رأى الوزير السابق كريم بقرادوني أنّ "رئيس دولة فلسطين محمود عباس استطاع إقناع الأميركيين والفاتيكان بالحل السياسي، وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، وقد تكون للمرّة الأولى تبرز جدياً، معالم الدولة الفلسطينية وفق ثوابت الرئيس "أبو مازن"، وقناعة الفلسطينيين والطرح العربي، وهي فرصة مُهمّة لحل القضية الفلسطينية، وفق مبدأ حل الدولتين".
وشدّد في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "قمّة جدّة" تُؤكد مركزية القضية الفلسطينية ودعم صمود شَعبِنا، على أنّه "يجب عقد قمّة عربية استثنائية لاتخاذ قرار بمُتابعة قرارات "قمّة جدّة"، ومن بعدها العرب قادرون بوحدتهم الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، وتحويل مُقرّرات هذه القمّة إلى قرار دولي، وعلى أميركا التعاون وإدخال فرنسا إلى جانبها، لأنّ لديها موقفاً مُتقدّماً بدعم قيام دولة فلسطينية مُستقلة إلى جانب "إسرائيل"، وللمرّة الأولى مُنذ 50 سنة مُقتنع بأنّ الحل قد يكون قريباً".
وأكد بقرادوني "أهمية تطبيق القرارات التي صدرت عن "قمّة جدة"، خصوصاً أنّ المملكة العربية السعودية باتت مُلتزمة بهذه القرارات، ويجب تشكيل لجنة مُتابعة تضم السعودية ومصر والرئيس محمود عباس، بما يُمثّل على رأس "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، فهذا الثلاثي قادر على أنْ يجمع إليه الأردن والعراق، وأنْ تتم الدعوة إلى عقد قمّة عربية استثنائية تتبنّى مُقرّرات "قمّة جدة"، وتشكيل لجنة على مستوى الملوك والرؤساء للتفاوض مع "إسرائيل" لتطبيق هذه القرارات، لأنّه في السابق كان هناك العديد من القرارات الصادرة عن مُؤتمرات وقمم، لكن لم نصل إلى حلٍ عادلٍ للقضية الفلسطينية، بسبب طغيان بعض الأحداث العالمية، وليس المفروض أنْ تطغى القضية الأوكرانية على القضية الفلسطينية، لذلك فإنّ المُتابعة للمُقرّرات في جدّة هي بأهمية هذه القرارات".
وأشار إلى أنّ "زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فلسطين، تأتي تأكيداً لطرح الرئيس الأسبق باراك أوباما "حل الدولتين" في آخر ولايته، والفارق أنّ بايدن طرحه في بداية ولايته، ولديه الوقت الكافي لتحقيق ذلك، والمُشكلة الرئيسية للولايات المُتّحدة هي "إسرائيل"، فالرئيس "أبو مازن" يُسهّل مُهمة بايدن، لكن بايدن سيصطدم باليمين الإسرائيلي، الذي يُعلن أنّه لا دولة فلسطينية على حدود "إسرائيل"، لذلك أعتقد بأنّهم سيعمدون إلى توسيع المُستوطنات، ومُواجهة الدولة الفلسطينية بهذه المُستوطنات، وكذلك في السياسة سيشتد الخلاف والصدام بشكلٍ جدي بين "إسرائيل" والولايات المُتّحدة الأميركية"، رافضاً تصديق "مقولة إنّ "إسرائيل" أقوى من الولايات المُتّحدة في المنطقة والعالم"، ودون استبعاد "رؤية رؤساء الحكومات الإسرائيلية في واشنطن قريباً، يمارسون ضغطاً أميركياً مُباشراً على "إسرائيل"، التي لا تستطيع أنْ تختلف مع الولايات المُتحدة، وستضطر لقبول القواعد التي تطرحها واشنطن".
وأكد أنّ "الرئيس محمود عباس مُنذ بداية الطريق كان واضحاً، ويقول أريد حلاً سياسياً، وغالبية القوى الفلسطينية مقتنعة بموقف الرئيس عباس، الذي يتمتّع بوحدة موقف من حوله، ليبقى الخلاف الجدي مع "إسرائيل"، التي لا تُريد دولة فلسطينية، وتعتبر أنّ القدس المُوحّدة عاصمتها، لذلك رفض بايدن الذهاب في زيارته إلى القدس الشرقية بحماية إسرائيلية، ليُؤكد أنّ موضوع القدس لا يزال عائقاً أمام الحل النهائي، وهي إشارة هامة".
وأوضح بقرادوني أنّ "قداسة البابا فرنسيس مُلتزم بقضايا الشُعوب، وبصورة خاصة بالقضية الفلسطينية، ويُؤكد أنّ لا حل في المنطقة إلا بحل القضية الفلسطينية، ولا حل في العالم المُحيط إلا بحل القضية الفلسطينية، التي باتت قضية عالمية"، متوقعاً أنّ "تلعب الكنائس دوراً أكبر في دعم الموقف الفلسطيني، وهو موقف العديد من الدول وليس الفاتيكان وحسب، وفي كل مُناسبة يُدخِل قداسة البابا موضوع الشرق الأوسط في كلامه، وهو بالتالي يتحدّث عن فلسطين ولبنان، وهي قناعات، تجعله يسعى إلى حل القضية الفلسطينية في أيامه، ويكون سعيداً بأنْ يذهب إلى القدس وقد حُلّت القضية الفلسطينية".
واستطرد: "في السابق كان هناك موقف مع الحل من دون شروط، وموقف مع الحل بالدولة الفلسطينية، وموقف السادات الذي ذهب إلى "إسرائيل" من دون شروط تراجع، وفهم العرب أنّه لا تفاوض مع "إسرائيل" إلا بحل الدولة الفلسطينية، وهي رسالة للجميع ولـ"إسرائيل" بأنّ لا حل عادلاً إلا بالدولة الفلسطينية، و"قمّة جدة" أنهت هذه الازدواجية العربية، وبدأت المرحلة الجديدة، التي تُؤكد أنّ الحل العادل للقضية هو من خلال الدولة الفلسطينية".
وختم بقرادوني: "حق العودة والدولة الفلسطينية، انطلقا من مُبادرة بيروت خلال القمّة العربية في العام 2002، وأهميتها أنّه كان هناك موقف مُتقدّم للرئيس "أبو عمّار"، الذي وقف ليُؤكد أنّ ما جاء في القمّة العربية، هو موقف فلسطين ولن يتبدّل، ويُمكن اعتبار الحدث الذي استجد هو "قمّة جدة"، الذي يجب أنْ يتحوّل إلى قمّة عربية استثنائية في الأسابيع المُقبلة، والاستفادة من الجو الأميركي المُلائم، ونُلاحظ أنّ الصحافة الأميركية تُؤيّد ما قام به بايدن، وفي السابق كانت كل خطوة تجاه العرب تلقى حملة ضد الرئيس الأميركي، ففي داخل أميركا هناك تبدّل في الرأي العام حول القضية الفلسطينية".
https://youtu.be/4lazTRuGCc4