يا أعداء الله..
يا تجّار الدم..
أيّها القتلة..
يا من لا تخافون الله في خَلْقه..
إلى أين ذاهبون بالبلاد والعباد؟!
ألم تكتفوا من مصّ دماء الشعب المسكين؟!
هل أخذتكم ساديّتكم إلى حيث ألقت أمّ قشعم؟!
إلى متى غرز الرماح في نحور الناس، وحصد الأرواح والممتلكات العامّة والخاصّة؟!
لقد جعلتم من الكهرباء مادّة لكسر موازنة الدولة وتكديس الخسائر بمليارات الدولارات!
لقد جعلتم المواطن يدفع فواتير المازوت والاشتراكات أضعافًا مضاعفة.
لقد جعلتموه يقطر دمًا للحصول على المياه والكهرباء والمحروقات.
لقد سلبتم أمواله في المصارف كالسّيل الجارف.
لقد سرقتم دولارات هاتفه المحمول وجعلتم الاتّصالات من قبيل المهالك حتّى الممات.
لقد جعلتم الرغيف مغمّسًا بدم الفقير إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
لقد ارتكبتم الموبقات السبع، وأطفأتم البصر والبصيرة، وأصبتم السمع بسهام خطيرة.
لقد أوصدتم الأبواب بوجه الحلول كلّها، وغلّبتم مصالحكم الخاصّة على المصالح العامّة، وإن أدّى الأمر إلى انعدام أفق الحلّ على كلّ الأصعدة والمستويات.
فكلٌّ يغنّي على ليلاه ويتفنّن في نهب الأموال في كلّ مجال.
هذا والسؤال الحتميّ الذي يخطر على البال:
إذا مات الشعب وانقرضت الحياة في لبنان، من ستحكمون؟
وأموال مَن ستأخذون؟
اللهمّ إلّا إذا كنتم قد تعاقدتم مع شركات لبيع أعضاء البشر، والشجر، والحجر، ومياه البحر والمطر!
وأنت أيّها الشعب الخنوع، كفاك قهرًا وذرفًا للدموع، فليس لديك ما تخسره، انتفض على واقعك المزري وليكن ما يكون، فالحياة نعيشها مرّة، وتذكّر قول الزعيم عادل إمام: "يا نعيش عيشة فلّ يا نموت نحنا الكلّ"!
وقد صدق المتنبّي حين قال:
وإذا لم يكن من الموت بدٌّ
فمن العار أن تموت جبانا...