة تسقط بسرعة |
* جنوبيات
أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أنّنا «في وطن يطوف على رمال متحركة، والدولة تسقط بشكل متسارع ولم يبقَ منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية»، موضحاً أنّنا «دخلنا الاستحقاق الرئاسي من أعرض الأبواب والكل ينخرط في السباق إلى سدة الرئاسة فيما يبدو أن تشكيل الحكومة صار مؤجلاً بسبب عوامل الاستعصاء السياسية، فقوس الأزمات أحاط بكل شيئ في لبنان، والكوارث السياسية تلف لبنان، الإدارات العامة مقفلة، واللبنانيون يختنقون، لا نعرف متى يحين الإستسلام، قيمة الليرة على خط الإنهيار، وللأسف سأقولها، لبنان ليس حاضرا على طاولة المجتمعين الإقليمي والدولي الا كونه ملجأ ووطنا جديدا للاجئين والنازحين وهذا ما يرفضه اللبنانيون جميعا».
بدأ اللقاء بالنشيد الوطني ونشيد الأمن العام، ثم تحدث رئيس الجمعية محمد شربجي، مُرحّباً باللواء إبراهيم والحضور، وقال: « لقاؤنا مع رجل المهمات الصعبة في الداخل والخارج والرجل الذي بمجهوده يتعدى مساحة الـ10452 كلم2 بدءاً من استعادة العسكريين ورفاة الشهداء من الارهاب التكفيري وراهبات معلولا ومخطوفي اعزاز وكما ساعد في الافراج عن الطحين سابقا والمحروقات وساهم في الافراج عن الموقوف تاج الدين من الولايات المتحدة الاميركية والافراج عن اميركيين في ايران ونزار زكا وعمل على مساعدة الروس في تثبيت الهدنة في شمال سوريا ومؤخرا يعمل في ترسيم الحدود البحرية واللواء واسع الافق تترجم بمساعي فعالة بحيث بات معروفا بحلحلة المشاكل اقليميا ودوليا». وقال: «ندخل إلى الوطن مجدداً، من بيروت ومقاصدها تحت عنوان «لبنان في مسار الإستحقاقات الحالية محلياً وخارجياً»، في أصعب الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وفي لحظة يتبدل فيها كل شيء، إنْ في لبنان أو في الإقليم وكذلك على المستوى الدولي. ما عاد هناك نهائيات سياسية يمكن الركون إليها في الإقتصاد والإجتماع. عملياً، يغامر كثيراً من يعتبر أن لبنان الذي كان في وعينا، وفي نظر العالم كله، ما يزال قائماً. هذا اللبنان الذي عرفناه صار من الماضي، وعلى اللبنانيين أن يُعرّفوا ذاتهم الوطنية وبالتحديد هويتهم، ليعرفوا من بعدها اي لبنان يريدون، ويحددوا دوره في عالم يتغير بسرعات برقية، وترتسم حوله احلاف متقابلة، سياسية وامنية واقتصادية وتجارية». وإذ سأل: «ماذا عن لبنان امام هذا الواقع المحلي والاقليمي والدولي المتداخل مع بعضه البعض؟»، أجاب: «البداية الصحيحة توجب علينا الإعتراف بأننا فقدنا كل بطاقات التعريف السابقة. لم نعد جامعة الشرق ووجهته السياحية. لم نعد مستشفى الشرق وإعلامه ومطبعته. لم نعد مصرف الشرق، ولم نعد موضع ثقة المودعين. للاسف، ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الجميع، وصندوق بريد من كل الجهات والى كل الاتجاهات. ولأنه هكذا، فهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر. وبالرغم من صلابة أرضه ، وأصالة شعبه، لكننا في وطن يطوف على رمال مُتحركة. هذا الكم والنوع من الأخطار نواجهه حالياً. نجاح ندوتنا يبدأ من تعيين دقيق للوضع الداخلي، لقراءته بشكل سليم في متعلقاته الإقليمية والدولية».
