وأنا أتابع الازدحام في الافران طلباً لربطة خبز، وأمام الصيدليات بحثاً عن حبة دواء، والظلمة التي تحيط بالعاصمة وسائر المناطق لانقطاع الكهرباء، والنقل الذي أصبح امتيازاً، تذكرت حديثاً لأستاذنا، الوزير والنائب السابق، وأحد مؤسسي تجمع اللجان والروابط الشعبية في أكثر من ندوة له في الطريق الجديدة .

كان الأستاذ مرهج يقول لنا بداية تسعينات القرن الماضي وهو نائب بيروت ووزير الداخلية، "عليكم ان تتوقعوا في المستقبل أياماً عصيبة جداً في لبنان  نترحم فيها على أيام الحرب، واذا بقيت الأمور على هذا النحو سيأتي يوم يشحد فيه اللبنانيون الملح والخبز و الماء و الدواء.

فالدولة اذا استمرت أسيرة عقلية المحاصصة سيكون مصيرها التفكك و الانهيار والخدمات الأساسية للمواطن ستصبح حلما والنظام المصرفي الحالي سيشهد تدهورا متزايداً في التزاماته ، ناهيك عن انتقاده المبكر للسياسات النقدية والمالية التي ضاعت في زحمة الصراعات المريضة والمدمرة، وهي انتقادات أدت بالإضافة الى مواقفه الأخرى  الى إخراجه من الوزارة اكثر من مرة.

بالطبع كنا نعتقد ان في كلام المناضل العتيق بعض المبالغة، ولكن جاءت الأيام لتثبت ان ما شهدناه من انهيار فاق أبشع التوقعات....
ومع ذلك ما زال الوزير مرهج مصراً على النضال مع رفاقه من اجل انقاذ لبنان من المنظومة الفاسدة التي تتحكم به، واستعادته لثرواته المنهوبة في الداخل وعلى حدودنا البحرية والبرية .
تحية للعقل الاستشرافي  وليد  صوابية  التحليل وسلامة القصد ورجاحة العقل وصدق النوايا.

(رئيس جمعية شبيبة الهدى)