وتابع: «الصورة العامة توحي وكأن البلد ينهار على اللبنانيين. هل هذه حقيقة أم وهم؟ الواقع أن الدولة تسقط بشكل متسارع، لم يبق منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية، يقاتل افرادها باللحم الحي دفاعاً عن الشعب وكيان لبنان ووحدته وأمنه بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وأبلغ دليل على ذلك ما جاء في قمة جُدَة، إذ لم يحضر لبنان سياسياً على خارطة هذه القمة الإقليمية ـ الدولية. والإهتمام به كان من مدخل التداعي لمساعدة قواه العسكرية والأمنية حصراً ومن دون البحث في كيفية مساعدته لإجتياز محنته والمصاعب التي تواجهه. وهذا الأمر بالتحديد يوجب علينا كلبنانيين أن نقف مع أنفسنا لبلورة رؤية عاجلة للإنقاذ والنهوض».
أضاف: «تاريخنا القريب منه والبعيد يقول ذلك بوضوح. الحقيقة الساطعة التي لا نريد مواجهتها هي أن لبنان في مسار الإستحقاقات الخارجية لا يُرى إلا من موقعه «الجيوبولتيك» وليس من إمكاناته الفعلية التي انتهت، وكلنا شاهَدَ نهايتها المأسوية وساهم بها بمعرفة ومن دون معرفة. والأكثر وضوحاً في هذا السياق هو أننا دخلنا الإستحقاق الرئاسي من أعرض الأبواب والكل إنخرط أو هو في صدد الإنخراط في السباق إلى سُدة الرئاسة الأولى، فيما يبدو أن تشكيل الحكومة صار مؤجلاً بسبب عوامل الإستعصاء السياسي التي دخلت عليه».
وفي معرض مقاربة الوضع في الشرق الأوسط، قال: «الأهم هو الوقوف ملياً أمام الوقائع الإقليمية، حيث انطلق حصان التطبيع على مساحة دول الخليج. وقد صارت إسرائيل حاضرة، وقوة تأثيرها تتعاظم أكثر فأكثر مستفيدةً من أزمات لبنان وسوريا والعراق واليمن، وعبر تصوير إيران على أنها هي العدو، وليس هي الكيان الغاصب في فلسطين المُحتلة. لكن ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن إيران تجري حوارات ولقاءات مع عدة دول عربية كالسعودية ومصر والأردن والإمارات، وتعطي التفاهم وحُسن الجوار مع دول المنطقة أولوية قصوى تتقدم أحياناً حتى على إعادة إحياء الإتفاق النووي. ولهذا كله آثار مباشرة على الواقع اللبناني السياسي والإقتصادي والإجتماعي، ويجب أن يتنبه إليه اللبنانيون بدلاً من أن يذهبوا في مسار العداوات المجانية التي سترتد لاحقا عليهم خسارة سياسية صافية.. أما على المستوى الدولي فيجب الأخذ بالحسبان مُجريات الحرب الروسية ـ الأوكرانية وتأثيرها على لبنان والعالم كله في مجالات الأمن الغذائي والإقتصادات العالمية. وأولى النتائج تجلت بأسعار القمح ومن ثم بتأجج الصراع على الموارد والثروات الغازية الإستراتيجية، وهذا ما أوقع لبنان على خط التوترات الإقليمية والدولية وزاد من تعقيدات عناصر الأزمة الوطنية».
وحول ملف الترسيم والغاز المصري قال: «مفاوضات ترسيم الحدود البحرية تسير وقوة لبنان انه مجتمع في موقف واحد ومن المفترض ان يكون هناك آلية جديدة في شهر ايلول مع عودة المبعوث الأميركي وفي لبنان لدينا قوة علينا ان نستفيد منها هي المقاومة في الصراع مع العدو ولأن اي حل في المنطقة عنوانه العريض القضية الفلسطينية». المصدر :اللواء |